3كلمة حرة

رسالة من القلب، بقلم: ياسر ناشف

 لا شك ان رسالة المعلم للمجتمع فيها مكانة تستحق التقدير والاحترام والاعتزاز بل واكثر من ذلك بكثير.


فالمعلم هو مربّي قبل ان يعلّم وياخذ لقب التعليم بعد ان يقال عنه مربي ويترك فينا بصمة لا ننساها منذ اللحظات الاولى في مسيرته معنا اما ان تكون ايجابية وهي بالمعظم كذلك او سلبية نادرا ما تحدث.

لقد قيل في المعلم كثيرا عند من فهموا قدره ومنحوه ما يستحق فمنهم من قال “قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم ان يكون رسولا” ومنهم من قال “من علّمني حرفا كنت له عبدا” ولا شك ان في بعض الدول المتقدّمة تعطي للمعلم اهمية كبيرة جدا من الاحترام والتقدير ناهيكم عن الاجر العالي الذي تكافئه به وحوافز وتسهيلات قد تساويه برئيس سلطة محلية ونائب بالبرلمان وقد يكون اكثر من ذلك.

فالمربي المعلم يستحق منا ذلك فهو. مخرّج الاجيال وصانع المستقبل وهو من تتلمذ على يديه العلماء والاطباء والمحامين والمهندسين وشتى الالقاب الاكاديمية والمهنية والحرفية ,فهو اكثر الناس احتكاكا بالاجيال وتاثيرا فيها على مدى الحياة. فان تم تبجيل واحترام هذا الانسان واعطائه قدره الذي يستحق فسنجني ثمار اجيال قادرة على التطور والتغيير والنهوض حاملة بجعبتها الكثير من الايجابيات التي نفتقر.

لا شك ان بعض ممن امتهنوا سلك التعليم في زمننا المعاصر كان الهدف عندهم لقبا واجر ,ولكن هذا لا يعطّل دور الاخرين منهم ممن اثروا على انفسهم حمل الامر كرسالة اولا وقبل اي شيء.

نعم هناك مساوئ لبعض المعلمين ولكن مع سلبيتهم هذه فهم اكثر تحملّا منا للعبء فاولادنا يقضون معهم وقتا طويلا وهذا بذاته حمل ومسؤولية كبيرة لا يستطيع الجميع تحمّل هذا الضغط.

فانظر للمعلم وهو يحاول ان يعطي معلومات لتلاميذه وهم بغرفة واحدة وتحوي اكثر من ثلاثين طالبا من عائلات مختلفة واحياء متباعدة وكل منهم جاء من  بيئة مختلفة وكيف يستطيع ان يوازن بينهم,لا شك انه عمل مضني ومتعب وشاق لا بد لنا من شكرهم عليه وان قصرّوا في بعض الاحيان.

التعليم شيء عظيم وامانه ثقيلة تسترعي الاهتمام من شرائح المجتمع ومن اصحاب القرار ومن نشطاء قادرين على التأثير,,فإن وجد قصورا هنا وهناك على الجميع ان يتكاتف لاحتواء ذلك من خلال مبادرات وورشات تأهيل وتوعية وتقديم حلول,ليس فقط من اجل الطالب وانما ايضا لراحة المعلم المربي.

بالنهاية المدرس انسان كالجميع له مشاعر واحاسيس وظروف وعائلة وحياته الخاصة والعامة.

ان مجرد دخولك للمدرسة وبالتمعن جيد في الغرف الدراسية وكيفية القاء المعلومات من المدرسة للطلبة يجعلك تقف مذهولا كيف يستطيع ان يضبطهم والزامهم بالصمت والتلقي والتفاعل وانت نفسك ايها الوالد لا تستطيع,ضبط اثنان او اكثر او اقل من ابنائك لنصف ساعة,,,?
انا لا اقول بان المدرس منزّه عن الخطأ والتقصير وبما انه اختار هذه المهنة فعليه ان يتحمل المسؤوليه ويؤديها بأمانة وعلى اكمل وجهه. لكن ايضا مع بحث الجميع لراحة التلاميذ ببرامج منهجيه وغير منهجية لما لا يكون هناك برامج تخفف الضغط عن المعلم وتعطيه فرصة للابداع والعطاء كما يجب.

لماذا اصبح واجبا وقانونا ان يكون في كل غرفة تدريس ثلاثين طالبا او اكثر ولماذا يلزم المدرس بتعليم اكثر من مادة لنفس الطلبة او لغيرهم. لماذا لا يكون هناك مدرس لكل مادة ولما لا يتم تخفيف الضغط عليه بتقليل عدد الطلبة بغرفة التدريس,,? هل لا تتوفّر ميزانيات لبناء مدارس وتوظيف مدرسين ومدراء ام ان هناك ما يستوجب هدره من الميزانيات احق بذلك,,? لما لا يكون بدل المدرسة خمسة وبدلا من المعلم عشرة ولما لا يتم تقسيم المراحل بالتساوي,,?فكم الحال بالمرحلة الثانوية هناك ثلاث مراتب وهي العاشر والحادي عشر والثاني عشر وكذلك بالاعدادي سابع وثامن وتاسع لما لا نبتكر بان يكون هناك ابتدائي سادس وخامس ورابع وتمهيدي حيث يكون ثالث وثاني واول ? لماذا نعتاد على امور وتصبح قانون غير قابل للتعديل.

ان السعي لتطوير التعليم لا يكمن فقط في المناهج والتي حدّث عنها بلا حرج ولا ببرنامج اليوم المطّول وفعاليات هنا وهناك انما باصلاح بنيوي شامل يعم الجميع معلمين وطلبة واماكن ومناهج واساليب ومباني.

‫2 تعليقات

  1. المشكلة أخ ياسر بدأت فينا واحنا اليوم منتحمل النتائج, بكل انتخابات كان محسوبيات وكل رئيس كان يبحث كيف بدو يعطي هاض او هضاك تعويض عشان انتخبوا والنتائج؟
    فش اراضي ينبنى عليها! كلشي بسببنا! مش لازم نلوم الدولة قبل ما نلوم انفسنا , حتى المشروع الثقافي الذي جند له الدتور احمد الطيبي حوالي 8 مليون شيكل مش راح ينعمل , منسأل حالنا ليش؟ لانو فش اراضي! وبرضو قبل 10 سنين القاسمي كانت لازم تنبنى بالطيبة وبالاخر شو صار؟ بنوها بباقة للاسف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *