3كلمة حرة

تناقضات بين السطور.. بقلم: ياسر ناشف

فإن الموقف الإيجابي ليس غايه ولكنه إسلوب الحياة .. فالحياة مغامره وإن لم تكن كذلك بنظرك فستكون لا شيء على الاطلاق ..


قال لي التاريخ الحريّة لا تُمنح..

الحريّة تُؤخذ..

فهل آمنت بهذا…

يالله …

إنهم لا يفرّقون بين “الدين” و”رجل الدين” وبين “العَالِم” و”العالـَم” وبين “الإقدام” و”الأقدام”. والأسوأ من الأخطاء المطبعية: أخطاء الطباعة التي لا تتغيّر..

نحن أمة تعّودت على أن تكتب تاريخ ما يحدث.. ولم تتعوّد على أن تضع على الهامش نقداً – ولو قليلاً – لما يحدث. وليتنا كنّا نسجل ما يحدث..كما حدث.. بل إننا نسجله كما يريد صانع الحدث! ونريد حرية ونحن في المُدن .. ابتكرنا لكل شيء سجنا! حتى “الماء” محبوس في النوافير والمواسير.. وفي كل يوم نردد “لا فرق بين عربي وأعجمي..” وكل يوم – على النقيض -نسأل عن “فلان”: ما أصله؟! ونشكو من الواسطة، ونحن أول من يبحث عنها ونشكو من عدم نظافة المدن، ونحن الذين نحولها إلى سلة مهملات! نشكو من أخلاق الشباب المراهق، وننسى أنهم”تربيتنا”.

وقبلها ننسى مراهقتنا..حقيقة نتناسها ان كل ما حولنا لم يأت من الفضاء الخارجي..فنحن الذين قمنا بتشكيله بهذا الشكل. نعاتب”النظام” على بعض ما يحدث.. وننسى أننا نحن “المواطنين” جزء من هذه الأحداث، وشركاء فيها..نحن الشعب الوحيد الذي يصف الشحاد واللص بـ”الذئبوالثعلب” ونحن هنا لا نهجوه بوصفه بهذا الحيوان المفترس بل نمتدحه..لاننا نصفه بالذكاء والقوة..ترى ما الذي يجعل “نابليون” رجلاً عظيماً و”هتلر” رجلاً سيئا وطاغية؟ وكلاهما لا يجيد سوى الغزو وإشعال الحروب.إنهم المؤرخون.. وأشياء أخرى.

فاحصل على “مؤرخ” سيئ، تحصل على “تاريخ” جيّد..ان الكُره له أسبابه..الحب يأتي بلا أسباب..فالتبرير الوحيد للحب، هو: الحب نفسه.. اننا دائماً ما نردد على المستوى السياسي هذه العبارة: “لا نتدخل بشؤون الآخرين”.. و.. “ما يحدث في البلد الفلاني هو شأن داخلي، لا علاقة لنا به “.. سأقف بجانب هذه العبارة لو أنها كانت تتحدث عن ” الهنولولو ” مثلاً. ولكنني لا أستطيع هضمها إذا كان هذا البلد الفلاني ” هو: الناصرة أو سخنين أوالطيرة وقلنسوة أو كفرقاسم ويافا أواللد والرملة وعكا.

الوسط العربي عن بكرة أبيه وأمه أيضاً.. إن كان له بكرة صار يؤمن بأن”ما يحدث لا يعنيه” لهذا ترى الحكومة تلعب بكل”شؤونه الداخلية” وهو يتفرج.. وأحياناً يُصفّر ويصفق.. نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا.كن قدوة وقائد ومبادر و ليس ضروريا أن تمتلك أصدقاء كثيرون حتى يكون لديك شخصية جذابة.. فالأسـد يسيـر وحيــدا والخروف يمشي بين القطيع,,واخيرا ان الحياة هي ما تصنعه أفكارك منها … فإن الموقف الإيجابي ليس غايه ولكنه إسلوب الحياة .. فالحياة مغامره وإن لم تكن كذلك بنظرك فستكون لا شيء على الاطلاق ..ان لم تحمل معها معنى آخر ..فإن كانت تلك الحياة سوى مغامره وطريق وينتهي فاعمل ولا تجعلها تغلبك إغلبها فأنت تستطيع ذلك إنجز أشياء كثيره ولو كانت الحياة قصيره …فإن الإنجاز الحقيقي يكمن في إرادتك أنت للوصول إلى ما يمكن الوصول إليه ولو كان قليلا ….

‫2 تعليقات

  1. كل الاحترام اخ ياسر انت انسان مثقف ومتواضع وروعة في الكتابة الى الامام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *