أخبار عالميةالأخبار العاجلة

هل تتجه فرنسا نحو “نهائي” رئاسي حاسم بين مارين لوبان وإيمانويل ماكرون؟

تبدو فرنسا متجهة نحو نهائي لم يتوقعه أحد بين زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان ووزير الاقتصاد السابق إيمانويل ماكرون، في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في السابع من أيار/مايو المقبل، وذلك بعد تراجع شعبية مرشح اليمين فرانسوا فيون الغارق في فضائح مع القضاء.

1
في منتصف شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي، أكد استطلاع للرأي أن 55 بالمئة من الفرنسيين يعتقدون أن مرشح اليمين فرانسوا فيون هو الذي سيتولى منصب الرئيس إثر انتخابات 23 أبريل/نيسان و7 مايو/أيار.

لكن قبل أقل من شهرين من موعد الجولة الأولى، تغيرت الأحوال وتحولت قلوب جزء كبير من مناصريه بسبب قضية فساد مزعومة عنوانها “بنلوب غيت” وبطلتها زوجة فيون، بنلوب. وبات السباق نحو قصر الإليزيه شبه منحصر بين زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان والمرشح المستقل الذي يقدم نفسه على أنه مرشح الوسط إيمانويل ماكرون، وزير الاقتصاد بين 2014 و2016 في حكومة مانويل فالس الاشتراكية.

“من يتخيل لحظة واحدة توجيه الاتهام إلى الجنرال ديغول؟”

فقد تراجعت شعبية فيون (63 عاما) لدى مناصري اليمين والوسط، وصار يواجه ضغطا شديدا داخل حزبه (الجمهوريون) للانسحاب وإتاحة الفرصة لمرشح آخر لحفظ ماء الوجه على الأقل. كما أنه سجل بعض الإخفاقات في صفوفه، أبرزها استقالة الوزير السابق بورنو لومير من منصبه كمستشار للعلاقات الخارجية وآخرها استقالة الناطق الرسمي – الوحيد – باسمه تيري سولير صباح الجمعة.

من جهته، تحفظ حزب “اتحاد الديمقراطيين والمستقلين” (وسط) على التحالف معه حتى إشعار آخر. ولكن رئيس الحكومة في عهدة الرئيس اليميني السابق نيكولا ساركوزي (2007-2012) مصر على مواصلة حملته رغم استدعائه من قبل القضاء في 15 آذار/مارس الجاري قبل توجيه الاتهام إليه.

وأكد الأربعاء في مؤتمر صحفي أنه سيخوض السباق “لغاية النهاية”، والتي من المرجح أن تكون ليلة 23 أبريل/نيسان. وأظهر آخر استطلاع للرأي أن فيون يأتي في المركز الثالث في نوايا التصويت بنسبة 21 بالمئة، خلف مارين لوبان (25 في المئة) وإيمانويل ماكرون (24 في المئة).

وكانت نقطة التحول في حملة فيون يوم 25 يناير/كانون الثاني 2017 عندما كشفت صحيفة “لوكنار أونشينيه” الفرنسية أن زوجته بنلوب تقاضت نحو مليون يورو لقاء عملها كمساعدة برلمانية لزوجها ثم للمنتدب عنه مارك جولو خلال الفترة ما بين 1988 و1990 وما بين 1998 و2007 ثم خلال العامين 2012 و2013 ولقاء عمل في مجلة “ريف دي دو موند” خلال 2012 و2013.

وأمام ما سماها “مؤامرة قضائية وإعلامية” موجهة ضده، تبنى مرشح اليمين خطة دفاع سياسية، مركزا على “شرعية” صناديق الاقتراع متذرعا بأصوات 4 ملايين فرنسي فاز بفضلها ترشيح اليمين والوسط.

وكان فيون فاز في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني بالانتخابات التمهيدية أمام عمدة بوردو آلان جوبيه بنسبة 66.5 بالمئة.

وجاء استدعاء القضاء ليذكر فيون أن الفتى ليس من قال “كان أبي…”، ويذكره بما قاله قبل الانتخابات التمهيدية، متسائلا وساخرا في إشارة إلى قضايا الفساد التي تطارد نيكولا ساركوزي: “من يتخيل لحظة واحدة توجيه الاتهام إلى الجنرال ديغول؟”

من هو مرشح اليسار؟

الغريب في الانتخابات الرئاسية الفرنسية 2017 أن الانهيار المتوقع لمرشح اليمين لا يعود بأي فائدة لمرشح اليسار، خلافا للانتخابات السابقة التي شهدت تناوب التيارين على السلطة منذ تأسيس شارل ديغول الجمهورية الخامسة في 1958. وحتى أن المرء يتساءل من هو مرشح اليسار وأين هو؟

الحقيقة أن بونوا هامون، الفائز بترشيح “الحزب الاشتراكي” أمام زميله مانويل فالس، عجز عن لم الشمل ورص الصفوف، وفشل بالوقت ذاته في الحصول على دعم ديناصورات حزبه. كما أنه افتقد لدعم الرئيس فرانسوا هولاند، والذي جرته شعبتيه المتدنية إلى الاعتذار عن الترشح لولاية ثانية.

هامون وميلنشون يفشلان في إيجاد تحالف يساري

وتأثر هامون (49 عاما) من تعدد الترشيحات لدى اليسار، أبرزها ترشيح جان لوك ميلنشون الذي صار ممثلا لأقصى اليسار وبات معارضا شرسا لحزبه السابق ولمنافسه فرانسوا هولاند على حد سواء.

وبعد مشاورات بين طاقميهما ختمت باجتماع بين المرشحين، أعلن الرجلان في نهاية فبراير/شباط أنهما لم يتوصلا إلى اتفاق سياسي سيسمح لهما بالتحالف، ما معناه أن اليسار أجهض آخر فرصة له ببلوغ الجولة الثانية. وبات واضحا أن انسحاب ممثل “البيئة” يانيك جادو وإعلان دعمه هامون لن يغير من المعادلة شيئا.

فبحسب آخر استطلاعات الرأي، فإن هامون وميلنشون سيحلان في المركزين الرابع والخامس في الجولة الأولى، خلف لوبان وماكرون وفيون.

 وكان فوز هامون في الانتخابات التمهيدية لليسار أثار موجة تفاؤل في أوساط هذا التيار نظرا لدفاعه عن “أفكار حديثة وجديدة من شأنها كتابة صفحة جديدة في تاريخ فرنسا”.

ولكن محللين سياسيين اعتبروا يومها أن فوزه سيعزز موقف إيمانويل ماكرون بالكثير من أصوات الناخبين الذين لم يحددوا موقفهم. ويتوقع كثيرون أن يتشقق “الحزب الاشتراكي” بعيد الانتخابات الرئاسية بسبب كثرة الطموحات الشخصية وتشتت الشخصيات والكفاءات الاشتراكية التقليدية.

فالخيار (لحد الساعة) بين الطموح إيمانويل ماكرون والوارثة مارين لوبان.

المصدر: فرانس 24

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *