أخبار عالميةالأخبار العاجلة

نساء عربيات في لجان تحكيم مهرجان كان

مهرجان كان 2015 يسجل حضور بعض وجوه السينما العربية في لجان التحكيم، أغلبها من النساء، على غرار اللبنانية نادين لبكي والسعودية هيفاء المنصور.

jury-cinef-courts-metrages-art-2
عادة ما تغيب السينما العربية عن أحد أكبر المهرجانات السينمائية في العالم. الحال لم يتغير في النسخة 68 لمهرجان كان التي تسجل مشاركة عربية ضعيفة تتمثل في أفلام قليلة متفرقة، على هامش المسابقة الرسمية.

رغم أن المنظمين، وربما في محاولة لتدارك هذا الغياب أو لذر الرماد في العيون، اختاروا بعض الوجوه العربية المعروفة لحضور المهرجان، وكان الاختيار في غير المكان الذي انتظرناهم فيه. فلا تحمل هيفاء المنصور ونادين لبكي وجوانا حاجي توما وآخرون فيلما للكروازيت بل يشاركن في لجان تحكيم قسم “نظرة خاصة” و”الأفلام القصيرة”.

ومن السينمائيين العرب اختيرت خصوصا نساء، وأعلن المنظمون في حفل الافتتاح أن هذه الدورة تكرم النساء فقال مقدم السهرة لامبرت ويلسون “المرأة، الممثلة هي رمز للحب الذي ترتكز عليه السينما برمتها. وفي حين يريد البعض، واشدد على كلمة البعض، إخفاءها وكم فمها واستبعادها واحتجازها واغتصابها وتشويهها، تسلط عليها السينما الضوء وتبرزها وتكشفها”. ويبدو رغم ذلك أن هذا الكلام يبقى حبرا على ورق، فلا توجد سوى مخرجتين اثنتين ضمن المسابقة الرسمية (الفرنسيتين فاليري دونزيلي ومايوان)، إضافة إلى رمز الممثلة السويدية الراحلة إنغريد برغمان الذي يطل على الكروازيت عبر ملصق النسخة 68.

أعضاء في لجنة تحكيم “نظرة خاصة”

المخرجة السعودية هيفاء المنصور. اعتبر فيلمها “وجدة” (2012) سابقة في المملكة حيث كان الأول الذي يصور بأكمله في السعودية، ولاقى استقبالا حارا عبر العالم. درست المنصور الأدب المقارن في الجامعة الأمريكية بالقاهرة وحصلت على ماجستير في السينما من جامعة سيدني بأستراليا. وألهم الوثائقي “نساء بلا ظل” الذي أخرجته عام 2005 تيارا جديدا من المخرجين السعوديين.

وبعد أن نشرنا على تويتر صورة لهيفاء المنصور على البساط الأحمر خلال فعاليات المهرجان، رحب بها البعض في التعليقات لكن أغلب الأصوات ارتفعت تنديدا بعدم ارتداءها حجابا، وهذا مثال على أحدها، ولا نذكر أشدها لهجة “المحرجة وليس المخرجة هذه تمثل نفسها لا السعودية..”. لكن لاحظنا أن الاهتمام بشكل المرأة ليس حصرا على العرب، إذ فجرت الممثلة والعضو في لجنة تحكيم المسابقة الرسمية صوفي مارسو جدلا واسعا قبل أيام بعد أن ظهرت ملابسها الداخلية خلال صعودها مدرج قصر المهرجانات. وأكدت الصحافة الانجلوساكسونية بعد أن جابت صورة النجمة المواقع والمجلات الخاصة بأخبار و”فضائح” النجوم، أن ما رأيناه كان حادثة صغيرة لم تتعمدها الممثلة الفرنسية.

الممثلة والمخرجة اللبنانية نادين لبكي. أخرجت في بداياتها، وبعد أن حصلت على شهادة في علوم السمعي والبصري من جامعة بيروت، إعلانات و”كليبات” موسيقية ونالت جوائز عن بعضها. شاركت نادين لبكي عام 2004 في “إقامة سينيفونداسيون” لمهرجان كان لكتابة سيناريو فيلمها الطويل الأول “سكر بنات” ثم صورته بعد عامين. وفي 2007 عرض “سكر بنات” في قسم “اسبوعي النقاد” في مهرجان كان وبيع عبر العالم وحقق أكبر نجاح دولي عرفته السينما اللبنانية. وفي 2011 شاركت في كان بفيلم “هلأ لوين”، وهي لوحة مجازية وشجاعة عن تقبل الآخر، في قسم “نظرة خاصة” التي تجلس اليوم عضوة في لجنة تحكيمها…

وقالت نادين لبكي لفرانس24 إن اختيارها ضمن هذه اللجنة جعلها تشعر بأنها تنتمي “إلى عائلة السينما العالمية” وتابعت “بالنسبة لي كلبنانية هذا شيء مهم، فمن المهم جدا أن تأخذ بعين الاعتبار نظرة مخرجين عرب”. وترى لبكي أن موقف السينمائيين العرب تحظى اليوم باهتمام خاص إذ لم يعد من الممكن إقصاؤها “فنحن نمر بالعديد من المتغيرات في بلداننا التي تؤثر بتغيير المشهد العالمي”. وفي اختيار المنظمين للعديد من الأفلام التي تتناول قضايا اجتماعية، أكدت المخرجة اللبنانية أن “السينما بالمطلق تغير الأوضاع الاجتماعية، وهي في هذا المجال من أقوى الأسلحة غير العنيفة”.

يشار أيضا إلى مشاركة الممثل الفرنسي طاهر رحيم في لجنة تحكيم “نظرة خاصة”. وطاهر رحيم هو فرنسي من أصل جزائري، ولد في مدينة بلفور وسط عائلة أصلها من مدينة وهران. درس السينما في جامعة مونبلييه وبدأ مسيرته المهنية عام 2005. اختاره المخرج الفرنسي جاك أوديار بطلا لفيلمه “النبي” (نال الجائزة الكبرى لمهرجان كان عام 2009) فحصل بفضل هذا الدور على جائزة السيزار “أمل التمثيل” عام 2010. وشارك رحيم في مهرجان كان عام 2012 عن دوره في فيلم “حتى فقد الصواب” للمخرج جواكيم لافوس، وشارك أيضا في 2013 عبر دورين في فيلمين عرضا ضمن الاختيارات الرسمية وهما “الماضي” للإيراني أصغر فرهدي و”غران سنترال” لريبيكا زلوتوفسكي.

وتترأس هذا العام الممثلة والمخرجة الأمريكية إيزابيلا روسيليني لجنة تحكيم قسم “نظرة خاصة”. وروسيليني هي ابنة المخرج الإيطالي الشهير روبرتو روسيليني والممثلة إنغريد برغمان.

لجنة تحكيم “سينيفونداسيون” والأفلام القصيرة

يترأس هذا العام لجنة تحكيم “سينيفونداسيون” والأفلام القصيرة المخرج الموريتاني عبد الرحمن سيساكو، وكان فيلمه “تمبكتو” الشريط العربي الوحيد الذي شارك في المسابقة وحاز على السعفة الذهبية في مهرجان كان 2014.

ومن أعضاء اللجنة هذا العام السينمائية اللبنانية جوانا حاجي توما. وتعمل الفنانة جوانا حاجي توما مع الفنان خليل جريج، ويستعمل الثنائي وسائط مختلفة، ضمن شبكة تخيط العديد من الروابط بين عمل وآخر لحكاية لها أثر خاص بهما. فأفلامهما، على غرار تجهيزاتهما للصور الفوتوغرافية والفيديو، تسعى إلى إبراز الحكايات التي ظلت في السرية على حساب سرد مهيمن. وفي 2008 شاركا في قسم “نظرة خاصة” من مهرجان كان بفيلمهما “أريد أن أرى”. ويشمل مشروعهما الأخير “النادي اللبناني للصواريخ” فيلما وثائقيا إضافة إلى تجهيزات فنية. وأعمال الثنائي حاجي توما وجريج هي جزء من مجموعات هامة وتعرض في المتاحف والمراكز الفنية والمعارض الدولية عبر العالم.

ولتكتمل صورة هذا الحضور النسائي، أخبرت جوانا حاجي توما فرانس24 أنها معجبة بالنجمة الفرنسية كاترين دونوف (ضيفة المهرجان وبطلة فيلم الافتتاح) التي مثلت مع المخرجة اللبنانية لأنها “عظيمة ومتواضعة” في نفس الوقت.

20150514_Chebil_Cannes_photocall_JuryUCR03

20150514_Chebil_Cannes_photocall_JuryUCR05

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *