الأخبار العاجلةفلسطين 67

دراسة تكشف خصائص التغطية الإسرائيلية للحرب على غزة

بينت دراسة أكاديمية بحثت في شكل وخصائص التغطية الإعلامية الإسرائيلية للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة صيف 2014 مدى ارتباط الإعلام الإسرائيلي بالرواية الرسمية للجيش الإسرائيلي، وبعدها عن المهنية والموضعية.

4thumb

وأجرى الباحث الفلسطيني عمر أبو عرقوب الدراسة التي نال عليها درجة الماجستير في تخصص الإعلام والدراسات الإعلامية من جامعة شرق الأبيض المتوسط في قبرص التركية

وتوصل أبو عرقوب وهو صحفي وباحث مختص بالإعلام الإسرائيلي إلى نتائج وأدلة منهجية وعلمية حول شكل وخصاص تغطية الإعلام الإسرائيلي، وآلية عمله خلال فترة الحرب، قدمها كلها في بحث علمي بعنوان “تغطية الإعلام الإسرائيلي للحرب على غزة 2014؛ صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية كحالة دراسية”.

الدراسة التي كتبت باللغة الإنجليزية وستنشر بها، هي الأولى عالميا في هذا المجال، والتي تكشف حقيقة “الإعلام الإسرائيلي” أمام الشعوب الغربية والأمريكية؛ لشُح المواد الإعلامية التي تنقل الصورة الصحيحة لهم بلغتهم.

توصيات الرسالة

وأوصى الباحث في نهاية رسالته المؤسسة الإعلامية الفلسطينية بإنشاء وتطوير مؤسسات إعلامية متخصصة في الإعلام “الإسرائيلي”، تعي أسلوبه وطريقة عمله وما يبثه من إشاعات، وتقوم هي بتحلل ما ينشره الإعلام الإسرائيلي وترد عليه، وتبث بدورها وجهة النظر الفلسطينية والحقيقية للأحداث باللغة العبرية “للإسرائيليين”، أي مخاطبتهم بلغتهم.

كما أوصى الباحث كليات الإعلام الفلسطينية بالتركيز على تدريس مساقات متخصصة في الإعلام الإسرائيلي وأساليبه وآليات الرد عليه والترجمة منه وغيرها، “من أجل تخريج جيل إعلامي واعي وقادر على مقاومة الاحتلال إعلاميا”.

أجزاء الرسالة

وتضمن الجزء الأول من الرسالة تعريفا كاملا بالإعلام الإسرائيلي بكل تقسيماته التلفزيون، والإذاعة، والصحف، والإعلام الرقمي، من حيث تاريخه وتقسيماته اللغوية والمكانية ومالكيه ومن يتحكم ويسيطر عليه، وكذلك شرحا مفصلا عن أجهزة الرقابة الإعلامية “الإسرائيلية”، وكيف تعمل خلال فترات الحرب وغيرها.

وتخلل ذلك حديثا مطولا عن الصحف الثلاث الرئيسية في إسرائيل “يديعوت أحرنوت” و”هارتس” وصحيفة “معاريف”، كما أجمل أيضًا أبرز خصائص الإعلام “الإسرائيلي” المتفق عليها، وكيف يُذكر الفلسطينيين فيه.

ونشرت صحيفة “يديعوت أحرنوت” 1221 مادة صحفية خلال مدة الحرب وهي51 يوما، حلل الباحث منها 116 مادة صحفية كعينة مستهدفة، وللوصول إلى نتائج حقيقية للدراسة وضع الباحث 11 سؤالا بحثيا تمت الإجابة عنها في نهاية الرسالة، ويمكن تقسيم نتائج الرسالة من خلال العناوين المرفقة.

تحليل الشكل

تميزت المواد الصحفية التي نشرتها “يديعوت أحرنوت” على موقعها الإلكتروني خلال فترة الحرب أن 80% منها تضمنت تصميما في رأس الصفحة يعبر عن مجريات الحرب(Banner)، إضافة إلى 21% من المواد تضمنت تصاميم توضيحه وإنفوغرافيك، و 75% من المواد الصحفية كانت تتضمن فيديو توضحي للأحداث، بينما 98% منها تضمنت صورا توضيحية حول الأحداث الجارية.

كما كانت أغلب المواد الصحفية المنشورة طويلة، أي أكثر من 250 كلمة منها 52% اكثر من 500 كلمة، كل ذلك قادر على أن يجعل المواد الصحفية أكثر جذبا للقراء وتأثيرا عليهم لمتابعة أخبار الصحيفة.

تحليل المضمون

وكان تركيز مضمون الصحيفة على المواد الأمنية والعسكرية بنسبة 52% استخدمت لاستعراض القوة “الإسرائيلية” والحديث عن مسار الحرب والأضرار “الإسرائيلية”.

وفي ذات السياق اعتمدت “يديعوت أحرنوت” في مصادرها الصحفية في أغلبها على المصادر العسكرية، أي الجيش الإسرائيلي ثم الحكومة الإسرائيلية ثم “الإسرائيليين” بنسبة 75%، مقابل تجاهل واضح للمصادر الفلسطينية خلال تغطية الحرب، وهذا ما أدى بدوره إلى جعل الصحيفة تعتمد بشكل أساسي على الرواية الإسرائيلية للحرب من جهة واحدة.

الأهم من ذلك أن 66.5% من المواد الصحفية تضمنت تبريرات واضحة لعمليات الجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، ولقرارات الحكومة الإسرائيلية خلال الحرب، وكانت مصطلحات “حماس” و “غزة” أكثر الكلمات تكرار في الخطاب الإعلامي “الإسرائيلي” في محاولة لتوجيه الرأي العام وتحريضه على غزةـ واعتبار أن كل من فيها هم حماس ولإسرائيل الحق في مهاجمتهم.

أيضا في تحليل مضمون صحيفة “يديعوت أحرنوت” نجد أن المواد التي كانت تنشر هدفت إلى تصوير إسرائيل على أنها دولة ضعيفة، راحت ضحية صواريخ غزة، أو تعبئة “الإسرائيليين” ضد غزة والتحريض على غزة وحماس، أو كانت تهدف إلى تبرير عمل أو جريمة إسرائيلية أو موقف حكومي ضد الفلسطينيين، كل ذلك كان بنسبة 62% من أهداف مواد الصحيفة.

وفي نفس الوقت تضمنت 65% من مواد صحيفة “يديعوت أحرنوت” صورة لإسرائيل على أنها ضحية أو دولة ضعيفة يتم مهاجمتها من قبل الفلسطينيين.

كما قدمت الصحيفة وغالبية الإعلام الاسرائيلي المعلومات والمواد الصحفية بطريقة إنسانية وعاطفية حيث إن 36% من مواد الصحيفة كانت تتعمد إثارة عواطف القراء، وتعرض قصص إسرائيلية إنسانية. هذا إلى جانب أن 73% من مواد الصحيفة كانت تدعم الحرب على غزة ضد الفلسطينيين.

وبينت الدراسة تركيز الصحيفة على عرض الخسائر الإسرائيلية في الحرب (المعلنة) رغم قلتها وبساطتها مقارنة مع الخسائر الفلسطينية، فكان عرضها بنسبة 49% بينما تم تجاهل الخسائر الفلسطينية التي كان ذكرها بنسبة 20% فقط.

التأثير الإعلامي

ولفت الباحث إلى تعمد الصحيفة العبرية تغطية الحرب بهذه الطريقة، والتي من خلالها طبقت ثلاث نظريات إعلامية مثبتة تم اختبارها خلال البحث، وهي:

أولا: نظرية ترتيب الأجندة والتي من خلالها ترتب الصحيفة أولوياتها الإعلامية والمواضيع التي تركز عليها من أجل التأثير على الرأي العالم وجعله يفكر فيها فقط وحسب ما تريد وتنشر.

ثانيا: نظرية حارس البوابة وتعني أن يتحكم مجموعة من الأشخاص أو أجهزة الرقابة الإعلامية بما ينشر أو يرفض بناء على أيديولوجيات وأهداف خاصة، بهدف حجب معلومات عن الجمهور من شأنها أن تؤثر سلبا على رأيه العام، وإعطائه معلومات تدعم الآراء الموجودة لصالح أيديولوجيات مالك الصحيفة ومن يتحكم في الإعلام في الدولة وهذا ما يحدث في تل أبيب.

والنظرية الثالثة كانت نظرية تحليل الإطار الإعلامي وتعني تقديم المعلومات والأخبار في إطار إعلامي معين وبشكل ووسيلة إعلامية معينة، من أجل زيادة التأثير وجذب القراء واستخدام تقنيات التلاعب بالنص، من أجل ايصال المعلومات من وجهات نظر معينة، وهذا أيضا ما طبقته صحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية ويطبقه جزء كبير من الإعلام الإسرائيلي.

المصدر: فلسطينيو 48

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *