3الأخبار العاجلةفلسطين 67

“لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي”..تطبيع يغضب الفلسطينيين

نشاط “لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي” وهي لجنة فلسطينية تضم قيادات من حركة “فتح”، شكلتها منظمة التحرير، تثير جدلًا فلسطينيًّا، وسط اتهامات للقائمين عليها بالتطبيع مع الاحتلال، ولعب دور بديل عن “المفاوضات” وكسر الموقف الفلسطيني المقاطع للاحتلال.9_1430390848_4765

أثار نشاط “لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي” وهي لجنة فلسطينية تضم قيادات من حركة “فتح”، شكلتها منظمة التحرير، جدلًا فلسطينيًّا، وسط اتهامات للقائمين عليها بالتطبيع مع الاحتلال، ولعب دور بديل عن “المفاوضات” وكسر الموقف الفلسطيني المقاطع للاحتلال.

وتعدّ الزيارة التي قام بها وفد اللجنة لتقديم التعازي بمقتل ضباط صهاينة قبل عدة أسابيع، واحدة من تلك الأنشطة التي أثارت جدلًا وسط مطالبات فلسطينية بمعاقبة القائمين عليها.

إلا أن القائمين على “لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي”، حاولوا تبرير عملهم بأنه في إطار “الاشتباك السياسي” مع الاحتلال ومحاولة تحقيق “اختراقات” في المجتمع الصهيوني، والمواجهة مع قطاعات إسرائيلية واسعة لتوضيح وجهة النظر على لسان الفلسطينيين أنفسهم، وليس كما يصور الإعلام ورجال السياسية في “تل أبيب” الموقف.

وشُكلت لجنة “التواصل مع المجتمع الإسرائيلي”؛ في 4 كانون أوّل/ ديسمبر 2012، بقرار من منظمة التحرير الفلسطينية، وكُلف برئاستها القيادي في حركة “فتح” محمد المدني، واستمرت نشاطاتها رغم قرار وقف التّنسيق الأمنيّ مع “إسرائيل” وتحديد العلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية معها.

“اشتباك سياسي”

وفي محاولة منه لتبرير عمل اللجنة، ادعى نائب لجنة التواصل إلياس زنانيري أنها قادرة على تحقيق إنجازات “ولو بسيطة، بالنظر إلى الواقع السائد، بوجود حكومة إسرائيلية متطرفة، تستخدم مشاعر الحقد لدى اليمن لتأليب الإسرائيليين، وتجييشهم نحو التطرف”.

ونقلت “قدس برس” عن زنانيري، أن الإنجازات تمثلت في محاولة “خلخلة” الإجماع داخل “إسرائيل” على كراهية العرب، مستدركًا “ولكن النتائج لا يمكن أن تبرز سريعًا”.

“عبر اللقاءات المتعددة تبين أن الإسرائيليين لا يعرفون شيئًا عن البرنامج السياسي الفلسطيني لقبول دولة إسرائيلية بجانب دولة فلسطينية، ويُصور لهم أننا مجموعة قتلة يحملون أحزمة ناسفة وقنابل ويريدون رمي الإسرائيليين في البحر”، يقول زنانيري مبررا اللقاءات وفكرة عمل اللجنة التي أثارت جدلا واسعا.

وحاول نائب رئيس اللجنة نفي طابع التطبيع عن عمل لجنته، واستند إلى ما أطلق عليه “الاشتباك السياسي”.

وبيّن أن “اللجنة لا تنظم حفلات أو فعاليات ثقافية أو فنية، وتمارس دورًا أعقد من الاشتباك المسلح مع الاحتلال، لأنه عملية مستمرة كل يوم منذ قيام دولة الاحتلال”.

“أكبر الحماقات”

بدوره، رأى القيادي في “الجبهة الشعبية” لتحرير فلسطين، عبد العليم دعنا، أن لجنة التواصل “من أكبر الحماقات” التي أقدمت عليها السلطة الفلسطينية.

ونقلت “قدس برس” عن دعنا أن تشكيل وعمل اللجنة “حقق نجاحات للاحتلال فقط”، مؤكدًا رفض التواصل والتطبيع “الرسمي وغير الرسمي” مع الاحتلال.

تابع القيادي في الجبهة الشعبية: “الاحتلال لن يُقدم للفلسطينيين حقوقهم على طبق من ذهب، ولا إمكانية لتغيير الواقع الإسرائيلي بالوضع الحالي”.

وأشار إلى أن “فشل” لجنة التواصل برز خلال الأعوام الماضية، “بنزعة كبيرة نحو التطرف والعنصرية غير المسبوقة التي يفرزها المجتمع الإسرائيلي، وتمثلت بوزراء وقادة إسرائيليين ينادون علنًا بقتل وترحيل الفلسطينيين”.

وأكد دعنا على أن منهج رئيس السلطة، محمود عباس، يتمثل بأن “بديل المفاوضات هو المفاوضات والمباحثات”، مبينًا أن عباس “لم يعد يمتلك القبول الفلسطيني بعد القرارات الخاطئة التي يتخذها”.

وانتقد القيادي في الجبهة الشعبية أداء وقرارات رئيس السلطة الفلسطينية، قائلًا: “عباس يحاول أن يصور أنه القيادي الخارق والأكثر ذكاءً في التعامل مع الإسرائيليين، فيما لم يعد يحظى إلا بتأييد أصحاب المصالح ممن يحيطون به”.

لا إنجازات
وفي سياق متصل، شكك مدير البحوث والسياسات في المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية “مسارات”، خليل شاهين، في إمكانية أن تقوم لجنة التواصل بإقناع لجنة إسرائيلي واحد بالحقوق الفلسطينية.

وقال في حديث لـ”قدس برس”، إن اختراق المجتمع الصهيوني بحاجة لإعادة النظر من زاوية دراسة التحولات العميقة في منظومة السيطرة الصهيونية.

وأفاد شاهين أن التحولات في الرأي العام الصهيوني “تتجه لمزيد من التطرف والفاشية”.

مضيفًا: “وهو أمر برز بوضوح في إغراء اليهود الشرقيين (الفئة المستهدفة من لجنة التواصل) بمناصب قيادية كبيرة في المؤسسة الأمنية التي تشرف على عمليات القتل”.

واستطرد شاهين: “يجري التواصل مع اليهود الشرقيين على فرضية إمكانية استمالتهم لتأييد الحقوق الفلسطينية، رغم أنهم يشكلون الخزان الرئيس الانتخابي لليمين واليمين المتطرف، ومن صعدوا للحكم منذ عام 1977 يستندون لليهود الشرقيين في الانتخابات”.

وشدد المحلل السياسي الفلسطيني على أن إنجازات لجنة التواصل “إن وجدت”، ستكون لصالح “إسرائيل”، وانتقد تحرك اللجنة، مبينًا أنه جاء في وقت “وكأنه لا يُوجد صراع فيه بين الفلسطينيين والاحتلال”.

وتابع: “ففي ظل التضحيات التي يقدمها الفلسطينيون تأتي لجنة التواصل لإظهار صورة مضللة تتجاهل الصراع القائم على الأرض”.

ولفت النظر إلى أنه “يجري استخدام لجنة التواصل مع قادة الاحتلال لتقديم التعازي، ويتم التغاضي عن مشاركة المستوطنين في احتفالات الطائفة السامرية بنابلس، وهذه الصورة المشوشة تلعب لجنة التواصل دورًا فيها”.

المصدر: وكالة نبأ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *