أخبار عالميةالأخبار العاجلة

تجدد التظاهرات في لبنان ضد الفساد و”ردا على حوار” السياسيين

وسط بيروت يشهد توافد مجموعات من اللبنانين للمشاركة في مظاهرة جديدة ضد فساد الطبقة السياسية. وتأتي هذه التظاهرة في أعقاب حوار بين الأطراف السياسية للخروج بحل من هكذا وضعية. واعتبر منظمو المظاهرة أنها ستنظم “للرد على الحوار”.

liban manif
توافدت مجموعات من اللبنانيين إلى وسط العاصمة مرة جديدة امس الأربعاء للتظاهر ضد فساد الطبقة السياسية التي عقد أقطابها جلسة حوار تحت ضغط الشارع، بحثوا خلالها في انتخاب رئيس للجمهورية، المنصب الشاغر منذ سنة وأربعة أشهر، من دون الخروج بنتيجة فورية.

ودعت منظمات المجتمع المدني والنقابات إلى تظاهرة مركزية حاشدة الساعة 18،00 من مساء اليوم (15,00 ت غ) في وسط العاصمة “للرد على الحوار”.

ومنذ بدء الحراك، تمسك المتظاهرون بشعار “كلن يعني كلن”، في اتهام إلى جميع السياسيين بالفساد والإهمال.

وقال الناشط طارق الملاح من مجموعة “طلعت ريحتكم” لوكالة الأنباء الفرنسية من ساحة الشهداء “إنهم يتفقون علينا. الحوار كذب على الناس”.

ورأت سمر مازح (23 عاما، طالبة) أن “الحوار لا يهدف سوى لإعادة المحاصصة والالتفاف علينا. حل النفايات متاح والخيارات عديدة تلجأ إليها دول العالم، إلا أنهم لا يريدون الحل، لأن النفايات منجم ذهب بالنسبة إليهم”.

وأضافت “سنبقى هنا حتى آخر النهار للمطالبة بحقوقنا”.

ويعبر ألاف المتظاهرين الذين نزلوا إلى الشارع خلال الأسابيع الماضية عن تعبهم من استمرار أزمات مزمنة من دون حلول منذ عقود، مثل عدم تأمين التيار الكهربائي، والديون العامة المتراكمة، والبطالة، والشحن الطائفي…

ويعقد مجلس الوزراء الساعة 17،00 (14,00 ت غ) بدعوة من رئيسه تمام سلام جلسة للبحث في أزمة النفايات بعد أن توصلت لجنة وزارية إلى وضع خطة لحلها.

كيف اندلعت الاحتجاجات؟

بدأت الحركة الاحتجاجية في لبنان على خلفية أزمة نفايات تكدست في الشوارع ولم تتمكن الحكومة بعد شهرين من حلها، وتهاجم الحملة “فساد الطبقة السياسية” وعجزها عن التعامل مع مشاكل معيشية مزمنة.

وأضيفت أزمة النفايات إلى أزمة سياسية ناجمة عن شغور موقع رئاسة الجمهورية وتوترات أمنية متقطعة على خلفية النزاع في سوريا المجاورة، ما أعطى مجلس النواب ذريعة لتجديد ولايته مرتين.

حوار أبرز الكتل السياسية

عقدت قيادات أبرز الكتل السياسية جلسة حوار ظهر الأربعاء استمرت ثلاث ساعات ونصف بدعوة من رئيس المجلس النيابي نبيه بري في مقر البرلمان في وسط بيروت. وانتهت الجلسة ببيان مقتضب تلاه الأمين العام لمجلس النواب عدنان ضاهر جاء فيه أن التركيز خلال الجلسة تم على “البند الأول (من جدول الأعمال) المتمثل بانتخاب رئيس للجمهورية والخطوات المطلوبة للوصول إلى هذا الأمر”.

وأضاف “حدد موعد الجلسة (المقبلة) للحوار ظهر الأربعاء في 16 أيلول/سبتمبر”، أي قبل حوالى أسبوعين من الموعد الـ29 المحدد للنواب لانتخاب رئيس.

وردت مجموعة “طلعت ريحتكم” التي تقود الحراك المدني منذ أسابيع على الحوار في تعليق على صفحتها على “فيس بوك” جاء فيه “لو كان لدى أي منكم (المسؤولون) شعور بالمسؤولية، لما ارتضى أن يكون هناك تأجيل للاجتماعات قبل إيجاد حلول ورد على مطالب الناس”.

وترافق الحوار الذي دعا إليه رئيس المجلس النيابي نبيه بري مع تدابير أمنية مشددة. فقد انتشر المئات من عناصر قوى الأمن منذ الصباح الباكر في شوارع وسط بيروت. وأقفلت كل الطرق المؤدية إلى البرلمان بحواجز معدنية ثقيلة وأسلاك حديدية.

وتجمع عشرات المتظاهرين على الطريق البحرية المؤدية إلى مجلس النواب وعمدوا إلى رشق عدد من مواكب السياسيين المؤلفة من سيارات سوداء ذات زجاج داكن أثناء مرورها ذهابا وإيابا، بالبيض. وكانوا يهتفون بشعارات منددة، وبينها “حرامي، حرامي”، و”إيه ويلا، نواب اطلعوا برا”.

وفي ساحة الشهداء البعيدة مئات الأمتار عن البرلمان، حمل متظاهرون آخرون أعلاما لبنانية وهتفوا “صرخة صرخة ثورية، كل الوزرا حراميي”، و”ما بتنفع طاولة حوار، الشعب اللبناني منو حمار”.

كما حملوا صورة ضخمة عليها كل صور أعضاء مجلس النواب، كتب عليها “فشلتم في كل شيء، عالبيت”.

وعلى الأسلاك الشائكة رفعت لافتة ضخمة كتب عليها “طلعت ريحتكم”. فيما ارتدى البعض قمصانا قطنية بيضاء كتب عليها “بدنا وطن”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *