3أخبار الطيبةالأخبار العاجلةنفحات دينية

الجزء الثاني- المحروم من حرم نفسه من خيرات وبركات ليلة القدر ! بقلم الشيخ ابو عكرمة الطيباوي

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : دخل رمضان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “إن هذا الشهر قد حضركم وفيه ليلة خير من ألف شهر ، من حرمها فقد حرم الخير كله، ولا يحرم خيرها إلا محروم”. ومن فضائلها ما روى أبو هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “من قام ليلة القدر إيماناً واحتسابا غفر لله ما تقدم من ذنبه” . وقد يسأل سائل متى تكون ؟ فتأتي الاجابة مَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :( تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْوِتْرِ مِنْ الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ ).

ليلة القدر
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في ليلة القدر : إنها ليلة سابعة أو تاسعة وعشرين إن الملائكة تلك الليلة في الأرض أكثر من عدد الحصى . ان معظم اهل العلم يرون أنها تكون في 27 رمضان وهنالك قسم من العلماء من رجّح أنها تتنقل بين ليالي رمضان الفردية، وليست في ليلة معينة في كل عام . وإنما أخفى الله تعالى هذه الليلة ليجتهد العباد في أيام وليالي هذه العشر طلباً لليلة القدر ، ويجدّوا في العبادة والدعاء والتضرع إلى الله، اقتداء بنبينا صلى الله عليه وسلم .

وقد جاء في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم ” كان إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وشد مئزره ” البخاري ومسلم.

والقول ” وشد مئزره ” كناية عن الاستعداد للعبادة والاجتهاد فيها زيادة على المعتاد ، ومعناه التشمير في العبادات . وقيل هو كناية عن اعتزال النساء وترك الجماع .

وقد جاء في حديث عائشة الآخر رضي الله عنها : ” لا أعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ القران كله في ليلة ولا قام ليلة حتى الصباح ولا صام شهرا كاملا قط غير رمضان ” سنن النسائي.
وكفى ليلة القدر شرفا وتعظيما أن القرآن الكريم والكتب السماوية نزلت في هذه الليلة الكريمة، كما جاء في قوله تعالى : (إنا أنزلناه في ليلة القدر) .

وصح في ما روى وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَع ِرضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ” أُنْزِلَتْ صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ ، وَأُنْزِلَتْ التَّوْرَاةُ لِسِتٍّ مَضَيْنَ مِنْ رَمَضَانَ ، وَالإِنْجِيلُ لِثَلاثَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ ، وَأُنْزِلَ الْفُرْقَانُ لأَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ “.

وأما علاماتها والتي تظهر غالبا في شبه جزيرة العرب :عن ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : “ليلة القدر ليلة سمحة طلقة لا حارة و لا باردة تصبح الشمس صبيحتها ضعيفة حمراء “. وجاء في رواية أخرى :( تطلع الشمس صبيحة تلك الليلة ليس لها شعاع مثل الطست حتى ترتفع) .

وأفضل الدعاء في ليلة القدر :

عن عائشة رضي الله عنها قالت : يا نبي الله أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أقول ؟ قال : تقولين :( اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني ). نسأل الله أن يوفقنا وجميع المسلمين للطاعات والعبادات في ليالي رمضان لما يحبه ويرضاه وأن يعيذنا جميعاً من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، إنه جواد كريم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *