5كلمة حرة

عالماشي: الخدمة المدنية وما أدراك ما الخدمة المدنية

تعبت من مواصلة افتراض حسن نوايا المتكلم الذي يتحدث عن الخدمة المدنية بمفردات التطوع لخدمة المجتمع ! ولست ادري الى متى ستتواصل محاولات تقديم الخدمة المدنية لشبابنا على انها نوع من التطوع خدمة لبلدنا ولمجتمعنا وهذا تغرير بالمستمع  بصورة مهينة لما يتضمنه من استخفاف بذكاء الشاب العربي وثقافته ووعيه.

1

ورغم هذا يبقى بعض السذج ممن يتلقفون هذا الطرح كرغيف من الخبز الساخن وينخرطون في مشروع “الخدمة المدنية” ؟ الى متى ستبقى الاحزاب والجمعيات ذات الصلة تتجاهل هذا الامر الخطير إلا في مواسم “مرحبا” ؟ من يأخذ بيد الصبية او الشاب الحالم بامتيازات الجندي المسرح فيوقعونه فريسة لمثل هذا الاعتقاد الخاطئ ظنا منه بأنه يؤدي خدمة لمجتمعه ؟

من يقع في فخ هذه الحملة المغرضة يعتبر بمثابة ثغرة في جدار التحدي والتصدي لهذه الحملة المسعورة، وقد تتسع هذه الثغرة امام عجزنا وصمتنا لتؤدي لاحقا الى انهيار عارم للجدار برمته. فتنقلب المعايير رأسا على عقب ويصبح رافض الخدمة المدنية خائنا وطنيا في نظر المخدوعين.

اؤكد على مسؤوليتي ان من يقع في مصيدة التطوع (الخدمة المدنية) لن يتراجع حتى لو تبين له بعد ذلك انه وقع في شرك الخديعة، لأن في هذا الاعتراف وصمة بهزيمة تحتسب عليه والشاب لا يحب الهزيمة ولا المعايرة وسيختار مواصلة دور “الواعي” الذي يقوم بهذا عن قناعة !

يحاول المروجون للخدمة المدنية إيهام المستمع بأنهم يروجون للتطوع خدمة للمجتمع العربي وان هذا من شأنه ان يزيد من انتماء الشاب الى مسقط رأسه، وان هذا الفعل هو قمة الوطنية والوعي الجماعي. اقل ما يمكن قوله عن ادعاء كهذا انه مخادع مع سبق الاصرار والترصد ويكاد من يدعيه ان يلامس الخيانة الكبرى تجاه شعبه ووطنه لاسيما إذا كان يدرك خطورة الدور الذي يؤديه.

وهناك من يقع عن غير قصد في الخلط الفادح والفاضح بين التطوع والخدمة المدنية. لا احد يعارض التطوع من اجل خدمة البلد والمجتمع بل كانت تنظم معسكرات للتطوع في معظم المدن والقرى العربية في البلاد وعلينا الاستمرار بهذه المبادرات لأن التطوع في نظري يعني ان تبادر بمحض إرادتك الحرة الى تأدية عمل او خدمة بدون مقابل اينما تشاء ومتى تشاء وان تتوقف عن اداء هذا العمل او هذه الخدمة حينما تشاء وكيفما تشاء لأنك حر الارادة.

اما الخدمة المدنية الآتية بالقانون فمن المحتمل ان يطلبوا منك في اليوم الاول ان تؤديها في بيت المسنين في بلدك (الطيبة مثلا) تشجيعا لك على الاستمرار. وفي اليوم التالي قد يطلبون منك ان تؤدي هذه الخدمة في بيت المسنين في الطيرة مثلا، فهي مدينة عربية ومجاورة للطيبة، ثم بعد ذلك قد يرسلونك لتؤدي نفس الخدمة في بيت المسنين في بلدة كوخاف يائير، فهي مجاورة للطيبة ولكنها يهودية وأنت لست عنصريا فلن تحتج على هذا. وفي اليوم التالي قد يرسلونك لتؤدي نفس الخدمة في بيت المسنين في مستوطنة كريات اربع اليهودية والبعيدة عن الطيبة، وهناك لا بد سيطلبون منك حمل السلاح لأنك تتواجد في منطقة خطرة … و”هوب” اصبحت جندي احتلال من حيث لا تملك ان تقول لا.

هذا الوصف التصويري اقصد به ان من يقع ضحية لمثل هذه الخديعة ليس حرا في تصرفه طالما يتعلق الامر بمشروع الخدمة المدنية. ومن التسمية البريئة “خدمة مدنية” الى الاسم القادم لها “خدمة اجبارية”، يفصلنا تعديل بند او نصف بند في القانون. ما يهم السلطات في حالتنا ان نستجيب لدعوتها والانخراط في اداء الخدمة المشئومة طمعا “بأمتيازات” هي اصلا حقوقنا المدنية التي حرمونا منها…. وبقية الحكاية معروفة: جندي في حاجز عسكري يساعد المواطنين الفلسطينيين الذين لا يجيدون العبرية عند التفتيش.

مع تحيات اخوكم ابو الزوز

تعليق واحد

  1. צודק ברוב מה שאמרת אבל קצת הקצנת את הדברים כי ברור לי ולכולנו שלא יתנו נשק למישהו ערבי כדי לשמור באחת ההתנחלויות ובטח ובטח שהמתנחלים לא הולכים לקבל אצלם ערבים אז קצת פרופורציות לא תזיק

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *