الطيبة تستضيف اليوم الدراسي للمخمنين في البلاد

إحتضنت مدينة الطيبة يوم امس ، اليوم الدراسي الثاني لإتحاد مخمني الاراضي في البلاد ، والذي حمل عنوان “قضايا

الاراضي في الوسط العربي”، حيث اقيم اليوم الدراسي في قاعة قصر الافراح.

ويفيد مراسلنا ان المئات من المخمنين ، عربا ويهودا ، والعديد من الضيوف شاركوا في اعمال هذا اليوم ، الذي يعتبر الثاني من نوعه في البلاد ، حيث ان الاول اقيم السنة الماضية في مدينة الناصرة.

افتتح اليوم المخمن الكبير عاطف عالم الذي رحب بالحضور وشدد على اهمية اقامة مثل هذا اليوم ، متطرقا الى بعض قضايا الاراضي والمشاكل التي يواجهها الوسط العربي.

اوهاد دانوس:” مجال التخطيط في الوسط العربي يمر بنهضة…”

رئيس اتحاد المخمنين في البلاد اوهاد دانوس ، كان اول المتحدثين في اليوم الدراسي ، فقال:” الضائقة السكنية لم تتجاوز الوسط العربي ويمكننا ملاحظة هذه الضائقة التي تتوسع ، من اجل ايجاد حلول مقبولة وفق القانون ، المشاكل في الوسط العربي تختلف بالماهية عن تلك التي يعاني منها الوسط اليهودي ، لكن الضائقة هي نفس الضائقة ، في الوسط العربي يبنون، والبناء يتم بظروف غير ممكنة من ناحية التمويل ، التسجيل ، التخطيط وتراخيص البناء، كل هذه المواضيع تعمق الضائقة ، والذي يملك التغيير هو فقط جميع الاطراف المعنية بالموضوع”.

ومضى يقول:” مجال التخطيط في البلاد بشكل عام يمر بحالة نهوض وتطور بشكل كبير ، وايضا مجال التخطيط في الوسط العربي يتحسن مع مرور الوقت ، بالتأثر بالوضع في الدولة بشكل عام ، وانا اتحدث عن مهنية ، شفافية والايفاء بالمعايير العالية والمطلوبة”.

د.حنا سويد:” في الوسط اليهودي ايضا يبنون بدون رخص!”

تلته المحامية عليزا كن ، مديرة قسم التسحيل وتسوية الاراضي في وزارة القضاء والعدل ، ورئيسة مجلس مخمني الاراضي ، ومن ثم تحدث عضو الكنيست د.حنا سويد من الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، فقال:” 95% من الوسط العربي لا يخالفون القانون ، الوسط العربي باغلبيته يريد ان يبني بتراخيص ، للاسف هناك من يظن بان العرب يبنون بدون تراخيص ، وبشكل افقي وليس ببنايات ، من دوافع ايدلوجية من اجل السيطرة على اراضي الدولة، هذا التفكير لا اساس له، في كل مجتمع يوجد شواذ، وايضا هناك قلة في الوسط العربي يبنون بدون تراخيص، ولكن ليس فقط في الوسط العربي يوجد اناس من هذا النوع، وايضا في الوسط اليهودي، انا شخصيا اعرف العديد من الاشخاص في البلدات اليهودية، خصوصا في المستوطنات، والذي يبنون بدون رخص، يجب محو هذه الافكار والحوار بطريقة جدية ومنح بنية تحتية ذات جودة عالية للمواطن العربي وتمكينه من استصدار التراخيص”.

وأضاف:” في الوسط اليهودي وبحال كان معك اموال، فانه بامكانك ان تشتري بيت، لكن في الوسط العربي على الرغم من انك تملك اموال طائلة فانها لن تسعفك بشراء بيت، العرب في البلاد يقومون ببناء الطوابق واضافتها لانهم لا يملكون خيارا اخر بسبب النقص في الاراضي، شخصيا توجهت لوزارة القضاء والعدل سابقا، من اجل القيام بحملة بيع اراضي ورفع ثمنها، عبر رفع قيمة الضرائب، لانني اعلم بان الوزارات يرغبن جدا برفع الضرائب لانها تعود على خزينة الدولة بالفائدة، على دائرة اراضي اسرائيل التعامل مع الوسط العربي كما تتعامل مع الوسط اليهودي، حيث ان الدائرة تقوم باصدار المناقصات بشكل دوري بالتعاون مع اصحاب القسائم بالبلدات اليهودية، وعليها ان تقوم بنفس الامر بالبلدات العربية، ومن هنا فاننا اوجه رسالتي لهم ان غيروا تفكيركم بالنسبة للبلدات العربية”.

وتطرق حنا سويد في نهاية حديثه للاوضاع في مدينة الطيبة فقال:” هنا على سبيل المثال بالطيبة، يوجد الكثير من المشاكل، هناك العشرات ام لم يكن المئات من البيوت الغير مرخصة، وهناك الكثير من البيوت المهددة بالهدم، وهذا ناتج عن لجنة التخطيط والبناء المحلية التابعة للبلدية، التي تدار عبر لجنة معينة، لكن ايضا في بلدات عربية اخرى والتي لا تدار عبر لجان معينة، اي انها تدار من قبل مجلس بلدي منتخب، فان هذه المشاكل هي نفسها، في البلدات اليهودية الامر صعب وانا اعلم ذلك، لكن في الوسط العربي الامر اصعب بكثير، ويستغرق المصادقة على خارطة هيكلية اضعاف ما ياخذه من وقت للمصادقة على خرائط هيكلية في البلدات اليهودية”.

تال الدورتي:” اذا كانوا في الوسط اليهودي يبنون شقق سكنية ببناية تصل الى 50 طابقا ، فبإمكان الوسط العربي بناء شقق سكنية في بناية تصل الى 8 طوابق”

اما المخمن الحكومي الرئيسي تال الدروتي قال خلال كلمته:” بحال كانوا يبنون في الوسط اليهودي 50 طابق، فلا يوجد اي سبب يمنع الوسط العربي ببناء 8 طوابق، شخصيا ادعم البناء المشترك، لانه وفقط عبر البناء في عمارات وشقق سكنية في بناية طويلة واحدة يحل المشكلة، لا يعقل اننا نعيش في القرن الواحد والعشرين ، ونمتلك سوق حرة وبدولة متطورة ومتقدمة ، وحتى الان يوجد وسط كامل يعيش في سوق سوداء ، يمكن الاعتناء باصل الامور وخلق اساس متين يفيد بانه بامكاننا العيش معه ، ما يميز الوسط العربي انهم لا يشترون بل يبنون فقط، وفي بعض الاحيان يقومون باضافة طابق او اضافة غرفة وامور مشابهة ، وفي اغلب الحالات بدون تراخيص ، لانهم يعلمون ان القانون لا يطبق لديهم”.

عدالة جبالي تدير طاولة مستديرة…

ومن ثم القى البروفيسور راسم خماسي محاضرته حول الاراضي في البلدات العربية واهميتها التخطيطية ، واتى بعده القاضي زياد هواري من المحكمة المركزية في مدينة الناصرة وتحدث عن مشاكل  تسجيل صفقات الاراضي بموعدها والصفقات المتضاربة ، وايضا المهندس يارون تورئيل المدير الكبير في سقم اللجان المحلية بدائرة التخطيط في وزارة الداخلية عن عمل لجان التخطيط والبناء المحلية التابعة للسلطات المحلية ، وايضا حجيت نعلي يوسيف مهندسة المدن من جمعية سيكوي عن البناء الافقي في البلدات العربية ، حيث ان المخمنة عدالة جبالي هي التي ادارت هذه الطاولة.

جهاد حاج يحيى يدير طاولة مستديرة اخرى…

وبعد تناول وجبة الغداء ادار المخمن جهاد حاج يحيى طاولة مستديرة اخرى ، تحدث فيها كل من اورنيت كرلو المخمنة الرئيسية في سلطة الضرائب حول تقدير الاثمان في السلطة ، وايضا المحامي محمد صبحي رئيس لجنة التخطيط والبناء في وادي عارة حول الاتحاد والتقسيم في الوسط العربي، وايضا تحدث المخمن عمر سرحان حول نظرة مخمن الاتحاد والتقسيم في الوسط العربي.

فطين عيسى يشرح عن المنطقة الصناعية بين كفر قاسم وراس العين

وفي النهاية تحدث المدير العام لبلدية كفر قاسم المحامي فطين عيسى ، الذي اتى بالنيابة عن رئيس بلدية كفر قاسم الذي بالاصل بدّل مهندس بلدية الطيبة خالد جبالي ، حيث تحدث فطين عيسى حول المنطقة الصناعية المشتركة بين كفر قاسم وراس العين ، وهي المنطقة الصناعية في قلب البلاد ، وقال انها تجربة ناجحة جدا وهي الاكبر في البلاد ، وبين  المراحل التي قامت بها بلدية كفر قاسم من اجل اتمام هذا المشروع ، الذي ستقلده بلدية شفاعمرو قريبا.

عدالة جبالي:” اهمية اليوم الدراسي هو إطلاع الحضور على مشاكل الطيبة عن قرب”

وقالت المخمنة عدالة جبالي القائمة على اليوم الدراسي في حديثها لمراسلنا:” بصعوبة كبيرة نجحت في تحقيق هدفي واقمت هذا اليوم الدراسي في الطيبة ، هناك اهمية كبيرة لذلك ، لكي نوصل رسالتنا ونسمع صوتنا للمخمنين وللشخصيات الكبيرة التي حضرت اليوم الدراسي ، الجميع يسمعون عن الطيبة في وسائل الاعلام ، ويجهلون الطيبة الحقيقية ، لذلك هنالك اهمية كبرى لعقد مثل هذا اليوم الدراسي في الطيبة ، وآمل ان ينتج ويثمر عن ذلك تحسن بكل ما يتعلق بالتخطيط والبناء في المدينة ، لما فيه مصلحة الاهالي والبلد بشكل عام”.