3كلمة حرة

يا ليلة العيد “انستينا وقلبتي المواجع فينا” ، بقلم ضياء حاج يحيى

من مذكرات طيباوي في ليلة العيد ، يكتبها في احد المقاهي الجانبية للمدينة “ليلة العيد”.

tnIMG-20141005-WA0061

تعيش الطيبة هذه الليلة ” ليلة العيد”، حالة استثنائية ، حشود الناس تغلق الشوارع، كانهم في “الصفا والمروة” اسراب اسراب، تغدو وتروح، وكلٍ منشغل بذاته .

ليلة العيد : وجوه طافحة بالحلم بما هو آت ووجوه ضاحكة ، ووجوه مبتسمة واخرى حزينة واخرى دون اي تعبير، نفوس تريد تفريغ الطاقة الزائدة من اوجاع لا تاتي الا في ليلة العيد .

ليلة العيد كافيه ان تعيد للشباب المتامل ما فقده وقت اللزوم والجد ، ومن تجاربي السابقة مع ليالي العيد ، اسال نفسي دائما ، هل للفرح معنا اخر عندنا ؟.

الطيبة الان الساعة 22:00 من منطقة “ابو صالح” الى منطقة البنوك اخذ من الوقت بالسيارة لا يقل على الـ 50 دقيقة اي من الطيبة الى بئر السبع تقريبا ، الشوارع مزدحمة والاجواء جميلة ، هنالك مهرجان وهنالك العاب وهنالك معرض وعروض ومسيرة ، كل يتجه الى هواه والكل مسرور.

الساعة الان ال 1:30 من مقهى طيباوي متواضع في هذه اللحظة للقهوة طعم اخر ، وانا جالس عند شرفة المقهى اسمع تفوهات من السكان بهمس ، هذا ليس عيد، هذا شيئ مخزي، هذا يوم حزين .

جلس بجانبي صديق في اوائل الخمسينات من عمره ، وسالته عما يجري ، فاجاب بنبرة مقلقة وهادئة ، :”اني اشتاق الى الطيبة واقسم لك اني في طريقي الى هنا، وانا ابحث عن ابتسامة استاجرها هذه الليلة فقط ، واعيدها ما رايك ؟” وضحك ، واومأت براسي متفهما لحاجته .

الساعة الان 2:30  بشكل مباغت لم تقف صفارات الاسعاف ولو لحظة الامر مقلق ، تتراكض سيارات تمشي بسرعة طائرة، شباب ثمل حتى الاغماء (تقحيطات في الطرق) ، وشباب يتجمع ويغلق الشارع ، اقتربت قليلا وكل ما في الامر ، “طوشة” جماعيه بين شبان ، حدث هذا في منطقة البنوك  ليلة العيد ، سكاكين وعصي ومسدسات ، محلات اغلقت خشية على زبائنها واصحابها انفسهم، هرولة ركض صراخ واناس تركض خلف  اناس ، وشباب يصفق لتقحيطات السيارات وكانهم ابطال ، هذا هراء لقد اقلق هؤلاء ليل المدينة وزرعوا الخوف في شوارع كانت قبل قليل مضاءة وضاحكة ، وافسدوا فرحة السكان في ليلة العيد ، مشاجرات استمرت حتى الساعه ال  3:45 عندما اصيب شابين اثر اطلاق نار عليهم ، وسالت الدماء بالمجان ، ما الذي اصاب الناس؟ ماذا حل بالمدينة ؟

 الساعة الان الخامسة صباحا في فجر عيد الاضحى المدينة هادئة نسبيا ويمتلكني شعور بان حرب ما حصلت في المدينة والكل ينتظر الى متى تنتهي .

 الساعة الان 5:45  اسمع اصوات صكيك لابواب حديدية ، وهذا يعني ان محلات ستغلق غير ان هناك محلات رغبت بالبقاء .

لم يبق على  شرفات المقاهي الا من يتقنون التامل  وعمال  المقاهي .

تكبيرات  العيد قد هلت وغمرت المكان طمانينة واعادت البسمة الى قلوب اهل المدينة ، مناظر تخشع لها القلوب ، ام مع اربعة اطفالها يمسكون في ثوبها باتجاههم الى صلاة العيد ، شباب صبايا رجال نساء شيوخ  ، كلهم يتجهون الى العبادة ، الاعداد في تزايد ، هذا بعكس ما كانت عليه البلد قبل ساعتين من الزمن ، شتان بين هذا وذاك .

 بعد الصلاة التقيت باحد الاصدقاء وقال : كل وانتم بخير ، وان تكون البلد والامة قد تحررت من الجهل والفساد ، كم هو جميل هذا المنظر في صلاة العيد ” كم يلزمنا من الوقت يا صديقي حتى نعيد نتاج احلامنا …. كم يلزمنا حتى نضحك من القلب ” .

 كل عام وانتم بخير والبلد بخير والوطن بخير ، كل عيد ونحن بلا اوجاع فوضى وفساد ودماء .

 فيا ليلة العيد انستينا وقلبتي المواجع فينا ونسال الله ان يجمعنا على حب البلد والوطن وحب الناس والتسامح وحب الغير ويجعل هذا البلد امنا مستقرا.

‫3 تعليقات

  1. الى الطيباوي الناقد!
    شو في الامر من يظهر حاله؟
    اي مسووليه؟ شو ابادر؟ اتروح ازكط الزعران؟ هاي وظيفتي؟
    برعنانا انو بمسك الزعران وبعاقبهم ؟الناس ام الشرطه؟

  2. من يلوم الشرطه او بتحجج بالشرطه هذا بس عشان يتكلم ويظهر حاله ويبعد عن نفسه المسؤوليه كل شخص الي بدو يعمل شي يبادر بنفسه مش يتحجج

  3. وهذا المر ان دل على شيئ انما يدل على شباب صايعه وانا شخصيا الوم الشرطه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *