2كلمة حرة

” كلمة لا بد منها”، بقلم د. حسام عازم

ان آفة العنف التي تغمر مدينة الطيبة ، وجرائم القتل المتواصلة التي اجتاحت بلدنا تتطلب من كل اهالي الطيبة الوقوف في وجه هذه الوباء الفتاك .1 (284)

تعيش الطيبة هذا الواقع منذ اكثر من عشر سنوات ، جرائم كثيرة راح ضحيتها العشرات من أبناء بلدنا، مسلسل دامي يتنافى مع كل القيم الانسانية والأخلاقية والدينية .

قتل الشباب مستمر، الشرطة لا تحرك ساكناً، مع انها من المفروض المسؤولة عن حفظ أمن وأمان المواطنين ، وايضاً تقصير وسكوت غير مبرر منا كأهل هذا البلد.

مقتل المربي يوسف شاهين “رحمه اللة” داخل حرم التعليم أثناء تحضيريه للسنة الدراسية وإمام بعض أعضاء الهيئة التدرسية ما هو اﻻ جريمة نكراء هزت اهالي الطيبة أجمعين، فاصدروا صوتا مدوياً وحدوياً صادقا يصرخ بوجه ظاهرة العنف والقتل بشكل عام ، صوت يقول لا وألف لا للعنف. لا يمكن الاستمرار بهذه المأساة الانسانية البغيضة. صرخة مدوية ثارت على إثرها ثائرة اﻻهالي، الأحزاب السياسية والجمعيات الجماهيرية والشبابية ليقوموا بتنظيم عدة نشاطات احتجاجية، شارك فيها الألاف من نساء، رجال، شابات وشباب الطيبة الخيرين، وهم الان بصدد بناء برنامج مستقبلي يحارب العنف على اشكاله.

الامر البارز الإيجابي في هذه النشاطات هو وحدة الصف الطيباوي ضد العنف ومطالبة الشرطة بالقيام بواجبها في لجم غول الجريمة والنشاط المتواصل في مسارات مختلفة .

والأمر الاخر البارز السلبي هو تغيب أعضاء الهيئات التدرسية من هذه النشاطات ، فلم يشارك اي مدير/ة مدرسة ولا اي مدرس/ة في المظاهرات الثلاثة الاخيرة التي كانت امام مقر محطة شرطة “كيدما”. كما ولم يشاركوا في الندوات والاجتماعات التي عقدت في الفترة الاخيرة ، لا المهنية ولا الجماهيرية. ( للتنوية فقط ، شارك بعض أعضاء الهيئات التدرسية في المظاهرتين(08/30 و09/01) بعد مقتل المربي يوسف شاهين وبعدها لم يشاركوا ).

كيف يمكن تفسير ذلك ؟ واين اختفى نساء ورجال التربية والتعليم في هذه الأوقات العصيبة التي تمر فيها بلدنا ؟

الم يقتل زميلكم بالمهنة في داخل المدرسة ؟

الم يقتل شبابنا بالشوارع !؟

سمعناكم بعد الجريمة ترفعون شعار لا صمت بعد اليوم ، ومن بعدها صمتم !!!

نحن نرى ان دوراً اساسياً في محاربة ظواهر العنف يقع على عاتق المدارس والمربين، على المعلمين ومديري المدارس ، على وزارة المعارف .فهل حقاً تقومون بواجبكم في هذا المجال ؟

سؤال نسمعه من الكثير من الشباب ، من تلاميذكم ، من الأهالي ومن الكثيرون ممن يهمهم امر هذا البلد !!

لا شك عندي بان معظمكم يقدم الكثير الكثير داخل جدران المدارس ، ولكن في هذه الأوضاع البلد تحتاجكم باكثر من موقع فحري بكم ان تكونوا مع أبناء بلدكم في كل ساحات النضال، ان تكونوا سند للأهالي ومرشدين وموجهين للشباب . ان تكونوا مثاﻻ مشرفا يحتذى به.

كلمة كان لا بد من قولها ونقد بناء كان لا بد من طرحه من اجل المصلحة العامة من اجل الطيبة ومن اجلنا جميعا ، لانه فقط معاً نستطيع حماية بلدنا والنهوضبها من جديد .

د. حسام عازم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *