كلمة حرة

عالماشي: مجرد فكرة للغة العربية

ماذا لو نستبدل احدى عشر كلمة عربية نستخدمها في الكتابة والقراءة ولا نستخدمها في الحوارات العادية، بكلمة واحدة تنوب عنها جميعا وتؤدي دورها كاملا ؟

الكلمة البديلة المقترحة لا تستخدم حاليا لا كتابة ولا قراءة وانما يقتصر استخدامها على الحوارات الدارجة فقط (العامية). وهي من الكلمات القليلة المفهومة والمستخدمة في كافة الدول العربية، واعتقد ان الاعتراف بها سيزيل عقبات جدية من امام كل من يجد حرجا في استخدام المفردات الاحدى عشر في مكانها وبالطريقة السليمة نحويا ولغويا.

محور حديثي هو الاسماء الموصولة في اللغة العربية، وهي تستخدم في احدى عشر حالة مختلفة: الذي، التي، اللذان، اللذين، اللتان، اللتين، الذين، اللائي، اللاتي، اللواتي، مَن (للعاقل) ما (لغير العاقل). والفكرة هي ان تستبدل هذه المفردات بكلمة واحدة تحل محل كل منها في كل الحالات وفي كل المواضع النحوية واللغوية وفي كل الاقطار العربية وهي كلمة: “اللي” (المستخدمة في اللغة الدارجة). الطالب الذي حضر / الطالب اللي حضر.

حاول استبدال أي اسم موصول في أي جملة كانت بكلمة “اللي” لتجدها تعني ذات المعنى وتفي بذات الغرض دون التعقيدات التي تلقيها الاسماء الموصولة امام الانسان العادي الذي يقرأ ويكتب العربية لتسيير أموره اليومية وليس للتمرس الادبي واللغوي.

قد يثور البعض على مثل هذه الفكرة، ناكرا على اللغة العربية حقها في التطور نحو المفردات الدارجة وكأنها معيبة ولا يزال يعتبر مفردات المعلقات التي يفوق عمرها 1400 عام، معيارا لاستعراض العضلات اللغوية والذود عن ملكوت اللغة العربية.

نعم اللغة العربية هي لغة القرآن ولكن ليس هذا يعني ان اللغة العربية هي فقط باستخدام مفردات القرآن وليس سواها. فالقرآن منذ سنين اصبح بحاجة لتفسير كل آية كي يفهمه القارئ، واعتقد ان التفسير الحالي لن يكون كافيا بعد مائة سنة، وانما سيتطلب استبداله بتفسير يتناسب ومفردات ونمط حياة ذاك الجيل المستقبلي.

انها فكرة قد تلقى المساندة وقد تلقى الرفض القاطع. ولكن قبولها لا يعني بالضرورة معاداة اللغة العربية، كما ان رفضها لا يعني بالضرورة الحرص على اللغة العربية.

اظن ان من بين اعضاء المنتدى الكرام عدد لا بأس به من معلمي اللغة العربية في المدارس، ويكفي اختبار بسيط على شاكلة “املأ الفراغ في العبارات التالية بأسماء موصولة”، لتتكشف لنا فداحة الصورة الحالية!!!

مع تحيات اخوكم: ابو الزوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *