كلمة حرة

كيفية التغلب على الخوف من مواجهة الجمهور!

يعاني عدد كبير من الناس من خوف شائع جدا يطلق عليه مسمى “الرهاب الاجتماعي” أو “الخوف من مواجهة الجمهور”، لدرجة أن البعض يهاب التحدث على المسرح أمام الناس أكثر من الموت. كما و يعيش البعض منهم في دوامة هذا الخوف حتى آخر أيام حياتهم. و اللوم يعود للمدارس و الجامعات التي لم تعر انتباها لتنمية هذه المهارة لدى طلابها. حيث إنهم حرموا أبنائهم وبناتهم من الخضوع لتجربة الوقوف أمام الناس و تدريبهم على ذلك بشكل مستمر.

ولهذا السبب يبدأ معظم الناس بشعور الافتقار للثقة من الوقوف أمام الناس حينما يبلغوا سن الرشد. لذلك فإن ممارسة فن الخطابة حاجة ضرورية جدا لكل واحد منا، بغض النظر عن عمره أو طبيعة عمله. حيث تعمل الخطابة على تعزيز مستويات الثقة بنفسك وتزيد من فرص نجاحك و قبولك في مقابلات التوظيف. كما سيتملكك شعور بالراحة بشكل كبير أثناء العمل الجماعي و تقديم العروض الفعالة و الحلقات الدراسية لاعتيادك الوقوف أمام الناس والتحدث أمامهم. إضافة إلى ذلك، فهي ستساعدك على توسيع دائرة علاقاتك الاجتماعية و تحسن حياتك الشخصية.

كل هذه العوائد بل أكثر، ستعود عليك في حين قهرت الخوف الذي بداخلك وبدأت في مواجهته ومحاربته عن طريق ممارسة الخطابة بشكل مستمر. و فيما يلي سنستعرض مسببات الخوف و أعراضه، ومن ثم سنذكر لك بعض الطرق التي تساعدك على مواجهة الرهاب الاجتماعي.

الأسباب التي تحول بينك وبين مواجهة الناس

  • الخوف من الفشل.
  • التعرض للفشل من قبل.
  • عدم التحضير المسبق أو قلة التحضير.
  • انعدام الثقة بالنفس واتهام شخصه بالفشل دائما.
  • الأعداد الضخمة من الجماهير.
  • عدم الخضوع لتجربة الوقوف أمام الناس من قبل.

الأعراض التي يشعر بها

  • رجفة في الصوت.
  • سرعة خفقان القلب وازدياد في ضغط الدم.
  • التعرق الشديد أو على العكس برودة الأطراف.
  • جفاف الحلق والشعور بالعطش.
  • التأتأة والتلعثم في الكلام.
  • الشعور بالقلق والعصبية.
  • الشعور بالغثيان وضيق في التنفس.
  • وأحيانا يؤدي القلق إلى نسيان الخطاب أو بعض الأجزاء منه.

يقول المثل الشعبي اسأل مجرب ولا تسأل طبيب، لذلك إليك النصائح التالية:

1. احسم الأمر– إن الطريقة الوحيدة التي ستخلصك من مشاعر الخوف والقلق التي تعتريك قبل مواجهة الجمهور هي حسم الأمور والبدء على الفور بإلقاء الخطاب دون محاولة التهرب والتملص. قد يبدو هذا الحل غريبا لكنه فعلا صحيح. لأنك كلما تأخرت أو تملصت كلما زاد خوفك واستمر وبالتالي سينهكك الخوف. لذلك باشر في إلقاء كلمتك التي عملت عليها منذ زمن طويل. وفي حين كنت غير مطالب بإلقاء كلمة أو خطاب، قم بالالتحاق بإحدى دورات التدريب على فن المخاطبة وتفانى في تحدي هذه المخاوف التي تعمل على هلاكك.

2. تحكم بأفكارك وعقلك – قال لي أحد الأصدقاء: “أنا شخص فاشل في إلقاء الخطابات” فسألته عن عدد المرات التي وقف فيها أمام الناس وقدم خطبة. فأجابني: ولا مرة. تعجبت منه! وقلت له: كيف لك أن تحكم على نفسك بالفشل أو بعدم قدرتك على فعل شيء دون أن تضع نفسك يوما تحت الاختبار أو التجربة ؟ إن هذا الشخص لن يتمكن يوما من الوقوف أمام الناس ما دامت هذه الأفكار السلبية تعيش في عقله الباطن.

لذلك عزيزي عليك تغيير طريقة تفكيرك، وإعطاء نفسك حقها لتعيش تجربة الوقوف على المسرح أولا قبل الحكم عليها بالفشل. وأنا على ثقة تامة بأنك قادر على تحقيق نجاح كبير تماما، كما نجح أشهر الخطباء في ذلك.

3. التحضير في المنزل – إن فن الإلقاء لا يخلق مع الإنسان. بل هو فن يحتاج للكثير الكثير من التمرين والتدريب. و بالرغم من أن بعض الناس قد اعتادوا الوقوف على المنصة ومواجهة الجماهير، إلا أنهم ما زالوا بحاجة إلى التحضير لتتضح الأفكار والنقاط  لدى المستمعين من أجل أن يتلافى الخطيب النسيان والتلعثم. فكثيرا ما نصادف أشخاصا محترفين في إلقاء الخطب وذوي ثقة عالية بأنفسهم، إلا أن تقصيرهم في التحضير يكون ملحوظا لعدم وصول المعلومة بسلاسة للمستمعين. لذلك عليك بالتحضير في المنزل من 15 إلى 20 مرة. مرة أمام أصدقائك، ومرة أمام أبويك، وأخرى بين إخوتك من أجل أن تعتاد على مواجهة العيون المترقبة والآذان المنصتة.

4. تعرف على المستمعين – إن التعرف على المستمعين سيقلل من شعور الخوف والرهبة لديك. فالإنسان دوما يهاب الغرباء. وهي فرصة كبيرة لتقليل التوتر وكسر حاجز الخوف. فهي تدعو للطمأنينة وتضفي جوا من التفاعل وتوزيع الابتسامات. لذلك ابدأ بقولك مثلا أود التعرف على الأخوة المنصتين بداية. أما إن كان عدد الحضور كبيرا فبالتأكيد سيكون من الخطأ بدأ خطابك بالتعرف على الجميع فردا فردا. لذلك إليك الحل في النقطة التالية.

5. ابدأ كلماتك بعرض باور بوينت أو فيديو مناسب – يفضل الحضور دوما الخطب أو العروض التي تتخللها نشاطات ممتعة كعروض البوربوينت أو الفيديو. ابدأ عرضك مثلا بتشغيل صوت آية قرآنية أو أنشودة ملائمة لموضوعك أو كاريكاتير مضحك. فهي حركة ذكية جدا لضرب عصفورين بحجر واحد، فسينجذب الحضور أولا لما سيقال ويعرض، وثانيا: ستكون قد اكتفيت بتفريغ التوتر على خشبة المسرح.

أتمنى أن تكون قد استفدت من هذه النصائح، وتذكر دوما أنك لست الوحيد في هذا الكون الذي يهاب مواجهة الجمهور، إلا أنك الوحيد فعلا القادر على تحدي ما بداخلك والقضاء عليه.

(مترجم عن الانجليزية)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *