اليوم حدث فلكي نادر- كسوف الشمس

العالم العربي يشهد ظاهرة كسوف الشمس، ذلك عندما يواجه القمر في مداره حول الأرض وجه الشمس ليحجب جزء منها عن سكان الأرض.

يشهد العالم اليوم الجمعة، يوما فلكيا نادرا جدا لم يحدث منذ زمن طويل جدًا, فسيكون يوم استثنائي ومميز حين تزامن ظاهرة كسوف الشمس بالنهار مع ظاهرة القمر السوبر في الليل،  حيث سيكون النهار شبه مظلما بدرجات مغايرة بالنسبة للمناطق, أما الليل فالغريب أنه سيكون مضيئا نوعا ما.

وذكرت مصادر فلكية أن هذه الظاهرة العلمية لن تتكرر كثيرا، ويكون من نتيجتها إظلام في النهار تتباين درجته من دولة إلى أخرى بحسب درجة الكسوف، وضوء ساطع في الليل لأن القمر سيبدو ضخما وعملاقا، بحسب أشرف تادرس رئيس قسم الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيائية التابع لوزارة البحث العلمي المصرية.

ويوضح تادرس أن مستوى الإضاءة مساء الجمعة سيكون مرتفعا وسيشعر بها بشكل كبير قاطنو المناطق النائية البعيدة عن العواصم، موضحا أن هذه الظاهرة تعرف باسم “القمر السوبر” حيث يكون القمر بدرا مع وصوله في الوقت ذاته لأقرب نقطة إلى الأرض.

أما بالنسبة لكسوف الشمس، فأوضح الخبير الفلكي أنه سيكون كليا على مستوى أرخبيل “سفالبارد” النرويجي وشمال المحيط الأطلسي مرورا ببحر النرويج، وسيدوم نحو أربع ساعات وعشر دقائق، في حين سيكون الكسوف جزئيا في مناطق كشمال وجنوب شريط آيسلندا وشمال أفريقيا وشمال أوروبا وشمال آسيا.

وأشار إلى أن الكسوف بالنسبة للدول العربية سيكون أكثر وضوحا في دول شمال أفريقيا وخاصة المغرب العربي، بينما سيكون ملاحظا بدرجة أقل في باقي الدول.

ويحدث الكسوف الكلي عندما يغطي القمر قرص الشمس كاملا، بينما يصبح جزئيا بنسب مختلفة حسب نسبة تغطية القمر للشمس، وهذا يعني أن القمر هو “البطل” الأساسي في ظاهرة الكسوف، كما سيكون “بطلا” لظاهرة تحدث مساء نفس اليوم، بحسب تادرس.

كسوف الشمس في العالم العربي.. ويبدأ في “مصر” الـ11:05 صباحًا

تشهد القاهرة، كسوفا طفيفا يبدأ الساعة 11:05 ويبلغ أقصاه 11:48 وينتهي الساعة 12:31 بتوقيت القاهرة.

أما مدينة حقل شمال السعودية، سيكون الكسوف بها ظاهرا منذ الساعة 12:45 بالتوقيت المحلي، ليبلغ أقصاه 12:54 وينتهي في تمام الواحدة و 25 دقيقة تبعا للتوقيت المحلي في السعودية. في السعودية أيضا، ستشهد مدينة طريف شمال السعودية كسوفا جزئيا، يبدأ في 12:24 ظهرا، يبلغ أقصاه 12:54 و ينتهي في تمام الواحدة و 25 دقيقة بحسب التوقيت المحلي.

في العاصمة الأردنية عمان، سيبدأ الكسوف في تمام الساعة الحادية عشر و 20 دقيقة صباحا، ويبلغ أقصاه الساعة الثانية عشر. وينتهي في 12:40 تبعا للتوقيت المحلي للأردن. وتشهد العاصمة العراقية، كسوفا طفيفا، يبدأ الساعة 12:54 ويبلغ أقصاه الساعة الواحدة و 19 دقيقة. لينتهي في تمام 01:45 ظهرا بحسب التوقيت المحلي.

أما العاصمة اللبنانية بيروت، ستشهد أيضا كسوفا جزئيا يبدأ الساعة 11:14 و يبلغ أقصاه الساعة 12:01 و ينتهي في تمام الساعة 12:49 ظهرا. وتشهد العاصمة المغربية كسوفا جزئيا لربما هو الأكثر وضوحا من البلدان العربية، وسيبدأ الساعة 7:55 صباحا، و يبلغ أقصاه الساعة 8:55 و ينتهي في تمام العاشرة و دقيقة صباحا.

وفي العاصمة الليبية طرابلس سيكون الكسوف الجزئي، واضحا ويبدأ من الساعة 10:17 صباحا، ويبلغ أقصاه الساعة 11:18 و ينتهي الساعة 12:24 ظهرا بحسب التوقيت الليبي. ويبدأ الكسوف الجزئي في العاصمة السورية دمشق، الساعة 11:18 صباحا، ويبلغ أقصاه 12:03 ظهرا. وينتهي 12:47 بالتوقيت المحلي.

وفي مدينة حلب، شمال سوريا، أيضا تشهد كسوفا جزئيا للشمس، يبدأ الساعة 11:17 و يبلغ أقصاه في تمام الساعة 12:07 وينتهي في الساعة 12:58 ظهرًا.

ألمانيا: شبكات القوى الكهربائية مستعدة لمواجهة كسوف الشمس

قالت “شبكات القوى الكهربائية” في ألمانيا إنها مستعدة للتعامل مع الانخفاض والارتفاع الحاد في الطاقة الكهربائية، خلال ظاهرة كسوف الشمس اليوم الجمعة حين تختفي الشمس ثم تعاود الظهور بعد ساعتين ونصف الساعة.

ويمثل الكسوف تحدياً لشبكات نقل القدرة الكهربائية في ألمانيا، المستهلك الأكبر للطاقة الشمسية المتجددة في القارة الأوروبية، إذ تحصل على 38200 ميغاوات من قدرة الطاقة “الكهروضوئية”. وشهدت ألمانيا كسوفاً مماثلاً للشمس في عام 2003، عندما كان إجمالي القدرة الكهربائية المولدة من الطاقة الشمسية مجرد بضع مئات ميغاوات.

وأفادت اولريكه هوركنز الناطقة باسم شركة “تينيت”، إحدى شركات الشبكة ذات الجهد العالي، أن “الشركة على استعداد، لكن من المرجح وجود درجة عالية من التفاوت وبسرعة عالية قبيل وبعد الكسوف مباشرة”. وقال المحلل جيزل تفايت “الانتاج المتوقع في ذروة ساعات سطوع الشمس يزيد على 20000 ميغاوات، وفي ساعات الظلام يتراجع الانتاج بين سبعة إلى ثمانية آلاف ميغاوات”.

وفي حال تلاشي قدرة الطاقة الشمسية من الشبكة، فان ذلك يستدعي تنشيط الوحدات ومحطات القوى الحرارية والمائية لتعمل بسرعة عالية، لتكفل استمرار تشغيل البنية الأساسية وتوفير مزيد من الإضاءة وضمان عدم انقطاع التيار الكهربائي. وستجري محاسبة المستهلكين على الطاقة الاحتياطية من طريق مصروفات استعمال الشبكة.

وتقول تقديرات مؤسسة “انيرجي برينبول” للتحليل في برلين، إن “الكلفة الإضافية غداً ستصل إلى ثلاثة ملايين يورو شهدة بتكلفة الموازنة، ومدفوعات منتجي الطاقة الشمسية إذا تم فصلها. أما محطات القوى الكهربائية في أرجاء أوروبا، الأقل تأثراً من ألمانيا، فاتخذت استعدادات منذ أشهر عدة، إذ أعدت تجهيزات للاتصالات، ومعدات للتدريب وتخطط إلى زيادة أعداد العاملين.

وتشير التوقعات الحالية إلى غياب سطوع الشمس شمال ألمانيا، بين الساعة 08:30 و 11:00 بتوقيت غرينتش بما يصل إلى 83 في المئة.