الأخبار العاجلةشؤون اسرائيلية

استمرار التوتر بين ديوان نتنياهو والبيت الأبيض

الإذاعة الإسرائيلية، تقول أنّه على الرغم من الاتصالات المكثفة في الأسابيع الأخيرة بين البيت الأبيض وديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إلا أن الطرفين لم يحددا بعد موعداً للقاء نتنياهو والرئيس الأميركي، باراك أوباما.thumbgen

ذكرت الإذاعة الإسرائيلية، صباح اليوم الأحد، أنّه على الرغم من الاتصالات المكثفة في الأسابيع الأخيرة بين البيت الأبيض وديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إلا أن الطرفين لم يحددا بعد موعداً للقاء نتنياهو والرئيس الأميركي، باراك أوباما.

وبحسب الإذاعة العبرية، فإنه لم يتبق أكثر من 10 أيام على الزيارة المقررة لنتنياهو للولايات المتحدة، بهدف المشاركة في الاجتماع السنوي للجمعية العمومية للأمم المتحدة، إلا أنه لم يقرر بعد عقد لقاء بين نتنياهو وأوباما. ونقلت الإذاعة عن دبلوماسي إسرائيلي قوله، إنّ هذا الأمر حساس للغاية خاصة على أثر ما حدث في مارس/آذار الماضي، عندما جرت محاولات لعقد لقاء بين نتنياهو وأوباما، وأعلن البيت الأبيض أنه علم بأمر إلغاء زيارة نتنياهو للولايات المتحدة من وسائل الإعلام.

إلى ذلك، رفضت وزارة الخارجية الأميركية، مضمون مقطع الفيديو الذي نشره نتنياهو على صفحته على “توتير”، وقال فيه إن المطالبة بتفكيك المستوطنات هي في الواقع عملية “تطهير إثني”، وردت الخارجية على الخطاب بوصفه بأنه “غير لائق”، وأن مسألة المستوطنات يجب أن تسوى في المفاوضات بين الطرفين.

سعى خبراء إسرائيليون إلى تبرير الموقف، معتبرين أنه “كان موجهاً أصلاً للجمهور الإسرائيلي، حتى وإن تم تسجيله بالإنجليزية”. وبحسب هؤلاء، فإن نتنياهو الذي نشر المقطع المسجل عشية دخول السبت، سعى من وراء الخطاب إلى مخاطبة اليمين الإسرائيلي، وتحديداً جمهور المصوتين من أحزاب “ييش عتيد” بقيادة يئير لبيد، و”البيت اليهودي” بقيادة نفتالي بينيت، و”يسرائيل بيتنو” بقيادة أفيغدور ليبرمان.

وفي هذا السياق، أورد موقع “معاريف” نقلاً عن الخبير روني ريمون، والذي أدار حملة نتنياهو الانتخابية عام 2009، أن “المقطع الذي بثه نتنياهو يهدف إلى استعادة الناخبين الذين تركوا الليكود لصالح حزب البيت اليهودي وييش عتيد ويسرئيل بيتينتو”.

وادعى أن هذا المقطع جاء لخدمة أهداف نتنياهو الداخلية، في السياسة الإسرائيلية، عبر تأكيد مواقفه المؤيدة للاستيطان، والظهور أمام الإسرائيليين بأنه يحارب من أجل شرعية وجود إسرائيل في العامل، خاصة وأن تجارب نتنياهو في هذا السياق أثبتت مراراً أن الجمهور الإسرائيلي يحب رسائل نتنياهو الموجهة للعالم. وزعم أيضاً المستشار الإعلامي، يورام دوري، الذي عمل مع الرئيس الإسرائيلي السابق، شمعون بيرس هو الآخر، بأن هدف نتنياهو الجمهور الإسرائيلي، مضيفاً أن “المقطع الذي نشره نتنياهو يؤكّد صحة القول المأثور عن وزير الخارجية الأميركي الأسبق، اليهودي الأصل بأنه لا توجد في إسرائيل سياسة خارجية وإنما سياسة داخلية”.

مع ذلك اعتبر دوري أن مقطع نتنياهو المصور، ألحق بإسرائيل ضرراً أمام الرأي العام العالمي، إذ تملك إسرائيل أصدقاء وحلفاء في العامل، وتحالفها مع الولايات المتحدة هو مركب مهم في أمن إسرائيل، من هنا فإن الضرر كبير. غير أنه لفت، في المقابل، إلى أن “القول إن الموقف الأميركي هو موقف عنصري، قريب من المواقف النازية، هو غباء وخطأ فظ، ومن الواضح أن هذا سيثير الأميركيين، وأنهم لن يحبوا إلصاق هذا الموقف بهم”.

وأوضح أن “نتنياهو قصد في كلامه الرئيس الفلسطيني محمود عباس وليس الولايات المتحدة، لكنه مس بالأميركيين، الذين يشكلون إضافة إلى الجيش الإسرائيلي وجنوده، أحد المركبات الأساسية في أمن إسرائيل”.

ولم يختلف ادعاء المستشار الإعلامي ليؤور حوريف عن سابقيه، بل زاد “لو أن رئيس الحكومة كان يعتزم أن يُظهر حقاً أن إسرائيل أكثر جدية من الجانب الفلسطيني، لكان قال إنه في اتفاقيات الحل الدائم يحدد أن بمقدور المستوطنين، أن يبقوا في بيوتهم ولكن تحت السيادة الفلسطينية، أي بمقدورهم أن يختاروا ماذا يفعلون في هذه الحالة

. لو قال نتنياهو ذلك لكان هناك دلالات مهمة جداً لمثل هذا القول للدعاية الإسرائيلية، لكن نتنياهو اختار أن يقول فقط نصف هذا الكلام ما يثبت أن هدفه هو الجمهور الإسرائيلي”.

من جهته، ذكر موقع صحيفة “هآرتس”، أن نتنياهو استوحى مضمون خطابه، عن “التطهير العرقي”، من نص دعائي وضعه أحد أقطاب اليمين الأميركي، في العام 2009، يُدعى فرانك لونتس، الذي اعتبر في وثيقة أعدها لهيئة أميركية مناصرة لإسرائيل، كانت في الماضي هيئة تعمل مع الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وباتت محسوبة فقط على اليمين الإسرائيلي.

وبحسب “هآرتس”، فإن السفير الإسرائيلي في واشنطن رون دريمر، كان يعمل مع هذا المستشار، وأن نتنياهو نقل هذا النص حرفياً من الوثيقة المذكورة، وأدرجه في شريطه المصور. وكتب المستشار الأميركي فرانتس في وثيقته المذكورة أن استخدام تعبير “التطهير العرقي” سيكون أفضل ادعاء في مسألة المستوطنات الإسرائيلية، يمكن طرحه أمام الرأي العام الأميركي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *