5كلمة حرة

هل حقاً لا يوجد حل لمشاكل الطيبة ؟

هل حقا لا يوجد حل أو مجموعة من الحلول لمشاكل الطيبة ؟ هل حقاً فرض علينا أن نعيش تعساء في ما تبقى مما نسميه “مدينة الطيبة” ؟ هل حقا عز الرجال في هذه المدينة المنكوبة ؟ هل حقا أن وضعنا وصل إلى درجة من الفساد والعفن والانهيار بحيث أصبحنا نتقبل الأمر كواقع لا بد من التعايش معه ولا أمل لنا في إحداث أي تغيير ذي أهمية ؟

1

الأسئلة كثيرة وكثيرة بحيث مجرد تعدادها يدخل اليأس والإحباط الى النفس ولكنني رغم سوداوية الوضع القاتم أعتقد أن الطيبة باستطاعتها النهوض من كبوتها وغفوتها وسباتها وإيقاف هذا الانهيار الزاحف علينا كالطوفان وليته كان طوفانا يغسل ما علق بقلوبنا من لامبالاة وصمت وخنوع وخضوع وعدم اكتراث بحيث أصبحنا نعترف بأننا فاسدون ومنافقون وبأننا السبب الرئيس لما يصيبنا، ولكننا نكابر امام الغرباء وكأن الغرباء لا يرون ولا يسمعون مثلنا مثل النعامة ….

نعم أقولها بكل جرأة يمكننا إنقاذ الطيبة والعودة بها لماضيها الجميل أيام كانت مفخرة لنا ومصدر اعتزاز وفخار للجميع ولكي يتم ذلك لا بد من اتخاذ خطوات جريئة وصريحة وإلاّ بالله عليكم كيف للطبيب الجراح أن يجري عملية استئصال دون أن يشق الصدر أو البطن وما شابه ؟ إذا كانت نواياكم الحقيقية الإصلاح فعليكم أن تضعوا أصابعكم على مواقع الألم ومعرفة طرق العلاج وأول خطوة للشفاء معرفة سبب أو أسباب المرض ومعالجتها وألاّ ننظر الى النتائج ومحاربتها فليذهب أي رئيس معيّن للبلدية الى الجحيم ولكن ماذا بعد ؟ أليس من حقنا أن نتساءل لماذا وكيف أتى الينا وربما سيأتي أيضا في المستقبل إذا لم نتغيّر ؟ أليس من حقنا أن نتساءل من المسئول او المسئولون عن ذلك ؟ هل نحن أبرياء ؟ هل نحن الضحايا ؟ أم نحن الجلادون والضحايا معا ؟

قال الله تعالى: “لا يغيّر الله ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم”، وقال أيضا: “لا تهدي من أحببت إن الله يهدي من يشاء”. إذا كان الله جلّ جلاله رافضا بالإكراه تغيير البشر وهو القدير، العزيز، المقتدر فما بالكم يا أخوتي بمن لا يحمل سوى قلمه أو ضميره أو نيته الصادقة ؟ هل يحسب حساب لمثل هذه الأسلحة في المجتمعات المتخلفة والفاسدة ؟

تغيير الوضع القائم متعلق بنا وبنا فقط ، من حقنا بل من واجبنا أن ننتقد الحكومات المختلفة والمتعاقبة وسياساتها العنصرية والمضطهدة لنا والغاصبة لحقوقنا ولكن ما هو دورنا ؟ هل دورنا   يتلخص في شتم الظلام دون أن نحاول إشعال ولو شمعة واحدة ؟ سبق وأن نجح أهالي الطيبة وانتخبوا رئيسا من اهالي الطيبة وبفارق غير مسبوق، وبعد عدة أشهر عاد العجز أكثر مما كان والغريبة أو المصيبة أن ملايين الشواقل تصرف هنا وهناك وتدخل الطيبة في ديون طائلة بعد ان تصفى كل ديون البلدية يعود إثرها العجز من جديد فأين تذهب ملايين الشواقل ؟ لو صرفت على مشاريع في الطيبة لأصبحت الطيبة من أجمل مدن العالم ولما اضطر الأهالي الى الذهاب الى حدائق المدن المجاورة كي يرفهوا عن انفسهم وعن أطفالهم ولما كانت المجاري دائمة الجريان في شوارعنا ولما…….ولما……. ولما….. ومنذ أن بدأ الأهالي يسمعون أنّ الانتخابات ستعود الينا وسنحظى من جديد بحقنا بانتخاب رئيس من بين ظهرانينا، بدأت نفس الوجوه بالظهور مجددا وبدأت الاجتماعات والمشاورات والمناورات والمناوشات والمنافسات تحتد وليقم أحد وبشجاعة وصراحة وموضوعية ويقول لي إن وضع الطيبة سيتحسن حين يعود مرة اخرى الى رئاستها وعضوية بلديتها من دمرها وخربها ونهبها من قبل! يقول المثل: “لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين”، كلا يا سادة سوف نلدغ مليون مرة وسوف نلدغ مرة أخرى وأخرى بعد المليون. ما الطيبة إلا صورة مصغرة من عالمنا العربي العفن والمتخلف.

يجب تغيير طريقة ترشيحنا لمن نريد إرساله الى خدمتنا في مبنى البلدية، وأقول خدمتنا وليس مساعدته على نهبنا سواءً ليكون عضوا او رئيسا. لا يمكن أن يستمر الوضع كما هو ثمّ نريد للطيبة أن تتقدم وتزدهر أو على الأقل أن تخرج من محنتها.

ذكرت مرارا إن الانتماء يجب أن يكون للطيبة وليس للعائلة وعلى الفرد أن يتماشى وفق ما قاله جون كندي حين قال: “لا تسأل ماذا ستقدم لك بلادك، بل اسأل ماذا ستقدم انت لبلادك”. هل هذا من نقوم به فعلا أم أننا نستغل موعد الانتخابات لابتزاز المرشحين وخاصة المرشح للرئاسة الذي كان من المفروض ألا يقع فريسة للابتزاز حتى لو أدى ذلك الى سقوطه وفشله. أليس ذلك أفضل بكثير من مساهمته بخراب البلد نتيجة لقطعه لمثل تلك الوعود التي يعرف أنه لا يستطيع تلبيتها وإن أراد تلبيتها فعلى حساب البلد أيضا.

والآن أصبح الحديث عن الانتخابات شغل البلد الشاغل وحديث الساعة وأنا اعجب من أولئك العنصريين من مختلف العائلات الذين  يحرقون أنفسهم وهم مستعدون أيضا أن يحرقوا غيرهم بل البلد كلها من أجل ان يعود اللص الى وكره في البلدية ليرتع نفر قليل بخيرات البلد وليلعبوا بمقدراته، وبالتالي من يكون الضحية غير كل واحد منا.

منذ 45 سنة وأنا أحاول مع بعض الأصدقاء (كنا شبابا حينذاك) كي نوحد عائلات البلد لما هو خير له  وبالأخص عائلتي مصاروة وحاج يحيى بصفتهما أكبر عائلتين وأكثر العائلات تنافسا، ولكن  للأسف باءت كل الجهود بالفشل.وأذكر لكم بعض الأسباب لعلها تفتح عيونك وقبلها ضمائركم.

لم يكن أصدقائي على مستوى التضحية فالمصلحة الخاصة تغلبت وانتصرت، فبدون دعم العائلة لا يصبح هذا مديرا ولا موظفا وطز بالمصلحة العامة.

ثانيا طبعا وأكيدا هناك في العائلتين متسلقون ومنافقون ومصلحجيون وعنصريون وقبليون وجاهليون ومستفيدون منعوا مثل هذا الإتحاد على مر سنين طويلة، فالوحدة تضر بمصالحهم الشخصية.

كذلك لعبت العائلات الصغيرة دورا كبيرا في منع العائلتين من الوصول الى اي شكل من أشكال الاتفاق والوحدة  والائتلاف وهي أمور تحرمهم من الاستمرار في سلب ونهب البلد وأتحدى من منهم له الشجاعة الأدبية أن يعارض ذلك وكيف يعارض ذلك والنتائج تتكلم عن نفسها وما عليكم إلاّّ النظر من حولكم لتروا ماذا حل بالطيبة، أرقى وأروع وأجمل قرية كانت بين القرى العربية، ناهيك عن صيتها في مجال التربية والتعليم. ما هو صيتها الآن بين الأمم؟ ومن المسئول ؟ السلطة  نعم نعم نعم ونحن ماذا ألا نشاركها قسطا من المسؤولية إن لم يكن معظمها ؟ أتمنى وأرجو وأدعو الله أن  يتغيّر الامر بعد 45 سنة من أجل الأبناء والأحفاد على الأقل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *