الأخبار العاجلةفلسطين 67

مصالح سياسية تدفع نحو تطوير العلاقة بين “حماس” ومصر

محللون سياسيون فلسطينيون يرون في تصريحات أطلقها مؤخرا قادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أكدوا خلاها حرصهم على “أمن مصر” وتأمين الحدود معها، مؤشراً على إمكانية تطوير “العلاقة الثنائية” بين النظام المصري، وحركة حماس التي لا تزال تتولى مقاليد الحكم في قطاع غزة.

thumbgen.php

رأى محللون سياسيون فلسطينيون، في تصريحات أطلقها مؤخرا قادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أكدوا خلاها حرصهم على “أمن مصر” وتأمين الحدود معها، مؤشراً على إمكانية تطوير “العلاقة الثنائية” بين النظام المصري، وحركة حماس التي لا تزال تتولى مقاليد الحكم في قطاع غزة.

وكان أسامة حمدان، مسؤول “العلاقات الدولية”، في حماس، كشف السبت الماضي عن وجود اتصالات، تجريها حركته مع السلطات المصرية، لتطوير “العلاقة الثنائية” بين الجانبين.

وقال حمدان: “هناك تحسن ملموس في علاقتنا مع مصر، ونأمل تطوير هذه العلاقة، وأن تسير نحو الأفضل، وفي الاتجاه الذي يخدم القضية الفلسطينية”.

وأضاف حمدان، إن تطور العلاقة مع مصر، سينعكس إيجابا على الوضع الإنساني، في قطاع غزة. ورفض حمدان الكشف عن طبيعة تطور العلاقة، وحول ما إذا كانت هناك لقاءات مرتقبة بين الجانبين، مكتفيا بالقول: “لا أستطيع التحدث بأي تفاصيل (..) علاقتنا مع مصر نريد لها أن تكون قوية”.

وأكد أن دور مصر، “أساسي وفعّال”، وأن أي علاقة مع أي دولة، أو أي طرف لن يكون على حساب العلاقة مع مصر.
وتتميز العلاقات بين حماس، والقيادة المصرية، بالتوتر الشديد، منذ إطاحة الجيش بالرئيس المصري السابق محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطياً.

وقد تدفع “المصالح السياسية” و”التغيرات في المنطقة”، حركة حماس، والنظام المصري، إلى التقارب، كما يرى عدنان أبو عامر، الكاتب السياسي، وعميد كلية الآداب بجامعة الأمّة (خاصة) بغزة.

ويضيف أبو عامر ، إن مصر لا يمكن أن تسمح لأي طرف إقليمي بأن يكون راعيا للملف الفلسطيني، أو أن يكون “بديلا عنها”.
وتابع: “حركة حماس لها وزنها وقوتها على الساحة الفلسطينية، والدولية، وباعتبارها من تحكم قطاع غزة، وهناك العديد من الملفات الفلسطينية العالقة قد نشهد لقاءات قريبة بين حركة حماس، والسلطات المصرية، وتطوير العلاقة الثنائية بين الطرفين”.

وأكد أبو عامر، أن المصالح السياسية، هي من تدفع كل طرف لدفع “الثمن”، من أجل التقارب الإيجابي، وتجاوز مرحلة “الجفاء”، ولو بشكل تدريجي وفق قوله.

وأضاف: “تصريحات قادة حماس الأخيرة، توحي بأن هناك مؤشرات إيجابية للاندفاع نحو علاقة جديدة، تحكمها متغيرات الواقع”.

وتعتبر مصر الراعي الرئيس لمفاوضات التهدئة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة في السابع من يوليو/ تموز 2014، كما أنها الراعي الرئيس لملف المصالحة الفلسطينية، واستضافت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي مؤتمرا لإعادة إعمار غزة.

ولا يستبعد وسام عفيفة، رئيس تحرير صحيفة “الرسالة” نصف الأسبوعية (مقربة من حماس)، أن توجه مصر دعوة رسمية لحماس لزيارتها، من أجل التباحث في العديد من القضايا.

ويضيف عفيفة : “من الواضح أن النظام المصري، قد يضطر وبفعل ما تحكمه المصالح السياسية، إلى مد الجسور لحركة حماس، وهناك فرصة حقيقية لإحداث اختراق حقيقي في هذا الملف”.

ويرى عفيفة، أن حركة حماس تسعى جاهدة، إلى حل أزمة قطاع غزة الإنسانية، والتخفيف من معاناة قرابة مليوني مواطن.
ويتابع:”وهي تدرك جيدا، أن مصر تملك المفاتيح السياسية، لإنقاذ وضع القطاع الكارثي، خاصة فيما يتعلق بمعبر رفح البري، لهذا فإن التصريحات الأخيرة لقادة حماس تحمل في طياتها مؤشرا لتطوير العلاقة الثنائية بين الجانبين”.

ويربط معبر رفح البري، قطاع غزة بمصر، وتغلقه السلطات المصرية بشكل شبه كامل، منذ تموز/يوليو 2013، وتفتحه استثنائيًا فقط لسفر الحالات الإنسانية.

ويتوقع مصطفى الصواف المحلل السياسي، والكاتب في صحف فلسطينية، أن تأخذ العلاقة بين مصر وحماس شكلا مغايرا لما كانت عليه سابقا من “توتر”.

ويقول الصواف، إن مصر ومن خلال وزنها الدولي والإقليمي تعتبر أن رعاية الملف الفلسطيني، “مكسب سياسي”، ولهذا تدرك أنه من الطبيعي تحسين العلاقة مع حركة حماس″.

وتابع: “هناك ثمن سياسي، لهذا التقارب، قد يضطر الجانبان إلى دفعه، لكن من الواضح أننا أمام مرحلة قد تكون جديدة في تطور العلاقة بين الطرفين تحكمها استحقاقات المرحلة”.

وأكد الصواف، أن مصر تدرك جيدا أهمية العلاقة مع حركة حماس خاصة فيما يتعلق بالجانب الأمني، حيث يمكن لحملس التي تسيطر على القطاع المحافظة على الحدود مع مصر.

واستدرك بالقول: “مصر وأطراف دولية، قد ترى أن حماس التي تسيطر على غزة الخيار الأفضل مقارنة ببدائل أخرى في ظل ما تشهده المنطقة من تغيرات”.

وكان إسماعيل هنية، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، قد قال في تصريحات له الجمعة الماضية إن حدود قطاع غزة مع مصر، “آمنة بقرار سياسي”.

وأضاف هنية، “لا دور عسكري ولا أمني لنا في سيناء، أو رفح المصرية (شمال شرقي مصر)، لم نسمح بالعبث في أمن مصر في الماضي، ولن نسمح بذلك في المستقبل”.

وأكد هنية، التزام حركته بـ”حسن العلاقة مع مصر”، مجدداً وعدم تدخل حماس في الشأن الداخلي لمصر أو لأية دولة عربية.
ورأى الصواف، أن أي تطور بين حركة حماس والنظام المصري، سينعكس إيجابا على قطاع غزة، وتحسين أوضاعه المعيشية والإنسانية.

وكانت منظمة “المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان”، (مركزها جنيف بسويسرا)، قالت في إحصائية نشرت نهاية يناير/كانون ثاني الماضي، إن 40% من سكان قطاع غزة البالغ عددهم (1.95 مليون نسمة) يقعون تحت خط الفقر، فيما يتلقى 80% منهم مساعدات إغاثية.

ووفق المرصد، فإن “6 من كل 10 عائلات في قطاع غزة تعاني من انعدام الأمن الغذائي، منها 27% انعدام حاد، و16% انعدام متوسط، و14% نقص في الأمن الغذائي”. عن الاناضول .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *