أخبار عالميةالأخبار العاجلة

قراصنة مؤيدون لأردوغان يخترقون حسابات أوروبية على تويتر

الأزمة الدبلوماسية بين تركيا ودول أوروبية، على خلفية المهرجانات الانتخابية التي ينظمها أنصار الرئيس أردوغان في أوروبا بمناسبة الاستفتاء المقبل، تمتد إلى العالم الافتراضي. وعلى شبكة التواصل الاجتماعي تويتر، قرصن هاكرز مناصرون لتركيا مئات الحسابات الأوروبية لمؤسسات سياسية وإعلامية وجامعية، إلى جانب شخصيات عمومية كرئيس الوزراء الفرنسي السابق آلان جوبيه.

1
تحولت شبكة التواصل الاجتماعي “تويتر” إلى ساحة حرب مفتوحة لقراصنة معلوماتيين مناصرين للرئيس التركي رجب طيب أردوغان شنوا من خلالها هجوما على مئات الحسابات الأوروبية على موقع الرسائل القصيرة. ونشرت على حسابات شخصيات سياسية ومؤسسات رسمية وغير حكومية رسائل مناهضة لكل من ألمانيا وهولندا وصفتهما بالدولتين “النازيتين”.

ونشر على الحسابات المقرصنة العلم التركي بالإضافة إلى تغريدات تحمل رموزا نازية ورسائل بالتركية تقول: “#ألمانيا النازية #هولندا النازية. هذه صفعة عثمانية لكما. أتريدان أن تعرفا ماذا كتب؟ تعلما التركية”. و “نراكم في 16 أبريل”، في إشارة إلى تاريخ تنظيم الاستفتاء حول التعديل الدستوري في تركيا الذي يمنح الرئيس رجب طيب أردوغان صلاحيات واسعة. كما تضمنت التغريدات رابطا لفيديو يضم واحدا من خطابات الرئيس التركي، الذي وجه انتقادات حادة لدول أوروبية خاصة ألمانيا وهولندا.

أهداف مختلفة
لم يخترق القراصنة موقع تويتر مباشرة بل مروا حسب خبراء معلوماتيين “عبر تطبيق معلوماتي يطلق عليه “تويتر كاونتر”. وهو التطبيق الذي يستعمل لقياس نسبة متابعة الصفحات وإنجاز إحصائيات حولها، ويشترط لاستعماله أن يمنح معلومات وبيانات الحساب. وأقرت إدارة الشركة المنتجة للتطبيق بأنها تعرضت لاختراق نسبي طال جزءا فقط من البيانات، ولم يؤد إلى السيطرة الكاملة على التطبيق. لكنه الاختراق الذي كان كافيا ليمكن القراصنة من الوصول إلى بيانات الحسابات التي استعملت في نشر “البروباغندا” المناصرة لتركيا عبر التطبيق، ولمالكي هذه الحسابات شهرة كبيرة ما جعل عملية الاختراق تجد صدى كبيرا داخل وسائل الإعلام الدولية.

وقد أعلن المدير التنفيذي لشركة “تويتر كاونتر” أومير جينور “فتحنا تحقيقا في هذه القضية. وقبل التوصل إلى أي نتيجة اتخذنا إجراءات لاحتواء مثل عمليات القرصنة هذه”. وهو الأمر الذي أكدته إدارة تويتر بدورها إذ أعلنت فتح تحقيق في الموضوع، ومحاولة استرجاع بيانات المستخدمين وحذف “الرسائل التركية”.

الهجوم لم يقتصر على حسابات تابعة لمؤسسات ألمانية وهولندية بل امتد إلى دول من الاتحاد الأوروبي، وإلى حسابات منظمات حكومية وغير حكومية في العديد من الدول الغربية. ومن أبرز الحسابات التي قرصنها الهاكرز ، حساب البرلمان الأوروبي، وحساب السياسي الفرنسي آلان جوبيه. كما اخترقت خدمة وكالة الأخبار “رويترز” في اليابان، إلى جانب منظمات من قبيل منظمة العفو الدولية وفرع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في الولايات المتحدة الأمريكية. ومؤسسات جامعية من قبيل جامعة رين الفرنسية وجامعة ديوك الأمريكية. وتم أيضا اختراق حسابات وزارة الصحة البريطانية وخدمة (بي.بي.سي) في أمريكا الشمالية وكذلك الحساب الشخصي لمارسيلو كلور المدير التنفيذي لشركة سبرينت كورب الأمريكية للاتصالات، ومغني البوب جاستين بايبر.

حرب كلامية مفتوحة

واختراق موقع تويتر، يأتي عقب حرب كلامية مفتوحة بين السلطات التركية ودول الاتحاد الأوروبي على خلفية التعديل الدستوري المزمع تنظيمه في منتصف شهر أبريل/ نيسان المقبل، منع تجمعات خطابية لمسؤولين من حزب “العدالة والتنمية” التركي الحاكم، ووزراء من الحكومة التركية مؤيدة للتصويت بنعم على الاستفتاء الدستوري، في كل من ألمانيا وهولندا، وطرد وزير الخارجية التركي ووزيرة العائلة التركية من الأراضي الهولندية دفعت إلى توتر كبير في العلاقة بين الطرفين وصلت إلى إعلان تركيا تعليق علاقاتها الدبلوماسية مع هولندا.

الرئيس التركي، لم يتردد في وصف الدولتين بالفاشية والنازية، على خلفية الأزمة الجديدة. وحمل أردوغان هولندا مسؤولية “مقتل 8000 بوسني مسلم” عام 1995 في سربرينيتسا إذ أن قوات حفظ السلام الهولندية التابعة للأمم المتحدة، بحسب أردوغان، كانت المسؤولة عن المدينة، ولم تتدخل خلال المذبحة التي نفذت في حق سكانها من المدنيين.

تصعيد الحرب الكلامية التي ينتهجها الرئيس التركي، يأتي في سياق منع فيه أنصاره، من تنظيم تجمعات خطابية في دول أوروبية فيها جاليات كبيرة من الأتراك من طرف مجالس عدة مدن أوروبية ووصل الأمر إلى تفريقها بالقوة في هولندا. ويعول أردوغان على المهاجرين الأتراك الذين يمكن لقطاع واسع منهم أن يصوت لصالح مشروعه للتعديل الدستوري، الذي إن حصل على عدد كاف من الأصوات، سيحول البلاد إلى نظام رئاسي، يكون فيه لأردوغان اختصاصات واسعة.

وعلى الرغم من أنه إلى حد الآن، لم يتم الكشف عن المسؤولين المباشرين عن قرصنة الحسابات على موقع تويتر، إلا أن العملية تبدو جوابا جديدا على الحرب الكلامية المفتوحة ما بين أنقرة والعواصم الأوروبية.

المصدر: فرانس 24

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *