أخبار الطيبةالأخبار العاجلةمستشار القراء

مع المستشارة احلام جُمعة – اعرف نفسك: ما هو اسلوبك في التربية؟

نصائح تربوية من تقديم المستشارة “احلام جُمعة” من مدينة الطيبة حول كيفية تعامل الوالدين مع ابنائهما، وما هو الاسلوب الصحيح وما هي عواقب الاسلوب غير الصحيح في التعامل مع الابناء كالنمط التسلطي والنمط المتساهل.

1

ذكرنا سابقا ان اسلوب الحزم في التعامل الوالدي مع الابناء كان من الاسباب التي تؤدي الى نمو انفعالي واجتماعي وادراكي ايجابي لدى الابناء وتطور صحي في سلوكياتهم, وليس الاسلوب الاستبدادي او الاسلوب المتساهل. النمط الحازم هو الذي يوفق بين احتياجات الوالدين وبين احتياجات الابناء, ولكن احيانا يحدث تصادم بين احتياجات الاباء وبين احتياجات الابناء، وقد ينتج عن ذلك التصادم شعور بالغضب والاحباط عند كلاهما.  وبما انه لا توجد معادله سحريه واحده لاتباعها في تربيتنا لابنائنا، فننا نقوم بردود فعل مختلفه تجاه سلوكياتهم.

 لديكم وصف لمشهد روتيني يصادفه كل اب او ام خلال تواجده مع ابنائه. لديكم اربعة اجابات لردود فعل مختلفه بامكانها ان تشير الى اسلوبكم المتبع في التعامل مع ابناءكم. عليكم اختيار رد الفعل الذي تقومون به بشكل عام وفي معظم الوقت في مثل هذا الحدث (المثال وضع بصيغة المؤنث ولكنه موجه لكلا الوالدين.

انت متواجدة في المطبخ ومنشغله باعداد الطعام. الاولاد متواجدون في الصالون وفجأة بدأوا يتشاجرون على احدى اللعب. انتي تسمعين صوت صراخ وبكاء واحد الاولاد يصرخ هاتفا: “لقد اخذ لعبتي!”. الولد الاخر يرد عليه صارخا هو الاخر: “هو الذي بدأ بذلك”.

كيف تتصرفين في مثل هذا الموقف:

1. تتمتمين وترددين بينك وبين نفسك الكلمات التاليه: ” لماذا لا يمكن لهؤلاء الاولاد ابدا ان يتفقوا ويلعبوا معا  دون شجار!؟”

2. تستمعين لاقوالهما وتعاقبين الابن الذي بدا بالشجار.

3. تقترحين عليهما ان يسويا الامر بينهما ويحلا الخلاف بانفسهما.

4. ترسلين احدهما او كلاهما الى غرفته لاخذ مهله من الوقت حتى يهدأ.

اذا كنت قد اخترت الاجابه رقم (1) فانك تميلين للنمط المتساهل ولديك احساس بالغضب والاحباط لانك تشعرين بعدم السيطره على ابنائك. تجدين صعوبه بقول “لا” وباستطاعة ابنائك التاثير عليك بسهوله وهذا يثقل عليك في حياتك اليوميه ولكن لا يجعل منك والده سيئه او ضعيفه. ما تحتاجينه هو القيام بتعلم مهارات وادوات جديده تساعدك ان تكوني اكثر حزما مع ابنائك.

واذا اخترت الاجابه رقم (2) فانك تميلين للنمط الديموقراطي ويبدو انك حاولتي ونجحتي ايضا بالحصول على تعاون ابنائك. انت تتعاملين مع ابنائك وكانهم مساوون لك وتحاولين ان تكوني عادلة ومثالية بكل الحالات وتنظرين الى النتائج والاهداف بعيدة المدى بتعاملك معهم وتحاسبين نفسك كثيرا اذا ما كنت صارمة او متساهلة اكثر من اللازم او اذا ما تصرفتي بشكل صحيح. انت تحتاجين الى ان تقللي من الكلام وتكثري من الفعل، وسيفيدك ان تعلمي ان الاباء والابناء ليسوا متساوون وانك انتي صاحبة السلطه والقرار الاول والاخير هو لك، وبنفس الوقت الحرص على تاسيس وبناء علاقات جيده وتواصل مفتوح بينك وبين ابنائك خاصة في مرحلة البلوغ.

من احدى المميزات المعروفه للنمط الديموقراطي هو ميله لالقاء النصح والموعظه كطريقة لتربية ابناءه, وبالتالي نجد ان الابناء وصلوا لوضع قد توقفوا فيه عن الاصغاء لهذه المواعظ والنصائح. ما عليك فعله هو ان تتمرني على اكتساب مهارات وادوات جديده في التربيه, وستجدين خلال وقت قصير انك قد استطعت ان تكوني متمكنة وقياديه في بيتك مما يزيد من احترام ابنائك لك.

اما اذا اخترت الاجابه رقم (3) فانك تميلين للنمط الحازم وبذلك انت تقومين بدورك الوالدي على الجانب الافضل. قد تكوني قد اكتسبت معلومات ومهارات تربوية عن طريق القراءة او المشاركة بدورات والدية، ولكن كونك والدة حازمة قد يسبب لك شعور بالفشل في بعض الحالات، خاصة في اوضاع ضاغطة او عندما يمر عليك يوم صعب ومتوتر بشكل خاص. لا عليك، اعلمي انه لا يوجد هناك مصطلح اسمه “الوالد المثالي”، وبصورة عامة يبدو انك تتبعين اسلوب ناجع وصحي بنفس الوقت. اما اذا كنت تشعرين بانك صارمة اكثر من اللازم فلا باس بان تتمرني على بعض المهارات الجديدة التي تساعدك بتلطيف اسلوبك بالتعامل مع ابنائك.

الاجابه الاخيرة رقم (4) اذا كنتي قد اخترتيها فانك تميلين للنمط الاستبدادي او التسلطي، ومن المرجح ان نجد احدى الحالتين: اذا كان ابناؤك في سن اقل من الخامسة عشرة، سيكون لديك ابن يتصرف بصورة صحيحة وكما ينبغي لانه تعلم بانه ملزم بالتصرف بهذه الصورة. ولكن من .سلبيات هذا الاسلوب ان الابن الذي يتصرف جيدا لانه يخشى العقاب او لانه يرغب بالمكافأة، لن يستطيع لاحقا تذويت قيم داخلية التي بدورها تكون الموجه لسلوكياته اثناء غياب والديه. وعند البلوغ من المحتمل ان يتبنى سلوكيات معارضة للسلطة ومتمردة او انه يكون ذو ثقة ضعيفة بنفسة لدرجة انه يجد صعوبة في التعبير عن رايه وعن ذاته، او انه يبدي تعلقا بالاخرين مما يزيد من احتمال انضمامه لمجموعات سلبية وقيامه بسلوكيات متمردة وغير مقبولة.

عدا عن ذلك، الاسلوب الاستبدادي او الصارم تجاه الابناء يضعف العلاقات ويمنع التواصل الجيد بينك وبين ابنائك. فاذا كان ابناؤك بجيل فوق الخامسة عشرة فانت ستواجهين مشاكل جديدة لان اسلوبك الصارم يبعث ابناؤك على التمرد، والطرق التي ساعدتك في السابق للسيطرة عليه لن تفيدك الان، وقد تجدي نفسك تصرخين، تضربين وتضغطين بين الحين والاخر كي تربيهم على اكمل وجه ولكن مساعيك لا تنجح سوى بتصعيد غضبك وتوترك. في هذه الحالة، ما عليك الا ان تتمالكي نفسك وتهدأي وتعطي نفسك فرصه لتعلم بعض المهارات والادوات التي تفيدك بتلطيف وتليين اسلوبك وستجدين نفسك تتعامل بضغط اقل وبصوت اكثر انخفاضا وايضا ستحظين بالمتعة بتعاملك مع ابنائك.

والان هل تعرفت اكثر عن اسلوبك بالتعامل مع ابنائك؟

روابط ذت صلة:

مع المستشارة احلام جُمعة- ما هو اسلوبك في التعامل مع ابنائك؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *