أخبار محليةفلسطين 67

التصعيد الأخير- إسرائيل : لا حرب دون عنصر المفاجأة

حتى الآن لا يمكن الجزم أن الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي توصلا إلى تهدئة بعد جولة تصعيد كانت هي الأعمق والأوسع على المستويات كافة، ما يفهم حقا ان كلا الطرفين يجلسا بهدوء قبل العاصفة.

ارشيفية
ارشيفية

يمكن القول، إن إسرائيل  فعلت كل شيء في هذه الجولة التي كانت أكثر حدة خلافا عن سابقاتها، في البداية ارتكبت مجزرة بشابة حامل وطفلتها ثم دمرت إرث ثقافي على قاعدة ” نبدأ من حيث انتهينا من حرب 2014″، وليس أخرا بقتل ثلاثة شبان في مخيمات العودة برفح أمس الجمعة من بينهم مسعف شاب، أما مقاومة غزة قد وسعت ضرباتها إلى 25 كيلو مترا، والأدق في هذا المعطى هو بيان القسام الذي قال فيه :” قصفنا موقع قيادة غزة الإسرائيلية” وعلى ذلك، يفتح تساؤلا هل أدخلت المقاومة خاصية “تحديد الهدف” في عملية القصف؟

ما يجعل الأمر مبهما بخصوص التهدئة، أنه لم يعلن عنها كالعادة لا من الجانب المصري ولاحتى من حماس  ولا من الإعلام العبري الذي سرعان ما يتناقل هذه الأحداث.

 ميدانيا وهذه لأول مرة على السياج الحدودي خلال قمع الجيش الإسرائيلي للمتظاهرين السلميين لسلسة مسيرات العودة وكسر الحصار، لم يخرج الاحتلال قناصته كالعادة بل استبدل تلك المنظومة بنشر مُكثف للأليات العسكرية  الأمر الذي يترك مساحة كبيرة من التساؤل عن هذا التكتيك العسكري.

إسرائيليا، تستمر وتتوسع حملة تحريض من مسؤولين وإعلاميين إسرائيليين على مواصلة شنّ  هجمات على غزة واعتراض التهدئة، داعيين إلى شنّ عدوان جديد على القطاع.

وأبرز معارضي التهدئة، هو وزير الحرب الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، الذي اقترح أثناء جلسة المجلس السياسي والأمني المصغّر (الكابينيت)، الخميس الماضي قبل ساعة من قصف المسحال، إلى تشديد الردّ الإسرائيلي على حماس، لأن التوصّل إلى إنهاء “جولة القتال” الحاليّة يعني إضرارًا إضافيًا بقدرة الرّدع الإسرائيليّة. وقد أيّد وزير حماية البيئة الإسرائيلي، زئيف إلكين، موقف ليبرمان بضرورة توسيع الهجمات على غزّة قبل التوصّل إلى وقف إطلاق النار.

كما شنّ رئيس حزب “يش عتيد”، يائير لابيد، هجومًا على رئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، بسبب التوصّل إلى وقف لإطلاق النار، قائلًا إنها “في الظروف الحاليّة، دليل ضعف. يمنع على الكابينيت إخفاء الحقيقة عن المواطنين وبالأساس سكّان غلاف غزّة. لا حلول سحريّة في غزّة. كنتُ لأتوجه لحماس ضربة بكل قوتنا، ثم أتوصّل لوقف إطلاق نار. من منطلق قوّة”.

ولم يقتصر التحريض على الوزراء وأعضاء الكنيست، إنّما امتدّ ليشمل رؤساء المجالس المحليّة الإسرائيليّة المحاذية لقطاع غزّة، إذ قال رئيس بلديّة سديروت لموقع “والا” : ” إن الحرب المتقطّعة أضرّت بإسرائيل، واصفًا وقف إطلاق النار بالخطأ الفادح، وأشار رئيس المجلس الإقليمي “سدوت هانيغيف” إلى أن القبول بوقف إطلاق النار يعني القبول بأن تحدّد حماس للإسرائيليين متى تبدأ الحرب، ومتى تنتهي.

الخبير في الشان الإسرائيلي عليان الهندي، يرى من خلال هذه المعطيات أن هذه الجولة كانت أقرب نقطة للحرب وأن الطرفين استدركا الأمر في آخر لحظة، قائلا :” على كل حال، المواجهة الرابعة تأجلت لحسابات جديدة من الطرفين، لكن مواصلة حملة التحريض قد تدفع الإدارة الإسرائيلية المترنحة في قرارها إلى إعلان المواجهة فعلا”.

في مقالة للكاتب العسكري الإسرائيلي ألون بن ديفيد افتتح حديثه بالقول :” لا يمكن تحقيق الهدوء دون مواجهة “.

وأضاف بن ديفيد:” بعد الأحداث الأخيرة… في المؤسسة الأمنيه فهموا أن الهدوء لن يتحقق من دون الدخول فى مواجهة عسكرية مع حماس، ويبدو أن حماس التي تسيطر على قطاع غزة تحاول فرض معادلة لا يمكن للإحتلال أن يتعايش معها”.

وبحسب المراسل العسكري أن الجيش لم يبدأ العملية بسبب ظروف غير مناسبة، أبرزها أنه لم يتوفر عنصر المفاجأة كذلك لم  تكن هناك أهداف ذات قيمه عالية كتصفية قيادات حماس مثلا.

بكل الأحوال على ما يبدو إن إسرائيل فقدت بالفعل عنصر المفاجأة وها هي تتدحرج في هذا التصعيد الذي ياخذ الشكل المتدرج والسريع دون أهداف نوعية تشل قدرة حماس العسكرية، لذلك من المرجح أن يكون التركيز الإسرائيلي  تدميرالمبانى الرمزية واستعمال ورقة الاستنزاف وضرب غزة بالصواريخ الارتجاجية المطورة.

و يستبعد الخبير في الشأن الإسرائيلي عمر جعارة الدخول إلى مواجهة رابعة في هذا التوقيت رغم سخونة الأرض خاصة بعد الشراسة الإسرائيلية في اليومين الأخيرين ، قائلا:” الحرب يجب أن تنتهى فقط عندما تخسر حماس ممتلكات كبيرة سواء زعماء وقادة أو ممتلكات مادية”.

وحول التهدئة يعلق جعارة متفقا مع زميله الهندي:”  تحاول الإدارة الإسرائيلية تغييب معلومة وقف التهدئة بشكل إعلامي حتى يتجنبوا الضغط من حملة التحريض المستمرة على ضرب غزة”.

المصدر: وكالة نبأ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *