الأخبار العاجلةشؤون اسرائيليةفلسطين 67

9 مخططات استيطانية ستغيّر خارطة القدس وتنهي حل الدولتين

قبل نصف عام تقريبا وحين كان غالبية الناس لا يؤمنون بإمكانية فوز دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الامريكية اجتمعت مجموعة من نشطاء اليمين اليهودي في طقوس احتفالية رفعوا خلالها الستارة عن يافطة تطلق على احد شوارع القدس المحتلة اسم “كدمات تسيون” وهو شارع ضيق ومعبد جزئيا يمتد على طول الجدار الفاصل ويمكر بين الاحياء الفلسطينية رأس العامود غرب العيساوية ويصل الى منطقة تقيم فيها عدة عائلات يهودية بحجة ان الارض حيث يقيمون تعود ملكيتها الى جمعية “عطيرت كوهنيم” الاستيطانية.

1

ولم يكن المحتفلون حينها على قناعة بإمكانية اقامة مستوطنة يهودية في قلب المنطقة الفلسطينية في ظل معارضة ادارة باراك اوباما حتى لبناء وحدات في مستوطنات “راسخة” مثل غيلو رمات شلومو وغيرها ما حول التفكير بإقامة مستوطنة في قلب الاحياء العربية مجرد حلم شديد التفاؤل حسب تعبير موقع “هأرتس” الالكتروني الذي تناول المخططات الاستيطانية التي ستدمر حل الدولتين عبر تقرير موسع نشره اليوم الخميس.

وتغيرت الاوضاع بعد دخول ترامب البيت الابيض حيث تجرأ نتنياهو اعلن يوم الاحد الماضي نيته رفع كافة القيود المفروضة على البناء في القدس فيما صادقت لجنة البناء المحلية في اول جلسة لها بعد انتخاب ترامب على اقامة 566 وحدة استيطانية في القدس الشرقية المحتلة علما ان عام 2015 شهد المصادقة على 395 وحدة استيطانية فقط و 1506 وحدة استيطانية تم المصادقة عليها العام الماضي 2016 غالبيته صودق عليها بعد الانتخابات الامريكية في نوفمبر الماضي ما يعني ان الجلسة الاولى للجنة البناء المحلية صادقت خلال جلستها الاولى بعد ترامب على اكثر مما صادقت عليه طيلة عام 2015 وثلث ما صادقت عليها عام 2016.

وقال ما يسمى رئيس بلدية القدس المحتلة “نير بركات” مطلع الاسبوع الجاري “كلي امل ان عصرا قد انتهى فقد مرينا بثماني سنوات صعبة من ضغوط اوباما الذي ضغط بقوة لتجميد البناء واعتقد اننا من الان فصاعدا يمكننا البناء وتطوير القدس”.

وتطرح هذه التصريحات سؤلا هاما يتعلق بإمكانية رؤيتنا خلال العامين القادمين تدفقا كبيرا لمشاريع التطوير والبناء وظهور “أحياء” جديدة تغيير خارطة القدس الحالية وتهدد بتدمير فكرة امكانية تقسيم القدس.

اجاب على هذا السؤال “افيف تتريسكي” الباحث والمحقق في جمعية “عير عاميم” عبر رسمه خارطة تظهر 9 مخططات استيطانية كبرى سيجري تنفيذها قريبا وستلقي الضوء على صورة وشكل مدينة القدس المحتلة في عصر دونالد ترامب.

المخطط الاول الذي كان تنطبق عليه القاعدة الشريعة اليهودية “يقتل قبل ان يمر” هو مخطط البناء في المنطقة لمعروفة باسم ” A-1 ” الواقعة ما بين مدن القدس وأريحا ورام الله والقادرة في حال تنفيذ هذا المخطط على انهاء وهم التواصل الجغرافي بين الاراضي الفلسطينية لهذا يعتبر تنفيذها امرا يلحق ضررا بفكرة حل الدولتين لا يمكن اصلاحه.

مخطط بناء مستوطنة “غفعات مطوس A ” التي تم تجميد عطاءات البناء الخاصة بها والتي تتضمن بناء 2600 وحدة استيطانية ستقام الى الشرق من بلدة بيت صفافا ستخلق في حال بنائها تواصلا جغرافيا يهوديا يربط مستوطنة جبل ابو غنيم “هار حوماه” مع مستوطنة “غيلو” والاهم انها تنهي التواصل الجغرافي بين القدس الشرقية المحتلة ومدينة بيت لحم المحتلة ومنطقة جنوب الضفة الغربية برمتها اضافة لعزل بلدة بيت صفافا الفلسطينية عن محيطها الفلسطيني بشكل تام ونهائي.

وتحتوي ادراج بلدية وحكومة الاحتلال على مخطط اضافي يتعلق بمستوطنة “غفعات همتوس” يعرف باسم “غفعات همتوس D ” ويتضمن بناء 1100 غرفة فندقية يمكن تحوير بعضها لتتحول الى شقق سكنية وتم المصادقة على هذا المخطط عام 2013 من قبل لجنة البناء اللوائية لكن تم تجميده لأسباب سياسية وأخرى تتعلق بملكية الاراضي فاذا تم رفع التجميد يكن لأصحاب الاراضي ومن بينهم الكنيسة اليونانية وفلسطينيين ومستثمرين اسرائيليين ان ينتهوا من بناء هذا المشروع بسرعة كبيرة.

ويعتبر مخطط “غفعات مطوس A ” الاكثر نضوجا من ناحية التخطيط والمخططات الهندسية ويمكن الشروع بتنفيذه فعليا خلال وقت قصير نسبيا.

وكشفت “هأرتس” عن مخطط استيطاني آخر يلتقي بجنوب القدس المحتلة وتحديدا مستوطنة جبل ابو غنيم يطلق عليه اسم ” هار حوماه غرب ” ويتضمن اقامة 400 وحدة استيطانية في المنطقة الواقعة بين مستوطنة ” غفعات همتوس ” وجبل ابو غنيم وتم تجميد هذا المخطط عام 2009 لكن حكومة اسرائيل صرحت عام 2015 بنيتها دفع مخططات هذا المشروع قدما وتوسيعه ليشمل 1500 وحدة استيطانية.

ويبقى مخطط البناء في منطقة ” A-1 ” رغم مرور اكثر من عقد عن بداية الحديث عنه اكبر المشاريع الاستيطانية وصحاب اكثر واخطر ابعاد جيو – سياسية وأشدها دراماتيكية ويتضمن اقامة 3700 وحدة استيطانية و 2100 غرفة فندقية تنتشر على منطقة واسعة جدا علما ان اعمال واسعة لإقامة البينة التحتية في هذه اللمنطقة قد جرت منذ سنوات حيث يمكن مشاهدة ” مدينة اشباح ” كاملة مقامة على التلة المقابلة لمستوطنة ” معاليه ادوميم ” وهذه المدينة خالية من المنازل والمستوطنين لكنها جاهزة من حيث الشوارع وأعمدة الكهرباء فيما يتربع مبنى ضخم عباره عن مقر قيادة للشرطة الاسرائيلية في زاوية من زوايا مدينة “الاشباح” المذكورة.

وسبق للجنة التخطيط والبناء العليا ان صادقت في ديسمبر 2015 ردا على قرار الامم المتحدة الاعتراف بفلسطين عضو مراقب على مخططين استيطانيين وعرضها للجمهور لتقديم الاعتراضات في حال وجدت تتضمن اقامة 3426 وحدة استيطانية لكن هذه المخطط لم يجري عرضها للجمهور حتى الان.

يستوجب تنفيذ مشروع ” A-1 ” اتخاذ خطوتين بعيدتي المدى الاولى تتمثل باخلاء عدة مئات من البدو الفلسطينين المقيمين والمنتشرين في المنطقة والخطوة الثانية افتتاح شارع ” الابرتهايد ” الذي ينتصب في وسطه جدار الفصل الذي يحصر حركة الفلسطينية في الشمال الى الجنوب وبالعكس في مقطع محدد منفصل عن الشارع الرئيس الذي يستخدمه الاسرائيليين واليهود والمعروف باسم شارع ” معاليه ادوميم- القدس ” .

مخطط استيطانية اخر يعتبر اقل ” تفجرا واشكالية” يتمثل في توسيع مستوطنة ” رمات شلومو “باتجاه ضاحية بيت حانينا الفلسطينية عبر اقامة 5000 وحدة استيطانية جديدة.

وانضمت قبل شهرين تقريبا وبعد الانتخابات الامريكية بلدية الاحتلال لمقدمي المخططات الخاصة بمصادرة الاراضي التي يملكها الفلسطينيون ضمن نطاق مستوطنة ” رمات شلومو ” وضاحية بيت حانيا تلك الاراضي التي يطالب المستثمرون اليهود بتحويلها من ملكية فلسطينية خاصة الى اراضي ” عامة ” او بشق طرق ” عامة ” عبرها .

وتخطط بلدية الاحتلال لاقامة 2100 وحدة استيطانية في منطقة ” طريق الانفاق” القريبة من مستوطنة غيلو جنوب القدس المحتلة تضاف الى الوحدات الاستيطانية الاخرى المخصصة لذات المنطقة وتوجد حاليا في مراحل البناء وأثارت حين اقرارها والشروع ببنائها احتجاجات كبيرة من قبل الادارة الامريكية.

مخطط استيطاني اخر من شأنه ان يغير الواقع الحالي في القدس المحتلة يتمثل بإقامة ” ضاحية لليهود الحريديم ” قرب مطار قلنديا شمال القدس المحتلة الذي تطلق عليه سلطات الاحتلال اسم “مطار عطروت”.

وتوسق بلدية الاحتلال هذا المخطط كحل لضائقة سكن اليهود الحريديم في القدس المحتلة لكن “يوسي دايتش” عضو المجلس البلدي عن حزب “يهدوت هتوراه” الديني يشكك في ذلك مطالبا بالغاء المطار قبل كل شيء ومن ثم اعداد المخططات وهذا يحتاج الى 15 عاما على الاقل متسائلا عن سبب القاء اليهود المتدينين ورميهم قرب الجدار “.

وفتح انتخاب ترامب وتغيير الادارة الامريكية لديموقراطية الطريق ليس فقط امام مخططاتت البناء الحكومي بل امام مخططات البناء التي تنفذها المنظمات الاستيطانية مثل “عطيرت كوهنيم” و “العاد” المنشغلتين بالأساس بعمليات تهويد الاحياء الفلسطينية في القدس المحتلة.

واهم هذه المشاريع هو مشروع “كيدمات تسيون” الذي سبق ذكره مستهل هذا التقرير والذي يستند على قطعة ارض تدعي الجمعيات الاستيطانية بأنها ملكية يهودية قبل عام 1948 وتم فعلا تسليم جزء منها لجمعية “عطيرت كوهنيم” من قبل ما يسمى بـ “حارس املاك الغائبين العام”.

واعدت بلدية الاحتلال مخططات خاصة بهذه المنطقة تتضمن اقامة “حي يهودي” من 230 وحدة استيطانية لكن هذا المخطط جرى تجميده نتيجة الضغوط الامريكية ويقيم في هذه المنطقة حاليا عدد من “العائلات اليهودية” تحت حراسة مشددة من قبل جنوب وشرطة الاحتلال.

ازداد عدد العائلات “اليهودية” التي استوطنت خلال العامين الماضيين في قلب حي سلوان الفلسطيني.

وتقيم هذه “العائلات” في منازل فلسطينية ادعت جمعية ” العاد ” الاستيطانية انها اشترتها من اصحابها او بيوت ومنازل فلسطينية سيطرت عليها جمعية “عطيرت كوهنيم” متذرعة بوجود حقوق يهودية تاريخية في هذه المنازل ومن المنطقي الافتراض ان رفع نتياهو للقيود على البناء في القدس ستسرع من عملية استيطان المنطقة “وتطويرها ” حسب تعبير بلدية الاحتلال خاصة من حيث الجوانب السياحية حيث يتوقع ان تفتح بلدية الاحتلال الشهر المقبل اول متحف في منطقة سلوان اضافة لتجمع ” الحمامات الدينية ” الواقع بين ما يسمى بمدينة داوود والمسجد الاقصى الذي تصر اسرائيل على تسميته بجبل الهيكل اضافة لمخطط بناء ” مركز الزوار” التابع جمعية ” العاد ” الاستيطانية ومشروع اقامة ” القطار الهوائي ” تلفريك” المقرر له ان ” يحلق في فضاء المنطقة الواقعة ما بين الحوض التاريخي المقدس في القدس المحتلة.

وقال “كينغ” ان مخططات جديدة للاستيطان في الاحياء الفلسطينية في القدس المحتلة سيجري الكشف عنها قريبا.

“وضعنا خلال فترة حكم اوباما عدة مخططات تتعلق بمنطقة بيت حانينا و بيت صفافا وعدة مناطق اخرى دون ان يعلم احد بانها مخططات لصالح اليهود وسنقوم قريبا بكشفها ونشرها لاننا نشعر بقدرتنا هذه الايام على تحريك الامور”.

المصدر: وكالة معا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *