5كلمة حرة

أينَ تغيبينَ سيّدتي ؟! قصيدة من دعاء عبد القادر

أينَ تغيبين َ سيّدتي

الشّمسُ تحلمُ بالمجيءِ كلّ صباحْ ..

وتجيئ تجيئ ُ

تُناديكِ ..

الزهرُ والعشبُ الأخضر بفرح ِ المطرِ لا ييبَسْ ..

وسمعتُ أن صيف أمتي ولّى ..

وحلّ مكانه ربيعُ عروبتي !

أين تغيبين سيدّتي ؟

لم أسمع عن خريفٍ دائم ..

عن خريف يشكو تساقطه دون انتظار ما هو قادم ؟!

أينَ تغيبين سيدتي ؟!

هاجرتُ الى مرافئ التعب وسألت :

عزباءْ .. قالوا نعم

متزوجة .. قالوا نعم

أرملة .. قالوا نعم

أم .. قالوا نعم

صِحتُ ثكلى .. صمتَ الجميع !

عزباءُ من حرّية

متزوجة ٌ من تعب

أرملة ٌ من أمل

أم ٌبرحمِ اللا مسؤولية

ثكلى ؟!

هي عُروبتي ثكلى ..

تسألك أين تغيبين سيدّتي ؟!

أينَ تغيبين والنورُ من بين كفّيكِ يسقي أمة ..

أنسيتِ ان رحمك لا ينجب الأطفال فقط !

وانه بيت ٌ للمسؤولية ..

أنسيتِ ان نهضتنا تحتاج اليكِ

تحتاجُ امرأة  هي أنتِ !

تعبتُ تفكيرك السطحي بمعاطف البذخ !

تعبتُ دمعي وهو يتصور صورتك ما خارج اطارات العبث !

لماذا لماذا ..

هزّة ُ كتف ٍ للامسؤولية ..

وتحيّة ً كبرى للواقع المصدوم

بالواقع الفائق ..

بالحقيقة المرّة ..

أين هي الحقيقة الحُلوة !؟

هي تبحثُ تبحثْ ..

هي تنتظرُ فرحتك الحقيقية ..

بامرأة ٍ تحتاجُك أنتِ

كي يفتخرَ بك ِصدى الكون

أخلاقٌ .. وعزة

صدقٌ واخلاصٌ يعبقُ بكل كلمة

وعي ٌ يعلم ان قيمتك ليس لها ميزان !

وكلّ خطاك ِ عطرا يفوح بانجازات الانسانية !

لا تغيبي سيدتي ؟!

لا تغيبي خلف أضواء الوهم !

لا تختفي وسط عالم يحتفي فيكِ أنثى !

وتنسين أنك امرأة أعزك الله بكل قيمة عُظمى !

لا تغيبي سيدتي !

مؤلمٌ غيابك خلف ستائر الأسَف !

بخطى من ضياع وتقدير ٍعظيم لعبثية الوراء !

لا تغيبي سيدتي !

وان كنتِ أخرى ..

فهنيئا للحرفِ فيك ِ حين يناديكِ

فتبتسمين ابتسامة حبّ عميق يفرحْ

يفرح ُ بقلبٍ مطمئن برضى الرّحمن عليك ِ

هنيئا لحضوركِ والوُجود ..

واسدال الستارة الأخيرة من المشهد الأخير في أسئلة قافيتي !

 واني ارجوكِ ..

لا تغيبي أبدا بحجة التعب ..

ولا تذمّر الأسى ..

ولا تدفني الأمل ..

لا تغيبي خوفا من قول ِ حق !

وكوني الصديقة الأولى لصوت هذا الحق

ورفيقة الحرية في أن تكوني أنتِ بكلّ فخر

ضُمي صوتَكِ واياي ..

كفانا نخبا من العتمة ..

لن نغيبَ في حضن يأس ..

ونحنُ الأمل ..

أخجل ..

كلّما ناداني الزمانُ ..

 أينَ توارين عُروبتكِ ؟!

فأصمتُ احتراما للآلئ الماضي ..

وأقولُ لا !

نعم خارطة الجوعِ العربية أشهدُها ..

وزمانا نسيَ العدالة تحتفي على موائد خسارة الأوطان أعرفها ..

نعم ..

يرقصُ النفاق ..

ويُذبحُ الحق جهرا حتى يدمي مبادئ ..

وتغتصبُ الحقوق ُ بقوة اللا تعبير ..

وتستغيث ُ الحرية ..

بعواصفٍ تحملُ ألوانَ الحياة ..

لبلاد ٍ سئمت غطاءَ الرماد ..

وضحك لها الكون سخرية َ الوجعْ ..

ولم ينسى تهميش مكانتها  من عبق الوجود

ليعتلي ضعفها ما امكنه من واقع الألم ..

عُروبتي .. هل أنتِ حقا ثكلى ؟!

ولكن أبنائكِ موجودون ..

ونبضُك داخلنا لم يقتل بعد ..

نحنّ الى ماضينا ..

ونسألُ أيدينا ..

الى متى ستبقى الأقفالُ في فمنا ؟!

وقيدُ التقدم هو واقعنا  !

الى متى سنبقى حلفاء الغيابْ

أوتغيبين سيّدتي !

أوترضين بسمة عمركِ أن تكتب على لوح من سراب

أوترضين ان يشيخَ بكِ الزمان فلا تجدين الاّ قامةَ انكسارْ ..

 دون رواية ٍ تحكي للأحفاد دمعة مجدْ ..

لا !

كوني أنتِ لهذا الزمان ..

واروي حكاية الأمل ..

فأنتِ العروبةُ ان شاءتْ اعتلتْ ..

وأنتِ العروبة ُ ان شئتِ قالتْ أنا هُنا ..

وأنتِ العُروبة التي تسألُ الى متى ؟!

فلا تغيبي سيدتي ..

نحتاجُ ضوء حضوركِ والحياة ..!

 1

دعاء عبد القادر – الطيبة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *