2أخبار الطيبةالأخبار العاجلةنفحات دينية

احياء سنن مهجورة …شرح وتوضيح حديث الابراد !

اخوتي الافاضل ..يسر اخوكم الشيخ ابو عكرمة الطيباوي ،ان يقدم لكم التوضيح الشافي في احاديث صلاة الإبراد..عند اشتداد الحرارة .

2
الأفضل والأصل المستحب المتفق عليه ، والتي جاءت وبينته السنة النبوية،أن تؤدى الصلوات في أول وقتها، لما رواه البخاري ومسلم ، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم : أي العمل أحب إلى الله؟، قال : الصلاة على وقتها “.

وقد استثني من ذلك صلاة الظهر عند شدة الحر ، وصلاة العشاء.فأما صلاة الظهر ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ فَأَبْرِدُوا بِالصَّلَاةِ؛ فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ ،وَاشْتَكَتِ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا فَقَالَتْ: يَا رَبِّ، أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا، فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ : نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ، وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ، فَهُوَ أَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الْحَرِّ، وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الزَّمْهَرِيرِ “رواه البخاري . ومعنى أَبْرِدُوا :اي أَخِّرُوا ، وانتظروا حتى تَخِفَّ حرارة الشمس. وفَيْحُ جَهَنَّم: اشداد حرارة نار جهنم . كما وروى البخاري ومسلم عن أبي ذر رضي الله عنه قال:” كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر ، فأراد المؤذن أن يؤذن للظهر ،فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أبرد ، ثم أراد أن يؤذن ، فقال له الرسول : أبرد ، حتى رأينا فيء التلول، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن شدة الحر من فيح جهنم، فإذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة”.

والسبب في أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم تأخير صلاة الظهر إذا اشتد الحر ، أي حتى تَنْكَسِرَ حرارة الشمس وتَبْرُد .

قال اهل العلم : لأنَّ الْحَرَّ الشديد يؤثر على خشوع المسلم في صلاته ، والخشوع أهم أركان الصلاة ؛ فَبِقَدْرِ خشوع المسلم في صلاته يكون أجره عليها. لكن في هذه الأزمنة والحمد والشكر لله ، في عصر التقدم التكنولوجي ووجود المكيفات والمراوح الكهربائية ، فلا يوجد ذلك الحر الشديد جدا .لذلك علينا مراعاة أحوال الناس ، فلا يُقال : أبرِدوا بالظهر ، والناس قد اجتمعوا في المسجد ، وفي ظل ومكان باردً . لكن لو كانت هناك بلاد ليس فيها هذه المكيفات والمراوح الكهربائية ، فإن الإبراد مستحب في حقهم . وكذلك هذا ممكن في حق جماعة في سَفر في منطقة حارة جدا كبلاد الحجاز .

فعلى الجميع أن يبادروا إلى اجتماع الكلمة ، ونبذ التفرق، فإن الجماعة واجبة والفرقة محرمة، فلا يرتكب ذلك من أجل الحرص على فضيلة الإبراد، ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم .

وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

‫2 تعليقات

  1. يسلم فمك يا شيخ ابو عكرمة…زدنا من دروسك الدينية ..الكثير من شبابنا بعيدين عن الدين والصلاة ..ا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *