كلمة حرة

انا مش غيري، بقلم: ياسر ناشف

ابعد عنه ابوه سيء وامه كمان واذا بدك لابعد من هيك خاله وعمه،، هذه آفة من آفات مجتمعنا التي انتشرت في عصر التجهيل القصري والطوعي منذ بداية القرن العشرين ولا زالت،،، وكثيرة هي الامثال التي ضربت في هذه الحالة،،،

كأن يقال سلتهم ولسابع جد واقلب الجرّة ع ثمها وفرخ البط عوّام ،، وهنا اتسأل وكثيرون ما ذنب البنت او الابن في ان يتحملّوا اخطاء والديهم او اقاربهم,,هل منا من يملك ان يحدد من هم اهله ام اننا ولدنا وقد كنت ابنة وابن فلان المحترم او الغير,,ما هو ذنب الابناء اذا كان الاهل خيرين او شريرين وعليه يتم الحكم بان اكون ايجابي او سلبي في مجتمعي,,النصيب والقدر جعل من والدي ان يكون ذو سمعة طيبة وله من العمل والاخلاق ان يرفع من شأنه ووالدتي كذلك او اكثر ,,فهل هذا يجعل مني ذو شأن في المجتمع وقد اكون مختلفا عنهم وعن اقاربي فيما يحملون من صفات ايجابية وباتجاه معاكس قد يكون والدي يحملون كل الصفات والاخلاق السيئه او احدهم او هكذا يتصف اقاربي وانا مختلف عنهم ,,فكيف تحكمون علي بالابتعاد عني? ان كنت تريد لي ان اتصف بكل ما هو جميل كيف لك ان تحذّر الاخرين من الاقتراب مني,,صحبتي والزواج والمشاركة والزمالة,,كيف وقد كان الرسول (ص) عمّه ابو لهب ?! كيف سننتج شعبا قادرا على قيادة التغيير والاصلاح وانت نفسك تشجع الاخرين ممن كان قدرهم بان اهليهم يتصفون بالسؤ وهم لا يريدون ان يقلّدوهم!?

صحيح وانا مع هذا الشعار ان نبعد انفسنا وابنائنا ومن لهم حق علينا على الابتعاد عن رفقاء السوء ,ولكن هنا مربط الفرس بحق,,رفقاء السوء وهذا الرفيق يحكم عليه بتصرفاته واخلاقه وتعاملاته هو ذاته وليس وليّ امره واهله.

كلنا يعلم بأنه (ولا تزر وازرة وزر اخرى) فلما نناقض انفسنا وما اوصانا به خالقنا ونحلل ونحرّم على اهوائنا,,!

لما نظلم الاولاد بجرم اهليهم ولما نقف حجر عثرة امام ولد او بنت شب او صبية اما مستقبلهم وننغص عليهم معيشتهم ونجبرهم بالبقاء في قبو اهلهم الذي يرفضونه ولم يتقبلوه,,الا انهم مغلوب على امرهم كونهم ولدوا في بيئة لم يختاروها,,!.

ان معيار الفرد في المجتمع يقاس بما هو يمثله نفسه وبما يحمل من اخلاق واعمال واقوال وسلوكيات وبالتالي لا يحق لاحد التبّلّي على احد لمجرد الاهل,,,?

كثيرون في مجتمعاتنا سيئون ويحملون سلبيات داخلهم ولمجتمعهم ولكننا نغض الطرف عنهم كونهم ينتمون للعائلة الفلانية او يحمل والديهم واهليهم القابا اكاديمية او سلطوية او مادية ,,فعار على مجتمع ان يحارب او يتقرّب من الاخرين ليس لكونهم هم بل من اجل اهلهم واقاربهم.

المجتمع مليء بالخير والشر وليس محصورا بشخص او اشخاص وعليهم اغلق الباب ,,فقد يكون بداخل هذا البيت من هو اصلح واطهر وانقى واوعى ممن خارج هذا البيت.

لا احد يستطيع ان يختار اهله ابدا ولكن الكل يستطيع ان يختار كيف يكون في مجتمعه ومن باب اولى والاصح ان تفتح الابواب على الجميع والتعامل مع الجميع ومن ثم نبدأ بغربلة وتمحيص النافع من الضّارّ .

كلنا مطالبون بذلك وبتحمل تغيير هذا النهج من البيت الى المدرسة الى العمل والاحزاب والى الجمعيات الناشطة وشخصيات مؤثرة.

احكم على الفرد بتصرفاته هو نفسه ولا تطلق الاحكام المسبقة عليه لمجرد كونه ابن من وينتسب لمن,,وعامل الجميع بايجابية في كل مكان وحاول اصلاح الفرد وبالتالي الاسرة والمجتمع لنكن مجتمعا صالحا يحمل الايحابية وينشرها للاجيال المتعاقبة.

عندها نكون مجتمع صالح وايجابي وقادر على النهوض يحمل بين افراده الصفاء والنقاء وتربطه المحبة والشراكة والتعاون.

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *