5كلمة حرة

توم وجيري، بقلم خالد ياسر

مسلسل كرتوني رهيب بل ومن اشهر المسلسلات الكرتونية التي انتجتها الدول الامبريالية واكثرها انجذابا..فعلا.

10435119_1469093270035493_2166902033733459701_n

من منا لم يشاهد هذا المسلسل وبرغبة .. ليس في صغره بل ايضا في شبابه وهرمه..كم نستمتع به ونضحك، فهو فكاهي ومسلي جدا، وهنا مربط الفرس..كيف استطاعات الدول الامبريالية في صناعة مثل هكذا اعمال من خلالها قلبت الحقائق وزينت الشر وجملته على حساب الخير الذي قبحته.

من منا لا يعرف مدى الخراب الذي يمارسه الفأر بحياتنا اليومية، حتى انه بالشكل مثير للاشمئزاز ويثير خوفا لدى البعض، ومن منا لا يعرف ان القط جميل بشكله وطباعه، الا في حالة توم وجيري تنقلب الموازين. ونضحك على القط بسبب ما يعانيه من مكائد الفأر بل ونشارك الفأر بدهائه وخططه كي يتغلب على القط. هكذا يكون الغزو الفكري والاعلامي لمجتمعاتنا من قبل الدول الامبريالية والاستعمارية منذ نعومة اظافرنا مرورا بشبابنا وهرمنا.

صناعة الاعمال الفنية من قبل تلك الدول، من اصغرها لاكبرها من اجملها لاقبحها من افرحها لحزنها، كانت ولا زالت تقدم رسائل غزو بابشع الصور المحسنة والمجملة .

نرى اعمالهم والعابهم التكنولوجية في حرب العراق وافغاتستان، والادغال. نراها كيف يصورون لنا اهل فيتنام وحوش ضارية مع انهم اهل حق، وكيف يظهرون لنا ان محاربتهم كانت حق لانهم ملائكة السماء على الارض، نرى كيف صوروا افريقيا بكاملها شعب جاهل متخلف رجعي لا يستحق الحياة. وان استحقها عليه ان يكون ذليلا وعبدا حقيرا لاسياده.

نرى كيف زرعوا فينا نحن العرب اننا شهوانين وظالمين للمرأة ومتخلفين. ان الغزو الفكري والاعلامي..صور لنا ان من يملك المال والسلطة هو فقط من حقه ان يسود ويحكم ويقود ويتكلم. ممنوع على الاخر ان يعترض ولو كان على حق والا سيلقى قوى (العدل والديمقراطية والخير) بالمرصاد، فاصبحت مجتمعاتنا تابعة تدين بدين التقليد والتبعية، تسعى للحكم بالتسلط والعبودية والتشويه والفساد، وقمع الرأي والتصلب بالمواقف والانانية شعارا للاصلاح . حتى وصل هذا الغزو للاحزاب والعائلات والافراد، الا من رحم ربي،  فمن ملك مالا وسلطة ملك القلوب والعقول واصبح الامر الناهي باسم الحرية والرب، وقد استعمل البعض الجسد للوصول لمآربه اما بالعطاء او بالابتزاز. لقد سلبوا منا حرية الاختيار وحددوا لنا الخيار، ومنا من تقبل ذلك عن قرار.

الغزو الفكري لم يشل البسطاء فكريا بل تعدى ذلك بانه جعل من بعض المثقفين اداة هدم وخراب لانهم تشربوا ثقافة الانا الصح والصواب، لا بد لنا من المراجعة لكثير من المفاهيم الخاطئة التي ارادوا لنا ان تكون دينا نعتقده ولا بد للشرفاء من مواجهة ومحاربة هذا الغزو اللعين الخطير الاقوى والاخطر من قوة السلاح، والا سنبقى مجتمعات من العالم الثالث حتى وان قلدنا واطعنا القوى الاستعمارية بكل ما تريد. لان الباطل باطلا وما بني على باطل فهو باطل وطبيعة البشر ترفض ما يخالف فطرتها حتى وان استسلمت وقتا كبيرا لذلك والا سيسود الظلم والظلام وسنبقى في دائرة العنف واللاسلم اهلي واقليمي، وسيبقى الصراع وتنفجر الاوضاع اكثر واكثر ويحصل ما لا يحمد عقباه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *