3كلمة حرة

فصل دراسي متميز .. كيف يكون؟، بقلم : د. سائد حاج يحيى

ها قد مضت الإجازة الشتوية سريعا، وعاد الطلاب من جديد يتجهزون لاستقبال فصل دراسي جديد، وكلهم أمل في أن يكون فصلا متميزًا وسعيدًا.. وهو لن يكون كذلك إلا إذا علت الهمم، وأفاقت القلوب، وأخذ الآباء والأمهات بالأسباب المؤدية للتميز والنجاح لهم ولأبنائهم، وصدق القائل:

ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها إن السفينة لا تجري على اليبس. عن كيفية قضاء فصل دراسي متميز فنقول: كُلِّفَ الإنسان أن يراعي ربه فيما أُسند إليه من مسئوليات ومهام، ومسئولية الأبوين، معلومة للقاصي والداني من رعاية الأبناء والقيام على أمورهم بما فيه مرضات ربهم ورفعة أبنائهم وبناتهم. وقد قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ) وقال صلى الله عليه وسلّم –كما في الحديث المتفق عليه عن ابن عمر رضي الله عنهما-: (ألا كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته، فالأمير الذي على الناس راع، وهو مسئول عن رعيته، والرجل راع على أهل بيته، وهو مسئول عنهم، والمرأة راعية على بيت بعلها وولده، وهي مسئولة عنهم، والعبد راع على مال سيده، وهو مسئول عنه، ألا فكلكم راع مسئول عن رعيته)

ومن المهارات والفنون التي ننصح بها الآباء في تعاملهم مع الأبناء كي يسعدوا بفصلهم الدراسي ما يأتي:

1ـ بث الأمل والتفاؤل والشعور بالقدرة على التميز والنجاح، وكما يقولون:

كن جميلا ترى الوجود جميلا، وابتسم للحياة تبتسم لك الحياة، وكل ما نريده في بداية هذا الفصل أن نمتلأ وأبناؤنا أملا في هذا الفصل وأنه سيكون أكثر عملا وروعة وتميزًا لأبنائنا بمشيئة الله تعالى.

2ـ ينبغي أن نزرع الثقة وننميها في الأبناء:

ونحن في بداية فصل دراسي جديد، ومن بين وسائل زراعة الثقة في الأبناء – كما ذُكِر في الدراسات التربوية والاجتماعية- الآتي: ـ امدح طفلك أمام الغير. ـ قل له:(لو سمحت) و(شكرا ). ـ عامله كطفل واجعله يعيش طفولته. ـ ساعده في اتخاذ القرار بنفسه. ـ اجعل له ركنا في المنزل لأعماله واكتب اسمه على إنجازاته. ـ اسأله عن رأيه, وخذ رأيه في أمر من الأمور. ـ ساعده في كسب الصداقات, فان الأطفال هذه الأيام لا يعرفون كيف يختارون أصدقائهم. ـ علمه أن يصلي معك واغرس فيه مبادئ الإيمان بالله. ـ أجب عن جميع أسئلته. ـ أوف بوعدك له. ـ علمه كيف يعمل ضمن فريق. ـ عرفه بقوة البركة وأهمية الدعاء. ـ أفصح عن أسباب أي قرار تتخذه. ـ كن في أول يوم من أيام المدرسة معه. ـ ارو له قصصا من أيام طفولتك. ـ لا تهدده على الإطلاق. ـ أعطه تحذيرات مسبقة. ـ علمه كيف يواجه الفشل. ـ علمه كيف يستثمر ماله. ـ شاطره في أحلامه وطموحاته وشجعه على أن يتمنى. ـ علمه عن اختلاف الجنسين بين الذكر والأنثى من وحي آيات القرآن الكريم. ـ علمه كيف يتحمل مسؤولية تصرفاته. ـ اعتذر له عن أي خطأ واضح يصدر منك. ـ اجعل له يوما فيه مفاجآت سارة. ـ عوده على قراءة القرآن كل يوم. ـ أخبره أنك تحبه وضمه إلى صدرك, فهذا يزرع فيه الثقة بنفسه ولا تتردد في أن تكون صديقه.

 3 – الرؤية الراشدة للمستقبل:

ازرعوا في أبنائكم أيها الآباء الطموح في المستقبل والنظرة المستقبلية، لا بد أن نعدهم بهذه الطريقة، كمثل طريقة هند بنت عتبة وهي تعد ولدها معاوية، عندما مرّ عليها رجل من قريش، فقال لها وهي تلاعب ولدها معاوية: (إني لأتوسّم يا هند أن يسود ولدك هذا العرب، فقالت: ثكلته أمه إن لم يسد الدنيا كلها) وكمثل أم محمد الفاتح وهي تربيه على أنه الأمير الذي سيكبر يوما من الأيام ويفتح الله على يديه القسطنطينية ويكون خير الأمراء وكان محمد السلطان العثماني بن مراد الثاني السلطان والأمير العثماني…

إنها الرؤية للمستقبل، لماذا لا نربي أبناءنا على أن يكون منهم أشهر مهندس مسلم في العالم، وأن يكون منهم عظيم الكيمياء أو المبدع العربي المسلم الذي ليس له مثيل؟ وهكذا فلنربي أبناءنا على هذه المعاني والرؤية المستقبلية؛ حتى إذا ما بدأ مذاكرة أو اجتهاد كانت الدرجات العليا له في الدنيا وإن شاء الله يقودك أيها الأب وأنت أيتها الأم إلى الدرجات العلى في الآخرة.

4ـ التخطيط والجدولة:

من الأهمية بمكان أن تخطط الأسرة المسلمة للفصل الدراسي الجديد؛ فليس هناك أهمّ من أبنائنا نخطط لهم ونساعدهم في رسم طريق حياتهم بصورة سليمة، ينبغي عمل جدول تنفيذي للأعمال والمهام المدرسية والدراسية والاجتماعية والترفيهية كذلك، ولا مانع من كتابة ذلك ووضعه في غرفة الأبناء والبنات، كل على حده.

5ـ اختيار صحبة الأبناء:

عليكم أيها الآباء ألا تتركوا أبناءكم في مهب الريح يخطفهم أصدقاء السوء يمينا أو يسارًا، لا بد من مراقبتكم لأصحاب أبنائكم، ولن يتحقق ذلك إلا إذا صاحبتم أبناءكم، مصاحبة وصداقة حقيقية في المذاكرة واللعب والعواطف والمشاعر والاحتياجات.

علّموا أبناءكم جزاء الصحبة الصالحة وأثرها عليهم في الدنيا والآخرة، لا سيما في الدنيا: ذكر لله ولقاء على طاعته وبشرى أمل ونجاح وتفوق وتميز ورفعة اسم أمام الناس، وخلق فاضل، وود ومشاعر طيبة. وبينوا لهم مخاطر الصحبة السيئة ومخاطرها عليهم في الدنيا والآخرة، وذلك من خلال القصة التي لها أثر رهيب على النفس البشرية.

ونختتم حديثنا عن الفصل الدراسي المتميز: هكذا يمكننا أن نحول الفصل الدراسي الجديد إلى فصل جهاد ونجاح وتميز وتفوق بإذن الله تعالى وفوق هذا وذاك لا ننس الإخلاص والمراقبة لله تعالى وضرورة زرع التواضع في أبنائنا وبناتنا والشعور بنعمة الله تعالى علينا، وشكران هذه النعم باستخدامها فيما يرضي الله تبارك وتعالى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *