أخبار الطيبةالأخبار العاجلةنفحات دينية

الرسالة السابعة- عمار بيوتنا : الرجال قوامون على النساء!

يواصل المأذون الشرعي الشيخ ابو عكرمة الطيباوي، باعداد سلسلة مقالات من اجل بناء بيوت اسلامية امنة، واليوم يقدم اليكم الرسالة السابعة.

69-interested

في عصرنا الحديث مع تبدل الأزمان ،وتغير الأحوال ، وتداخل الثقافات ، تثار بين الحين والآخر قضية قَوامةالرجل على المرأة. حيث أصبحت العلاقة بينهما، تُدفع باتجاه الندية والتحدي، وكأن البيت حلبة مصارعة. ويحاول أعداء الله والمسلمين تشويه صورة ديننا الحنيف، بطرق ظاهرها الرحمة والشفقة والعطف على المرأة، وباطنها الحقد والكراهية والدمار والعذاب. بالاضافةً إلى سوء الفهم لدى كثير من المسلمين لمعنى القوامة ووظيفتها الشرعية. مما جعلني الحديث عن القوامة ، لأوضح حقيقتها الشرعية السامية.

قال الله تعالى في سورة النساء: ( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ .. ). وهنا يجب التوضيح والتنبيه أن تفضيل الرجال على النساء المذكور في الآية الكريمة، هو تفضيل جنس الرجال على جنس النساء، وليس المراد منه تفضيل جميع أفراد الرجال على جميع أفراد النساء، وإلا فكم من امرأة تفضل زوجها في العلم والدين والعمل والرأي والحكمة…خاصة أن الظروف أتاحت أمام كل امرأة فرصاً أكبر للاستقلال المادي والمعنوي، فهي تتعلم وتتثقف وتخرج للعمل وأصبح لها حسابها البنكي ، وعندها حاسوبها ، وهاتفها النقال، وعالمها الذي يتوسع ، على حساب علاقتها بزوجها ، لأنها أقل احتياجاً له.

وأيضا لا يعقل أن يكون الرجل والمرأة معا قيمين. فوجود رئيسين للعمل الواحد، يؤدي إلى التنازع والخصام والإفساد .إن الله سبحانه وتعالى لما جعل القوامة بيد الرجل ، ذكر سببين اثنين لقَوامته : السبب الأول : هو ما أشار إليه قوله تعالى: ” بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْض”ٍ. أي بتفضيل الله، الرجال على النساء : فمنهم الأنبياء والرسل، والخلفاء والسلاطين ، والحكام وقادة الحروب ، والانتساب إليهم …

وأما السبب الثاني : هو ما أشار إليه قوله تعالى: (وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِم..)،اي تُحمِّل الرجل مسؤولية وتبعة،ووجب عليه توفير حاجات المرأة المادية والمعنوية، كدفعه لزوجته المهر وتوفير المسكن، وما يتكلفه من نفقة في الطعام والكسوة والتعليم و… كما يوفر لها الحماية والرعاية ويسوس الأسرة بالعدل. بصورة تكفل لها الإشباع المناسب لرغباتها، وتشعرها بالطمأنينة والسكينة، وهذا قمة الإكرام والعزة. لقول الله تعالى: (وعاشروهن بالمعروف…) ، وقوله صلى الله عليه وسلم: ” إنما النساء شقائق الرجال، ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم” ، فمن منا يرضى أن يكون لئيما؟!!. فإذا استشعر الزوج ذلك ، وامتثل ما أمره الله ورسوله به ، لا شك أنه سينصف المرأة ، ومن شذ واستبد، وظلم المرأة ، فإن الإسلام لا يرضى منه ذلك ، ولا يؤخذ الإسلام بجريرة الشواذ العاصين لأوامره، ولا يمكن أن يحكم على الإسلام وصلاحه بأفعالهم . لهذا كله القَوامة تكليف ومسؤلية، أكثر من كونها رئاسة وتشريف.!

وليس المقصود بقوامة الرجل على المرأة ، قوامة القهر والتسلط والازدراء والإذلال ، والتحقير بها ومن قيمتها. كما أنه لا يعني مصادرة رأي المرأة، والتحكم بها، وفق أهوائهم وما تشتهيه أنفسهم. بل قيد تلك الوظيفة بضوابط وقيود من شأنها أن تكون سبباً في فهم الرجال للقوامة التي أرادها الله الحكيم .وعلى النساء التنبه إلى ذلك، لتردع كل من يستغل تلك الوظيفة الشرعية، لإهانة المرأة والحط من قدرها، وسلبها حقوقها. فالإسلام إذ جعل القوامة للرجل على المرأة لم يشرع لتكون القوامة سيفا مسلطا على المرأة، وإنما شرع القوامة القائمة على الشورى والتعاون والتفاهم والتعاطف المستمر بين الشريكين الزوجين.

أما كيفيتها فنجدها في تطبيق سيد الخلق أجمعين النبي محمد صلى الله عليه وسلم القائل: “خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *