ادم وحواء

تأثير عمل المرأة على الحياة الزوجية

إنه واقع تعيشه غالبية الأسر في المجتمعات العربية، تستيقظ باكراً لتوضب الأولاد إلى المدرسة، ثم تبدأ بتجهيز نفسها للذهاب إلى العمل، تقضي ما لا يقل عن 8 ساعات في العمل، تعود مرهقة إلى المنزل، تبدأ بتحضير الطعام، تأكل، ثم تدرس الأبناء، وبعدها تبدأ دوامة الأعمال المنزلية التي لا تنتهي، إنه بحق مقبرة الحياة الزوجية، فأين هو ذاك الوقت الذي ستقضيه مع زوجها؟ أو حتى مع أبنائها؟ وقبل هذا وذاك لماذا تقوم المرأة بهذا الدور الذي يستنفذ طاقتها وصحتها ويسرق منها لحظات جميلة ربما لن يعود الزمن ليكررها؟

 2

الالتزامات تجبر المرأة على العمل

يعتبر الدافع المادي من أكثر وأقوى الأسباب التي تجعل المرأة تتجه إلى العمل، فاليوم نعيش واقعاً صعباً بات الدخل الواحد للزوج لا يكفي فيه لقضاء التزامات الأسرة حتى الأساسية منها، فتضر الزوجة للعمل لتساعد الزوج على المصاريف اليومية المطلوبة منهما، وربما تقف أسباب أخرى وراء عمل المرأة، كتحقيق الطموح وتطوير الذات، أو السعي لقضاء الوقت بعيداً عن روتين الأعمال المنزلية، وما إلى ذلك من أسباب، لكن الواقع يثبت أن السبب الأول هو الأقوى لدى غالبية النساء العاملات.

 أين أنت من مسؤولياتك الزوجية؟

في الواقع تواجه العديد من السيدات العاملات مشكلة في مدى التنسيق ما بين العمل والحياة الزوجية، فالعمل لا يرحم وكل شيء يجب أن يتم في وقته، وللزوج حق أيضاً على زوجته، فهو وإن كان مقدراً لظرف الزوجة لكن يبقى له خصوصيته وحياته التي يود أن تسير على خير الوجوه مع زوجته، وهنا يأتي دور المرأة التي يطلب منها أن تنسق بين هذه الأدوار، والتي غالباً ستكون لصالح العمل.

 دراسات تنفي تعاسة الزوجات العاملات

وبهذا الصدد قامت العديد من الدراسات بالبحث عن مدى تأثر العلاقة الزوجية بعمل المرأة؛ ففي حين يرى المعظم أن المرأة العاملة هي أكثر إنهاكا ومسؤوليات عن المرأة غير العاملة إلا أن الدراسات اثبت غير ذلك، فيعتقد بعض الرجال أن عمل المرأة وانشغالها بأهدافها وحياتها العملية هي من الوسائل والأسباب التي تساعد على الانفصال وفشل العلاقة الزوجية في أسرع وقت، خاصة إن كانت المرأة ناجحة في عملها، لكن هذه الأفكار قد تكون غير صحيحة، بحسب صحيفة “الدستور”، حيث أثبتت دراسة أميركية نشرت في مجلة علم النفس، أن المرأة العاملة تكون أكثر سعادة مع زوجها حتى وإن كانت أعباء العمل ثقيلة، مقارنة بالنساء غير العاملات، هذه الدراسة التي خالفت كل نتائج الدراسات السابقة لها والتي أثبتت أن الوقت الذي تقضيه المرأة في العمل يؤثر على سعادتها الزوجية.

 حلول لتخطي هذه المشكلة

أياً كانت نتائج عمل المرأة على الحياة الزوجية، فالأمر المسلم به أن هناك نوع من النقص ينتج من جراء هذا العمل، فالعمل يحتاج إلى وقت وجهد وصحة وتركيز، وهذا كله يخصم في الواقع من وقت الزوج والأبناء على حدٍ سواء، ومع ذلك يبقى هناك بين أيدينا بعض الحلول التي تساهم في حل هذه المشكلة أو التخفيف من آثارها السلبية، فيمكن للمرأة مثلاً يوم واحد أو يومين في الأسبوع لتقضي وقتاً جميلاً مع الزوج، كالسهر على التلفاز أو عمل طبق مفضل له من الطعام أو من الحلوى، فهي بذلك تكسر الجفاف الحاصل باقي أيام الأسبوع.

 كما أن على المرأة أن تجعل من نهاية الأسبوع يوماً مقدساً، أي لا تشغل نفسها بأي شيء يتعلق بالعمل، وتحاول أن تعوض النقص الحاصل خلال الأسبوع لتنعش الأسرة، كما يمكن أن تأخذ الزوجة إجازة ليومين أو ثلاثة في كل شهر إن أمكن تخصصها للترفيه عن الزوج وتحضير ليلة رومانسية وإقامة العلاقة الحميمة أو زيارة احد الأقارب أو الأصدقاء، أو السهر بعيداً عن أجواء المنزل والأبناء وما إلى ذلك من ترتيبات يمكن أن تسهم في تخفيف الفتور الذي قد يحصل من جراء عمل الزوجة.

 وكم هو لطيف لو قمت عزيزتي بتخصيص مبلغ ولو بسيط من دخلك لعمل مفاجأة لزوجك أو شراء هدية حتى ولو بسيطة، أو عمل حفل داخل المنزل ولو لم تكن هناك مناسبة، فيشعر بمدى حبك له، وأنك تقدرينه وأنك بحاجة اليه وأن العمل ليس كل شيء في حياتك.

تعليق واحد

  1. الحل الرباني يقول وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وما نراه اليوم هو عكس لهذه الايه فنساء اليوم حتى نساء الجاهليه لم يصلن الى تبرجهن وعريهن وخفتهن وقلة حيائهن.
    ونساء اليوم اذا قلت لها لا تخرجي فكانما اهنتها ايما اهانه.
    والاولاد عند عمتك تسيلا ياكلون العفن وحالهم الله به عليم…
    والله المستعان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *