3كلمة حرة

مش فلسفة، بقلم : ياسر ناشف

نعيش ونحيا سوية ولكن الخصام والشجار طاغ في انفسنا ويحرقنا ويجعل من حياتنا احزانا واوجاعا وهموما وكل هذا سببه هو تخلينا عن انسانيتنا التي نعتنا بنا الخالق الصانع الواجد عزوجل.

ان علاقتي بالآخرين عليها ان تتسم بشروط المصنّع ومواصفات صممها لنا ومقاييس ومعايير مخصصة حتى يبقى المنتوج صالحا ومفيدا وبجودة عالية. نعم فالمصنّع او الصانع هو الخالق وخالق كل شيء وهو الخبير بحالنا واحوالنا ، فلماذا نصرّ على الشذوذ عن قواعد السلامة.

ايها الانسان: هذا هو اللقب الذي تحمله سواء كنت عربيا او اعجميا ابيض او اسود وبالنهاية وبعد الخلق ارجع اليك برابط الابوة ، فاخاطبك يا بني آدم ؟! ان كوني اعيش معك على نفس الكوكب وهو الارض والتي هي المنشأ والرحيل وكوني واياك نحمل لقب الانسانية ومن بني ادم ولنا رب واحد خالق واحد صانع واحد ، فهذا يلزمني واياك بالمحبة والشراكة والتعاون لتستمر الحياة كما نحب. اختلافي معك بالدين والرأي والفكر لا يعطيني واياك حق المخاصمة والمحاربة والاحتقار والظلم والتهجم ، كيف وقد اعطانا التوجيه الرباني وهو المصنع بان باختلافنا كقبائل وشعوب انما كانت للتعارف والتوادد والتعاون مهما اختلفت بلادنا والواننا والسنتنا بلغات ، فلما نسير عكس التيار ونخالف هذه البرمجة والتخطيط ؟ ان الاصل في الاختلاف في الفكر والرأي هو يكون لرؤية تحقيق الهدف بطريقة اصوب واصح وانسب حتى تسهل علينا حياتنا والعيش فيها برفاهية اكثر ، لا لان نتناحر ونقيم الدنيا فوق رؤوسنا وغيرنا لاختلافهم معنا. الاصل برضى او بغصب اننا امة واحدة مختلفين باشكالنا وافكارنا ولا غير ذلك الا من قبل منا بان يعبد الها غير الله الرب الصمد الفرد الاحد ، وهذا حسابه عند الصانع الخالق ، ان ديانة الدّيان لم تأت الا برسالة التسامح والمحبة والسلام والتوحيد مهما كان اسمها اسلامية ومسيحية ويهودية ولم تكن الا لتجمع لا لتفرّق وتشتت.

ان حبي للانسان نابع من انسانيتي وديانتي مهما كانت الا من بعض من آثروا على ان يكونوا عبيدا لحزب الحمار او الفيل وشاكلتهم من محبي الشرّ والاستعلاء والتكبر والتجبّر والظلم. ان العلاقة التي تربطنا مع الخالق هي علاقة خاصة ولا احد التدخل بها وقد بين لنا عز وجل بان الانسان مخير وليس مسيرا وبالتالي لا اكراه ولا اجبار في اتباع الدين اي دين رباني ، ولا يحق لاحد التطاول والقذف والتجريح بالاخرين وان كان على صواب في رسالته وفكره ومعتقده الا من تبيان الحقائق الدامغة لوجهة النظر والعقيدة دون تقزيم وانما بموعظة حسنة ولين بالقول.

حديثي هنا في علاقة الانسان باخيه الانسان والذي يدين بدين سماوي اما غير ذلك لا علاقة لنا بهم الا اذا اساءوا لنا ولمعتقدنا واعتدوا علينا، ويربطنا بهم تعاون ايجابي وشراكة من باعث الانسانية. ان الاصل في الوجود بعد العبادة للخالق هي عمارة كوكب الارض والعيش المشترك والتعاون لكل ما فيه خير وسعادة لنا جميعا لنحيا حياة كريمة بعيدة عن كل شر ما استطعنا الى ذلك سبيلا.

كلنا شئنا ام ابينا اخوة ونشكل مع بعضنا جسدا واحد فان قبلت ان تفسد او تعطل او تؤذي جزءا من جسدك فهذا يعني انك تسير عكس التيار وبالتالي اما اصلاحك واما مقاطعتك ونبذك.

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *