3كلمة حرة

امنية… هي جرح فلسطين النازف، بقلم: جهاد بلعوم

“امنية… هي جرح فلسطين النازف..هي طفولتها بالامها وامالها . مجموعة قصصية برؤية جديدة …تجمع ما بين القصة والشعر المعاصر امنية طفلة تعشق الحياة , تفرد جناحي شعبها وتطير بهم صوب الحرية . تقص لنا رؤيتها لواقعهم بعيون اطفال فلسطين “.

ذلك الغد القادم على صهوة فراش, يطير ويطير صوب الشمس, وحين يتعب يطير ثانية, كاليراقة يتفتح, كالشروق يعلو فوق دموع الليل, رحماك يا وطن العندليب, اعَدَدْتَ كم بستانا قد نحرت !, وكم كبوة فرس قد جمعت في محراب البنفسج! , دعنا نتقدم خطوة اخرى تقول, ثم تغمض عينيك وتضم شفتيك علّ الفجر القادم من عمق السماء يصفع خيالك بصور من جنة الشهيد, تقبل جبينه وتخبره ان امنية ما زالت تجلس على عتبة الباب, ترمق المارة من امام بيتها بعيون فلسطين.

تراقب قدوم ذاك الغريب

وحين تراه

تشير اليه بسبابة الشهيد ثم تردد :

ذاك الغريب يحتضن البكاء

يحترق مثل غصن جاف

يغمض عينيه خلف التلال

ينشد الحرية بصمت ليسمعنا

يستقطب حلم يغفو على كفيه

يخترع اللقاء

يتعثر في ارض بعيده

تدوسها اقدام الفقراء

يموت معلقا على اكتاف الجبابره

ثم يحيا راكعا كالجنين

كاشراقة البدايات

يقطف وردة تسقى بماء المشيمة

يغفو خلف ضوء منحنِ

هاربا من جنازة عتمته

قل لي من انت ايها الغريب

من انا

قل لي يا بكاء طفل يٌلقي برأسه

على صدر حبيبته

تحت سماء حزينه

احملني وادفنّي فوف ارض الميلاد

انظر الى يدي تتوغل في مشاهد البكاء

تعزف نغمات مزيفه تسافر في السماء

تبحث عن الفردوس المفقود

ايها الغريب ابتسم

علّي اشاهدك بأجمل صورك

كي يمزقني الحنين اليك

ابتعد ايها الغريب عن ذراعي

حتى الوح للوطن

كي لا تموت امنياتي

هذا صوتي

وهذه سنبلتي العاشقه

وهذه تجاعيد وجهي

بزيتونها ولوزها

وهذه رسالاتي عالقة بجباه الشهداء

وتلك حكايا الخيام ستهبط

حين يحل المساء

فاين الصباح بين هاتيك وذاك

اقترب ايها الغريب حتى احدثك من انا

انا النداء

انا الصبح القادم

ممتطيا مدن الابطال

انا طفلة تسافر صوب الشمس

على متن طائرة ورقية

مبللة بدماء الشهداء

انا حيفا

انا يافا

انا عكا

انا دمعة امي

واحلام هؤلاء

وانت الشاهد على عري الدماء

وعلى خيانة النداء

من المجموعة القصصية “امنية” جهاد بلعوم

tnSAM_8700

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *