ادم وحواء

هل بات الزوج ضحية تحرر المرأة وخروجها للعمل!

ساد اعتقاد في المجتمعات العربية قديماً أنّ المرأة خُلقت للبيت ورعاية الأبناء والاهتمام بالزوج. تجاهلت الأسَر أهمية تعليم الفتاة وتثقيفها، وكان همّها الوحيد تزويجها والإنتقال بها إلى حياة كانت هي معنى وجودها الأوحد بحسب هذه الأسر.

هل بات الزوج ضحية تحرر المرأة وخروجها للعمل!
هل بات الزوج ضحية تحرر المرأة وخروجها للعمل!

لكن مع تطوّر المجتمعات وانفتاح الحضارات على بعضها، بدأت الأسر تهتم بثقافة بناتها، مما أدى مع الوقت إلى تأخّر سن الزواج إيماناً بأنّ علم الأنثى سلاحها في السراء والضراء. بات همّ الفتاة الأول التعلم والخروج إلى سوق العمل وتحقيق النجاحات تلو الأخرى.

إلا أنّ هذه النجاحات أتت لدى بعضهنّ على حساب إحتياجات الأزواج ومطالب الأولاد، فأصبح معيار نجاح العلاقة الزوجية المستقبلية متوقفاً على رأي العريس ومدى تقديره لدور المرأة في الحياة وحدود قدرته واستعداده لمساندة نجاحها المهني.
فهل يكون شريك الحياة أي الزوج دافعاً لنجاح زوجته وتقدّمها وتميّزها، أم أنّه عامل إحباط وإفشال بالنسبة إليها؟

دراسة أوروبية
تفيد دراسة أوروبية أجريت مؤخراً أنّ توجّه المرأة الكبير وإندفاعها نحو العمل في شتى المجالات وتمركزها في مناصب عليا، أمر أدى إلى إضعاف هيبة الرجل أمامها وخصوصاً المرأة القوية. صار يتحاشاها في الكثير من المناسبات الاجتماعية، ويُظهر قلقاً من تفوّقها عليه، هو المعروف بقوته وجبروته وتسلطه.

وأكدت الدراسة أنّ حرمان المرأة من حقوقها لعصورٍ طويلةٍ وجهل غالبية الرجال في كيفية التعامل معها يعدان سبباً أساسياً خلف رغبتها في تحقيق الذات اليوم. بالتالي، أصبح تحرر المرأة من مخاوف بعض الرجال خصوصاً بعد إعادة توزيع الأدوار الاجتماعية على أسس جديدة وإن لم يكن هذا التوزيع متساوياً مئة في المئة في كل الدول.

التعاون مطلوب ولكن…
وتعليقاً على هذه القضية، خرج خبراء التنمية البشرية والإجتماعية للتأكيد على أنّ نجاح المرأة وتفوقها يتوقفان على طريقة تفكير الرجل وموقفه منها ونظرته إليها، وليسَ على تعاونه أو عدم تعاونه معها. الزوج المتعاون مثلاً يجعل الحياة أسهل، فلا يكون عائقاً أمام أداء زوجته لعملها.

لكن ما أوصى به الخبراء هو ضرورة الاهتمام واحترام طبيعة الرجل وخصوصاً الشرقي. إذا كانت الزوجة طموحة، ينبغي أن يكون طموحها متدرجاً وواقعياً ولا يتعارض مع طبيعة الزوج، والأهم أن لا تصل هذه الطموحات إلى درجة الأنانية وتحقيق الذات على حساب مصلحة الأسرة، وبالتالي الفشل في الحياة العاطفية والزوجية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *