2أخبار عالميةالأخبار العاجلة

ما هي أهداف التدخل العسكري السعودي في اليمن؟

هل للعملية العسكرية السعودية في اليمن أبعاد أخرى غير تلك التي أعلن عنها بشكل رسمي؟ هل هي حرب بالوكالة؟ هل هذه العملية جاءت كرد فعل على توسع النفوذ الإيراني؟ وأسئلة أخرى تفرض نفسها نحاول الإجابة عنها في الورقة التالية.

yemen-new-19h_0
تثار الكثير من الأسئلة حول خلفيات التدخل العسكري السعودي في اليمن، وإن كانت الرياض بررت عمليتها العسكرية برفقة حلفائها على كونها تأتي في إطار اتفاقية الدفاع العربي المشترك، وتهدف العملية، حسب الرياض، إلى الدفاع عن الحكومة اليمنية الشرعية ومنع حركة الحوثيين من السيطرة على البلاد.

وكتب غسان شربل في صحيفة “الحياة” اللندينة، المقربة من مراكز القوى في السعودية، أن “القرار السعودي هو محاولة جدية لتصحيح التوازنات التي اختلت في المنطقة، ومحاولة جدية لاستعادة التوازن في المنطقة، ولإنهاء مرحلة استضعاف العرب وأهل الاعتدال”.

ويفهم من هذا التدخل أن الرياض عزمت بدعم من حلفائها، وعلى رأسهم الولايات المتحدة التي لم تشارك عسكريا في العملية، على “تأديب” الحوثيين، وتوجيه رسالة واضحة إلى طهران. ويكتب شربل في هذا السياق، أن إيران ذهبت بعيدا في اليمن. دعمت الحوثيين في مغامرة كسر التوازنات الراسخة”.

ويتابع في نفس الصدد أن إيران “تجاهلت حساسيات الخريطة اليمنية. بدت مستعجلة في فرض أمر واقع قبل توقيع الصفقة النووية مع واشنطن. دعمت أقلية ضد أكثرية، متجاهلة الحساسيات المذهبية. تلاعبت بموقع اليمن كمن يحاول استكمال تطويق السعودية”.

تدخل مفاجئ

تفاجأ المتتبعون للتدخل العسكري السعودي في اليمن المدعوم من طرف عدد من الحلفاء، وقالت الدكتورة سيلين إلهام جريزي المختصة في الجيوبوليتيك “إن هذا التدخل لم يكن منتظرا”، لكن في الوقت نفسه أوضحت أن تحركات الحوثيين والتهديدات التي أطلقوها تجاه الرياض كانت من الأسباب التي أوقدت نار الحرب السعودية عليهم.

واعتبرت جريزي أن الحركة تخوض حربا بالوكالة عن إيران في اليمن، داحضة فكرة المقارنة بين العلاقة التي تجمع بين طهران والحوثيين وتلك التي تربط السعودية بالولايات المتحدة، وقالت جزيري “إن السعودية دولة لها سيادتها ومصالحها الجيوسياسية في المنطقة” زيادة على مركزها الديني في العالم العربي.

صراع مذهبي وإقليمي

وفسرت جريزي التحرك السعودي بكونه جاء في سياق مقاربة جديدة للسياسة الخارجية للرياض بوصول الملك سلمان إلى الحكم، بغية استعادة دورها في المنطقة والعالم العربي برمته، هذا في ظل توسع النفوذ الإيراني. توسع لا يقلق الرياض فقط، قطب الإسلام السني، بل ترفضه جميع البلدان العربية الإسلامية التي تنتمي إلى نفس القطب، وهو ما قد يفسر دعم العديد من البلدان العربية للسعودية في هذه العملية العسكرية.

وإن كان يمكن فهم التحرك السعودي على أنه إشارة في نفس الوقت للأشقاء الصغار في المنطقة على كونها القوة الأولى، وخاصة قطر، اعتبرت الجريزي أن “الجميع استجاب للنداء ولم يتخلف عنه أي كان” والكل اصطف وراء الشقيق الأكبر، باستثناء سلطنة عمان التي لا تبحث عن أدوار في المنطقة. وتابعت موضحة أن السعودية من خلال تحركها أرسلت أكثر من رسالة لجهات متعددة وأصابت العديد من الأهداف.

المصدر: فرانس24

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *