أخبار عالميةالأخبار العاجلة

عاصفة من التنديد بعد مناقشة ترامب أزمة الصواريخ الكورية الشمالية في عشاء عام

أول تجربة كورية شمالية لإطلاق صواريخ بالستية في عهد الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب أثارت عاصفة من القلق في الأوساط الدولية. هذه التجربة الصاروخية أثارت أيضا عاصفة من التنديد داخل الولايات المتحدة، بيد أن هذا التنديد لم يكن موجها هذه المرة إلى بيونغ يانغ بقدر ما كان موجها إلى الرئيس دونالد ترامب وإدارته.

140217-trump-tourism-m
التجربة الصاروخية التي أجرتها كوريا الشمالية الأحد الماضي، وأطلقت فيها صاروخا بالستيا متوسط المدى باتجاه بحر اليابان، كان لها كالعادة صدى دولي معاد لهذا النوع من التجارب المثيرة للقلق، قلق الجارة الجنوبية والولايات المتحدة واليابان، ما استدعى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي لإدانتها.

إلى هنا يبدو كل شيء عاديا، فهو نفس السيناريو الذي تكرره بيونغ يانغ ويمر مرور الكرام بعد عدة إدانات دولية. غير أن هذه المرة كان الأمر مغايرا بعض الشيء على العديد من المستويات، فهي المرة الأولى التي تجري فيها كوريا الشمالية تجربة مماثلة في عهد الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب. وهو ما اعتبره البعض استفزازا للإدارة الأمريكية الجديدة واعتبره آخرون جسا لنبض هذه الإدارة حيال أزمة الصواريخ بشكل عام.

وعلى مستوى آخر، خرجت الإدارة الأمريكية الجديدة هذه المرة عن المألوف في معالجة هذه القضية، وهو أمر ربما سنعتاد عليه مع الرئيس الأمريكي ترامب، فبدلا من مناقشة الأمر في الغرف المغلقة بوصفه شأنا من شؤون الأمن القومي الأمريكي، فوجئ متصفحو فيس بوك بشخص يدعى ريتشارد داغازيو ينشر صورا على حسابه الخاص للرئيس الأمريكي ومعاونيه على مائدة العشاء في منتجع ترامب الخاص مارالاغو من بالم بيتش بولاية فلوريدا مصحوبة بالتعليق التالي “ياللهول … إنه مركز الفعل”.

دونالد ترامب ومعاونوه قاموا بعد تناولهم وجبة العشاء، مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي وأعضاء النادي، بمناقشة أزمة الصواريخ الكورية علنا دون أن يهتز لهم طرف ودون التفكير في الانتقال إلى غرفة خاصة لتبادل الآراء تجاه هذا الموضوع.

بالطبع وسائل الإعلام الأمريكية تلقفت الموضوع بلهفة ونشرته على أوسع نطاق، ما أدى إلى عاصفة من التنديد اجتاحت البلاد آخذة على الرئيس ترامب وإدارته استهتارهم إلى هذا الحد بالأمن القومي للولايات المتحدة والرعونة في إدارة الأزمات الحساسة. وما زاد الطين بلة، ردود أفعال أعضاء الحزب الديمقراطي الكبار وبعض أعضاء الحزب الجمهوري.

نانسي بيلوسي النائبة الديمقراطية عن ولاية كاليفورنيا، غردت قائلة على تويتر: “لا عذر في مناقشة أزمة دولية مماثلة أمام مجموعة من أعضاء النادي في عشاء احتفالي”.

أما نائبا مجلس الشيوخ الديمقراطيان شيلدون وايتهاوس وتوم أودول فقد نددا بتصرف ترامب وقالا: “هذه ليست حلقة في البرنامج الجماهيري ‘سهرة السبت‘ ولكنها السياسة الخارجية للولايات المتحدة، ونرجو من زملائنا الجمهوريين أن يأخذوا بعين الاعتبار هذا التصرف الأرعن وغير المحترف من إدارة الرئيس قبل أن نواجه جميعا بعواقب كارثية” كما طالبا النادي حيث أقيمت حفلة العشاء بإصدار قائمة بأسماء أعضائه.

أما من جهة الجمهوريين، فقد كانت ردود الأفعال متحيرة بعض الشيء. السيناتور ماركو روبيو من فلوريدا علق قائلا: “عادة ليس هذا بالمكان المناسب لمناقشة مثل هذه المواضيع”. أما السيناتور جون ماكين من أريزونا والمرشح الرئاسي السابق فلم يجد الكلمات المناسبة للتعليق غير قوله: “إنه أمر لا يصدق”.

المتخصصون الكبار في الإدارات السابقة أبدوا دهشتهم الكبرى مما فعله السيد ترامب، متسائلين كيف يمكن للرئيس وإدارته القيام بمثل هذا العمل علنا. كان يجب عليهم الانتقال إلى مكان مجهز يمكنهم فيه مناقشة الموضوع بعيدا عن أعين الغرباء وأجهزة التنصت. هناك فريق كامل من المتخصصين يتنقل بشكل دائم مع الرئيس وبمقدوره توفير أماكن  مجهزة في ساعات معدودة.

لكن يبدو أن دونالد ترامب كان مستمتعا بممارسة سلطاته الرئاسية الجديدة أمام أعضاء ناديه الخاص الذين يدفعون مئتي ألف دولار سنويا للانضمام إليه كما تقول صحيفة “نيويوك تايمز”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *