تقارير

تصاعد خطير بالمجاهرة بدعم التيارات الصهيونية وتغلغلها في الشارع العربي

لم تعد تقتصر قضية انتخابات الكنيست، بين مؤيدي المشاركة فيها، ومقاطعيها من الحركات الوطنية، وعلى الصعيد الفردي لأسباب أيدلوجية، فقد طفت في الأفق ظاهرة أكثر خطورة… المجاهرة بدعم والتصويت للأحزاب الصهيونية، وتغلغل التيارات الصهيونية في الشارع العربي.

30% من العرب يصوتون لجلاديهم!

ومن الجدير ذكره أن الأحزاب الصهيونية حصلت في الإنتخابات الكنيست الـ 21، على 123 ألف صوت تقريباً في البلدات العربية، أي ما يوازي نسبة 29.7% من مجموعة الأصوات العربية الصحيحة، ذلك لا يشمل المدن المختلطة يافا واللد والرملة وعكا وحيفا ومعلوت ترشيحا ونتسيرت عيليت،  بواقع 123 ألف صوت، وبما يساوي تقريبًا اجتياز نسبة الحسم للحصول على أربعة مقاعد، فيما حصلت الجبهة والطيبي على 182 ألف صوت، وتحالف الموحدة والتجمع على 138 ألف صوت تقريباً.

ويستدل من معطيات المذكروة أعلاه، أن نسبة التصويت للأحزاب الصهيونية في البلدات العربية تسجل ارتفاعًا لافتًا، إذ بلغت في انتخابات عام 2003 الـ17%، وعام 2006 وصلت إلى 26.2%، وفي انتخابات عام 2009 وصلت نسبة التصويت للأحزاب الصهيونية إلى 16.1%، في حين بلغت عام 2013 الـ 17.8%.

في انتخابات نيسان، سجلت نسبة التصويت للأحزاب الصهيونية نحو 30%. ارتفاع مقابل 18% في انتخابات 2015، جاء بسبب تراجع نسبة التصويت بين العرب، من 63% في 2015، إلى 53%، أو أقل بقليل في انتخابات نيسان الفائت. ما يعني أن تراجع نسبة التصويت، جاء على حساب القائمتين اللتين شكلتا من جديد في هذه الانتخابات القائمة المشتركة. ما يعني أن كل صوت جديد في الانتخابات المقبلة، نتوقع أن نراه يصب في صالح القائمة المشتركة.

هذه الأصوات العربية المغتربة عن ذاتها، توزعت بين اليمين واليسار الصهيونيين اللذين تعادلا في كسب الأصوات العربية.  وهذا يعكس أن هناك كتلة كبيرة من الفلسطينين، لا زالت خارج دائرة التأثير السياسي الوطني، وهذه مشكلة لم تتصدَ لها كل الأحزاب العربية، ومعها أيضا الأطر المُقاطعة.

أرجع بعض المواطنين توجه العرب في الداخل إلى التصويت للأحزاب الصهيونية، إلى أن غالبية الأعضاء العرب في الكنيست سواء كانوا في القوائم العربية، أو الصهيونية، متشابهون إلى حد التطابق في برامجهم حول القضايا اليومية لفلسطينيي الداخل ، وإمكانياتهم تتساوى، فقد ثبت ذلك بالبراهين القاطعة، بعد ان مر قانون ضم القدس وفرض القانون الإسرائيلي عليها، وقانون ضم الجولان، وتمرير قانون القومية، في حين أن التمثيل العربي في الكنيست لا يعادل أكثر من صرخة أمام إجماع صهيوني!

فيما أرجع البعض الأخر هذه القضية، إلى أنها قد تكون على نحو مصالح فردية، أو مراعاة عائلية، لعرب رشحوا أنفسهم في قوائم صهيونية، إلا أن هذا التبرير لا يشكل سوى تضليلا يحاول أن يشرعن دخول البعض إلى الكنيست، ويغطي على عجز  القوى السياسية في مواجهة تغلغل التيارات الصهيونية في الشارع العربي، تحت سقف الكنيست.

وهناك من يرى في التصويت للأحزاب الصهيونية، يأتي من منطلق التأييد للشراكة العربية اليهودية. وفي هذه الانتخابات، أوغلت بعذ التيارات الصهيونية، في مسألة الشراكة العربية اليهودية، على غرار حزب جنرال الحرب، ، بيني غانتس زعيم كحول لافان، وغيرها من أطر نادت بـ “الشراكة العربية اليهودية”.

وفيما يرى البعض الأخر أن محاولة بناء جسم عربي موحد يقود جماهير فلسطينيي الداخل- القائمة المشتركة-، بقي عاجز عن أن يكون ممثلا حقيقيا، يتبنى برنامجا قوميا ينظم الجماهير الفلسطينية، ولا يقتصر نشاطة على حصي عدد الأصوات في كنيست يسن قوانين عنصرية، بدءا من قانون الغائب، وصولا الى قانون “يهودية الدولة”.

تلاقي القائمة المشتركة، وللجنه المتابعة العليا للجماهير العربية،  تصاعد بالإنتقادات، حول أدائها، بتذليل المناسبات الوطنية، كوأد مناسبة يوم الأرض الخالد وتحويلها إلى إضراب احتفالي، وغيرها من مهرجانات تفريغ غضب، الأمر الذي ساهم في وأد الروح الوطنية لدى الجيل الناشئ، لكن هذا الوضع القائم لا يعطي الشرعية، للتصويت للأحزاب الصهيونية.

في هذا التقرير، نستعرض حملة حزب “كاحول لافان” في البلدات العربية، الذي يظهر مجاهرة شباب عرب من فلسطيني الداخل، يدعمون هذا الحزب الصهيوني، الذي يترأسه جنرال الحرب ” بيني غانتس”.

على الرغم من أن الكثيرين ممن يريدون التخلص من حكم بنيامين نتنياهو في إسرائيل باتوا محبطين من تحقيق أهدافهم، فإن بيني غانتس يعيد الآمال إلى الشارع الإسرائيلي، بعدما بات أول تهديد حقيقي لإسقاط رئيس الوزراء والحلول مكانه، في حين يحمل “كاحول لافان” توجهات يمينية لا تختلف في جوهرها عن فكر وطرح حزب الليكود، خاصة بالملف الفلسطيني، كما يلتقي مع الليكود في القضايا الأمنية والعسكرية، بل يبدو “كاحول لافان” أكثر صرامة لجذب عدد أكبر من مصوتي اليمين في المجتمع الإسرائيلي!.

تعليق واحد

  1. انا مقاطع وبحياتي ما انتخبت كنيست ولا عمري رايح انتخب.بس شغله واحده مش فاهمها.المشتركه بتطلب من الجماهير العربيه تطلع تنتخب عشان يسقط نتانياهو.حلو كثير هو لمن نتنياهو يسقط رايح هنيه يصير رئيس الحكومه والا جانتس.آه جانتس.طب ليش العربي الي بينتخب جانتس مباشرة من غير قبلان קבלן משנה مشتركه بتعتبروه مش وطني .والي بينتخبكم خليه ينجح جانتس وطني؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *