أخبار عالميةالأخبار العاجلة

أسباب وقوف كبرى شركات التكنولوجيا الأمريكية بوجه “فرمان” ترامب للهجرة

بين غضب شعبي وجدل قانوني تعيشه الولايات المتحدة الأمريكية، منذ إعلان ترامب مرسوما يحظر دخول مواطني 7 دول إسلامية إلى بلاده، انضم إلى هذا الخضم “معارض” جديد قوي منذ عدة أيام وهو كبرى شركات التكنولوجيا الأمريكية المتواجدة في سان فرانسيسكو في المنطقة التي تعرف باسم ” وادي السيليكون”. فلماذا قررت تلك الشركات تحدي ترامب؟

0502-manif-trump-us-m_1

يواجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ إعلانه مرسوما يوم 27 كانون الثاني/ يناير الماضي يحظر دخول مواطني 7 دول إسلامية إلى الولايات المتحدة لمدة ثلاثة أشهر، ردود فعل غاضبة على العديد من الأصعدة. وفي آخر فصول الجدل حول هذا المرسوم، انضمت كبرى شركات التكنولوجيا الأمريكية المعروفة “بوادي السيليكون” إلى حركة الاحتجاج وقدمت التماسا مشتركا إلى القضاء ضد هذا القرار. غوغل وأمازون ومايكروسوفت وفيس بوك وآبل وتويتر وأوبر، في المجمل 97 شركة أمريكية كبرى في مجال التكنولوجيا قدمت للقضاء التماسا يوم الاثنين 6 فبراير/شباط لوقف تنفيذ مرسوم ترامب حول الهجرة.

لماذا قررت شركات التكنولوجيا كسر قاعدة “التزام الحياد” في مواجهة القرارات السياسية؟

وعلى غير عادة تلك الشركات التي كانت دائما تفضل الابتعاد عن السياسة والتزام الحياد في مواجهة القرارات السياسية لعدم “التحزب” وبالتالي خسارة عدد من المستهلكين، جاء قرار ترامب ليكسر تلك القاعدة، وقرر “وادي السيليكون” إعلان رفضه القاطع لهذا المرسوم.

وجاء قرار رؤساء إدارة تلك الشركات العملاقة بعدما لمسوا الحشد الرافض الكبير بين موظفيهم وعملائهم لمرسوم ترامب. وعلق رئيس مجلس إدارة شركة ” أوبر” ترافيس كالانيك على معارضة شركته علنا للقرار الرئاسي بقوله “إن العديد من الشركات أدركت أنه عليهم الوقوف إلى جانب عملائهم لتجنب إغضابهم”.. وكان كالانيك على موعد للقاء ترامب في 3 فبراير/شباط الجاري إلا أنه اضطر لإلغاء هذا اللقاء بعد الانتقادات الكبيرة التي ملأت مواقع التواصل الاجتماعي حول هذا اللقاء.

ويقول دانيال كورشمان أستاذ التسويق بجامعة دريكسل إن “الشركات أصبحت تعي جيدا أن التزام الحياد في بعض الأحيان قد يكون أشد ضررا من اتخاذ موقف، حيث إن غالبية المجتمع يرى أن “الصمت” وانعدام “أمانة الكلمة” يفقد الشركات الكثير من مصداقيتها حتى لو كان اتخاذ موقف مخالف لرأي بعض العملاء”.

العديد من شركات التكنولوجيا يمتلكها في الأصل “مهاجرون”

ولكن موقف شركات التكنولوجيا العملاقة لم يأت فقط تماشيا مع “موجة” الغضب الشعبي، فكثير من موظفي تلك الشركات أجانب، وكذلك أصحاب ورؤساء مجالس إدارة بعض تلك الشركات هم أنفسهم في الأصل مهاجرون. موقع التواصل الاجتماعي الأشهر “فيس بوك” مثال على ذلك. واعتراضا على المرسوم الرئاسي ، كتب مارك زوكربرغ مؤسس الموقع : “أجدادي جاؤوا من ألمانيا والنمسا وبولندا. يجب أن نفخر أن الولايات المتحدة أرض للمهجر”. مؤسس موقع غوغل سيرغي برين هو أيضا مهاجر من أصل روسي وصل للولايات المتحدة حين كان يبلغ من العمر 15 عاما، وهو ما جعله يعارض بشدة قرار ترامب ويشارك في إحدى المظاهرات المناوئة للقرار أمام مطار سان فرانسيسكو يوم 28 يناير/كانون الثاني. وكذلك رئيسة مجلس إدارة شركة مايكروسوفت هندية الأصل ساتيا ناديلا عارضت المرسوم الذي أضر بـ76 عاملا بالشركة.

الإبداع والنمو الاقتصادي في الولايات المتحدة يرتبط بصورة وثيقة بالهجرة، هذا ما أكد عليه رؤساء مجالس إدارة الشركات الـ97 المقدمة للالتماس ضد مرسوم ترامب. هذه الشركات آثرت أن تستند في معارضتها لمرسوم ترامب إلى حجة قد تكون مقنعة للرئيس الأمريكي بصفته رجل أعمال ، ألا وهي المخاطر التي قد يتعرض لها النمو الاقتصادي بسبب حظر المهاجرين. وفي مذكرتهم ركز مقدمو الالتماس على أن “القرار الرئاسي قد يكون له آثار سلبية على الاقتصاد حيث أنه سيصعب من عملية التوظيف وسيجعل العمالة أكثر كلفة وسيؤثر سلبا على قدرة الشركات على جذب المواهب وكذلك جذب الاستثمارات إلى الولايات المتحدة”

ومن بين الموقعين على الالتماس بيتر ثيل وهو أحد مؤسسي موقع “باي بال” وهو ما يعد تغيرا في موقفه إذ أنه معروف بمساندته لدونالد ترامب، فهل تشكل شركات التكنولوجيا رأس الحربة لإسقاط هذا القرار المثير للجدل؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *