الأمانة العامّة تقرّر مواصلة الإضراب المفتوح في المدارس الاهلية

الإضراب واستمرار النّضال، ما أسفر عنه المؤتمر الصّحفي للأمانة العامّة للمدارس الأهليّة، إثر انتهاء الاجتماع الذي استمر قرابة الخمس ساعات، في مدرسة راهبات المخلص في النّاصرة.

أسفر  المؤتمر الصّحفي للأمانة العامّة للمدارس الأهليّة، بعد ظهر اليوم الخميس، عن استمرار الاضراب، إثر انتهاء الاجتماع الذي استمر قرابة الخمس ساعات، في مدرسة راهبات المخلص في النّاصرة، والتي جمعت الـ14 عضوًا من الأمانة العامّة، والذي دارت فيه مناقشات مطوّلة.

وافتتح المؤتمر الصّحفي قدس الأب فهيم عبد المسيح، الذي قال: “قرّرت الأمانة العامّة وبحضور سيادة المطران بولس ماركوتسو وسيادة المطران جورج بقعوني، الإعلان عن استمرار الإضراب حتّى تحصيل حقوقنا”.

وأثار القرار النّهائي باستمرار الإضراب فرحة عارمة في صفوف الأهالي المتجمهرين في ساحة المدرسة بانتظار القرار، مؤكّدين دعمهم الكامل للأمانة العامّة حتّى تحصيل الحقوق الكاملة.

الأمانة العامّة خلال الاعلان عن استمرار الإضراب

وصدر بيان أوّلي جاء في أنّ “اجتماع مكتب الأمانة العامّة ومجلس الأساقفة انتهى، بحضور جميع ممثلي المدارس الأهليّة في البلاد، وبعد مناقشات ومشاورات جادة تقرر الاستمرار في الاضراب حتى نحصل على كامل حقوقنا. نشكر لكم دعمكم ووقفتكم الابية لهذا النضال والصمود الذي من شانه ضمان مستقبل أفضل لابناء شعبنا” بحسب البيان.

وكان اجتماع المسؤولين في المدارس الأهليّة، قد عقد لساعات في مدرسة المخلّص في مدينة النّاصرة، للتشاور والتّداول بشأن اقتراحات وزارة المعارف التي عرضتها على المدارس الأهليّة، لإنهاء الإضراب والعودة إلى مقاعد الدّراسة. ويشار إلى أنّ الاجتماع كان مغلقًا أمام دخول الصّحفيين فيما عقد لاحقًا مؤتمر صحفي لتوضيح كافّة الأمور.

 هذا، وسمعت أصوات لمعلّمين وأولياء أمور وطلاب تناشد بعدم الاستجابة لاقتراح وزارة المعارف، مشدّدين على أنّهم يريدون تحصيل كامل الحقوق وميزانيّة كاملة أسوة بالمدارس الأهليّة اليهوديّة، وهي ميزانيّة بنسبة 100%. وقال الشّماس جريس منصور عضو لجنة الأمانة العامّة، الذي خرج من الاجتماع للحظات قرابة السّاعة 12:30، في حديث مع الصّحفيين: “لم يتم اتّخاذ أيّ قرار بعد على أن يصدر القرار لاحقًا” حيث صدر القرار قرابة السّاعة الثالثة والنصف بعد ظهر اليوم، والذي يؤكّد على استمرار الإضراب.

الأهالي يحتجّون على اقتراح المعارف

وتواجد خارج المدرسة العشرات من الأهالي المعارضين لاقتراح وزارة التربية والتعليم ومؤكدين على قبولهم بالاستمرار في الاضراب المفتوح وعدم القبول بالقليل. وهتف المتجمهرون “مطالبنا شرعيّة”، بينما طالب آخرون “بإغلاق الكنائس”.

ويترقّب 33 ألف طالب يتعلّمون في المدارس الأهليّة، اليوم الخميس، قيام الأساقفة بالتّوقيع على اتّفاق مع وزارة المعارف لإعلان فك الإضراب والعودة إلى مقاعد الدّراسة، ذلك بعد عقد لقاءات مطوّلة وتشاورات ومباحثات بين الأمانة العامّة للمدارس الأهليّة ووزير التربية والتّعليم نفتالي بينيت، حيث سادت الاجتماع أجواء إيجابيّة بحسب مصادر رفيعة المستوى، ومع هذا فإنّ الـ33 ألف طالب سيبقون في بيوتهم.

وكان وزير التّربية والتّعليم قد اقترح ميزانيّة 50 مليون شاقل للمدارس الأهليّة مقابل فك الإضراب، إذ حملت الأمانة العامّة هذه الاتفاقيّة على أن يوقّع عليها الأساقفة المخوّلون بذلك. وفي الوقت الذي تمّ فيه التأكيد على حسم قضيّة المدارس الأهليّة يوم أمس الأربعاء، إلا أنّه سيستغرق الأمر بعض الوقت حتّى توقيع الاتفاق ليصبح ساري المفعول وبالتّالي من المتوقّع عودة الطلاب غدًا إلى المدارس، إلا في حال عدم التّوقيع.

وأسفر الاجتماع الذي عقد في وزارة المعارف بين الأمانة العامّة للمدارس الأهليّة بمشاركة النّائبين أيمن عودة ود.يوسف جبارين وبين وزير التّعليم نفتالي بينيت، عمّا يلي: اقتراح بينيت لميزانيّة 67 مليون ونصف مليون الشيقل للمدارس الأهليّة، على أن يقسّم هذا المبلغ على النّحو التّالي: 7.5 مليون شاقل لتطوير البنى التّحتيّة في المدارس الأهليّة. و10 مليون شاقل لاستكمال المعلمين والمعلمات. بالاضافة الى 50 مليون شاقل ميزانيّة عاديّة.

ويشار إلى أنّ المدارس الأهليّة تخوض إضرابًا مفتوحًا منذ 17 يومًا، أي مع بداية العام الدّراسيّ الجديد، وتطالب بمنحها الميزانيّات أسوة ببقيّة المدارس. وقالت مصادر رفيعة المستوى لموقع العرب وصحيفة كلّ العرب: “نحن نترقّب توقيع الاتّفاق لإنهاء الإضراب وعودة الطلاب إلى المدارس، حيث سيتم تشكيل لجنة لفحص متطلّبات المدارس الأهليّة”.

بيان أولياء الأمور

وخلال تجمهر الأهالي في ساحة مدرسة المخلّص، تمّ تعميم بيان صادر عن آلاف أولياء أمور الطلاب في المدارس الأهليّة جاء فيه: “الآباء والراهبات الاجلاء.. الاساتذة المحترمين والمحترمات، مدراء ومديرات المدارس، السادة والسيدات، أعضاء الامانة العامة لمجلس المدارس الأهليّة الكنسيّة في البلاد. اسمحوا لنا أن نتوجه اليكم بتحيّة الاكبار والاعتزاز على كل ما بذلتموه من جهد وصلابة في هذه المعركة غير الاعتيادية التي فرضت علينا جميعا، إدارات وهيئات تدريسية وطلاب واهال، وكانت الملاذ الاخير بالنسبة لمواجهتكم/مواجهتنا مع ممارسات وسياسات وزارة المعارف ومجمل المؤسسات الحكومية، هذه الممارسات من جهة ومواجهتها من جهة اخرى تواصلت على مدار سنوات فجاء الاضراب خطوة اضطراريّة لضمان حقوق مدارسنا الأهليّة أسوة بالمدارس اليهوديّة التي تدخل تحت ذات التعريف في وزارة المعارف وبالاساس من اجل الحفاظ على تميّزها وتألقها التعليمي والتربوي واستمرارية رسالتها الروحيّة والاخلاقية والانسانيّة”.

وجاء في البيان: “وحيث اننا وصلنا الى الاسبوع الثالث من الاضراب وبعد الوقفة البطولية الوحدوية التي اظهرها الأهالي والطلاب والرأي العام عموما وكذلك مؤسسات الجماهير العربية في البلاد بالدعم والوقوف خلف الامانة العامة والالتزام بجميع قرارتها خلال سيرورة الاضراب الى ان جاءت اللحظة الحاسمة في محطة التفاوض الأخير، المضني والقاسي بطبيعة الحال، مع ممثلي المؤسسة الاسرائيلية وحيث اصبحنا بصدد اتخاذ القرار الحاسم الذي قد ينجم عنه فك الاضراب وافتتاح السنة الدراسية مع فتات من المكاسب وبعض الوعود غير الملزمة ولجنة من صنف اللجان المعروفة بمقبرة الحقوق”.

وأشار البيان: “وعليه فاننا نتوجه اليكم بكل روح من المسؤولية والشراكة في حمل العبء بان تأخذوا رأي عشرات آلاف من أولياء الأمور التي تمثل هذه الرسالة موقف غالبيتهم، بناء على قراءة لمجمل الاصوات الصادرة في العديد من المدارس الأهليّة في البلاد، الرافض للمقترح الحكومي الاخير لما يحمله من مخاطر أنية ومستقبلية على ابنائنا ومدارسنا .تعاملكم الايجابي مع مطلب أولياء الأمور الاساسي هذا سيرسم خارطة طريق واسعة وطويلة للتعاون ومدّ يد العون من الأهالي، بكافة طاقاتهم وتخصصاتهم، لدعم مدارسنا الأهليّة. من جديد نحيكم ونشدّ على اياديكم”.

إلى هنا نص البيان.