الأخبار العاجلةشؤون اسرائيلية

هآرتس: الخيارات السياسيّة مع لبنان مُمكنة.. حربٌ ثالثة لا يمكن منعها

“يقف أداء الجيش الخاطىء في الحرب، والدروس التي تم استخلاصها في المقدمة، من أجل حرب لبنان الثالثة التي لا يمكن منعها”.

1

قالت صحيفة “هآرتس” الاسرائيلية، في ذكرى مرور عقد على اندلاع حرب لبنان الثانية، “يقف أداء الجيش الخاطىء في الحرب، والدروس التي تم استخلاصها في المقدمة، من أجل حرب لبنان الثالثة التي لا يمكن منعها”.

ويقول يغيل ليفي، تضيف الصحيفة، أن خسارة إسرائيل هي نتيجة لفشل في السياسة. خلافا لحرب لبنان الاولى التي زعم الكثيرون في اوساط الجمهور الإسرائيلي أنها كانت “حرب اختيارية”، أي كان لها بديل سياسي، فان النقاش حول حرب لبنان الثانية ولا سيما الاحتجاج الذي حدث في أعقابها، ركز في الاساس على الطريقة التي قام فيها المستوى السياسي بتحريك الجيش وبأداء الجيش نفسه.

“اللاخيار” للحرب يعتبر نقطة انطلاق لا جدال فيها.

ويضيف ليفي أن المعلومات التي تم نشرها حول فشل هذا الجهد لم تعن أحدا في النقاش الذي نشأ اثناء الحرب وبعدها، وفي السنوات التي سبقتها ايضا لم تهتم إسرائيل بالخلافات الصعبة الموجودة مع لبنان والقيادات لم تشرك الجمهور في حقيقة وجود من يحاول حلها.

في الوقت الحالي ايضا بعد مرور عقد فان الفرضية السائدة هي أن الحرب لم يكن بالإمكان منعها. ويتابع: أن الذكرى العاشرة للقتلى الزائدين لتلك الحرب هي فرصة لاعادة النظر في الخيار الذي كان أمام إسرائيل قبل اندلاعها.

وفي هذا السياق يقول الجنرال احتياط غيورا آيلاند الذي أنهى منصبه كرئيس لهيئة الامن القومي قبل الحرب باسابيع معدودة، بوجود بديل سياسي في مقال نشره في ذروة الحرب كتب فيه: “قبل سنة كان يمكن محاولة التوصل إلى اتفاق أمني جديد مع لبنان.

اتفاق في أساسه يكون تطبيق قرار الامم المتحدة 1559 (يشمل ايضا تفكيك حزب الله)، هذا القرار الذي تم اتخاذه في عام 2004.

وفيه ايضا اجزاء اخرى، مثل تقديم إسرائيل لاشياء. هذه المبادرة لم تطبق بسبب المنطق الإسرائيلي المعهود الذي يدور حول أننا نحل المشكلات فقط بعد حدوث الازمة.

ان الاتفاق الذي تحدث عن تنازلات كما يقول الجنرال ايلاند والذي ادرجت فيه شروط على اسرائيل في مواضيع مختلف عليها مثل الطيران الإسرائيلي فوق الاراضي اللبنانية، ومنطقتي شبعا والغجر وتقسيم مصادر المياه.

أما أمير أورن قال في تقرير له قال إن ايهود اولمرت رفض خطة اقترحها الجنرال غيورا آيلاند لحل الخلافات.

وقد تمت مناقشة هذه الخطة سرا مع دول عربية وغربية، ووصل تلميح ايجابي من جهات مركزية في لبنان حولها بأنهم مستعدون للسير بها وذلك قبل الحرب عام 2006.

الإسرائيليون كعادتهم لا يحاولون فهم دوافع حزب الله من اختطاف الجنود، كما يقول ليفي الامر الذي كان المبرر للحرب بالنسبة لإسرائيل. بالطبع ليس هناك ضمانة بأن ما تعطيه إسرائيل كان سيؤدي إلى الاتفاق ويمنع الحرب.

يضيف يغيل ليفي في صحيفة “هآرتس”: “لكن امتناع إسرائيل عن نقاش الخيار السياسي، قبل الحرب وخصوصا لامبالاة النقاش السياسي والتشديد على الخيار السياسي قبل العسكري، هو أمر مقلق جدا.

وهو يفسر احدى مميزات سيطرة النقاش العسكري على الدولة، الامر الذي زاد في العشرين سنة الاخيرة وأدى إلى حرف موضوع المواطنين إلى البعد التنظيمي والتشغيلي لاستخدام الجيش في الحروب، مع اهمال النقاش الذي يتحدث عن المنطق الكامن لمنع الحرب بواسطة الخيار السياسي. فيما عن الحلول السياسية، وبهذا الشكل يتنازل المواطنون من اليمين ومن اليسار يصرون عن حقهم في اجراء نقاش يقرر مصيرهم.

وبدون هذا النقاش فان حرب لبنان الثالثة هي حرب لا يمكن منعها. ومرشحة الى الحدوث اذا لم تفهم القيادة الاسرائيلية ان الخيارات السياسية للحلول مع لبنان ممكنة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *