طنطاوي يتوعد المتورطين بأحداث بورسعيد
توعد رئيس المجلس العسكري الحاكم في مصر المشير محمد حسين طنطاوي بملاحقة المتسببين في أحداث الشغب التي وقعت في مدينة بورسعيد مساء أمس عقب مباراة لكرة القدم بين فريقي الأهلي والمصري، التي راح ضحيتها 73 قتيلا و1000 جريح، بينما اتهمت جماعة الإخوان المسلمين “فلول” نظام الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك بتدبيرها، وعدتها تخريبا متعمدا للبلاد في ذكرى الثورة.
وقال طنطاوي متحدثا إلى قناة الاهلي الرياضية التلفزيونية المملوكة للنادي الليلة “هذه حوادث يمكن أن تحصل في أي مكان في العالم، لن نترك أولئك الذين كانوا وراء هذه الأعمال، إذا كان هناك أي أحد يخطط لعدم الاستقرار في مصر فلن ينجح، كل واحد سينال جزاءه”.
وأضاف أن تعويضات ستدفع إلى عائلات الضحايا بعد بحث مواقفهم وقال طنطاوي “سنجتاز هذه المرحلة، ومصر ستستقر، نحن ننفذ خريطة طريق لنقل السلطة إلى جهة مدنية منتخبة”.
اتهام
أما نائب رئيس حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب (البرلمان) عصام العريان فقال إن “أحداث بورسعيد مدبرة ورسالة من فلول النظام البائد”. وأكد أن “هذه المأساة سببها إهمال وغياب متعمد من الجيش والشرطة لإيصال إشارات ورسائل محددة يتحمل مسؤوليتها المسؤولون حاليا عن إدارة البلاد”.
واعتبر أن “الانهيار لم يكن فى منشآت رياضية، ولكن فى المنظومة الأمنية، كانتقام ضدنا من الدعوة لإلغاء حالة الطوارئ وتخريب متعمد للبلد فى ذكرى الثورة”، مضيفا أن “هناك من يريد عن عمد إثارة الفوضى فى مصر وعرقلة أي مسار للانتقال السلمي السلطة”.
وأعلن رئيس مجلس الشعب سعد الكتاتني في وقت سابق عقد جلسة عاجلة لمجلس الشعب اليوم الخميس لمناقشة أحداث الشغب في بورسعيد.
الانهيار الأمني
أما رئيس لجنة الشباب والرياضة في البرلمان أسامة ياسين فأكد أن المجلس لن يناقش أحداث المباراة فقط، “وإنما سوف يناقش هذه الفوضى التي تتم صناعتها في مصر الآن لتدمير الثورة والإجهاز على مكتسباتها”.
وأضاف ياسين أن ما حدث “أكبر مما شهدته المباراة، حيث تشهد مصر حالة منظمة منذ عدة أيام لإثارة الفوضى والبلبلة، بدأت بالسطو على البنوك والمستشفيات ومراكز البريد، وامتدت إلى ما حدث في بورسعيد، وهو ما لم يحدث في أيام الثورة التي لم يكن فيها وجود لرجال الشرطة”.
من جهته دعا النائب المستقل عمرو حمزاوي إلى إقالة وزير الداخلية ومحافظ بورسعيد ومدير أمن المدينة فورا. ووصف مفتي مصر الشيخ علي جمعة ما حدث بأنه “مجزرة”، أما صانع ألعاب فريق النادي الأهلي محمد أبو تريكة الذي شارك في مباراة فريقه فقال إن ما حدث في الملعب “حرب وليست كرة القدم”، مضيفا أنه لقن بنفسه الشهادة لأحد جماهير فريقه.
سلاح أبيض
وكانت مديرية الشؤون الصحية في بورسعيد قد أعلنت مقتل 73 شخصا في أعمال شغب عقب المباراة، وقالت وزارة الصحة إن نحو 1000 شخص أصيبوا، وذلك في أكبر كارثة في تاريخ الملاعب المصرية.
وأوضح وكيل وزارة الصحة المصرية هشام شيحة أن “الإصابات كلها إصابات مباشرة في الرأس، كما أن هناك إصابات خطيرة بآلات حادة تتراوح بين ارتجاج في المخ وجروح قطعية.. وأكدت مصادر طبية في المستشفيات التي نقل إليها الضحايا أن بعضهم قتلوا بطعنات من سلاح أبيض.
واندلعت أحداث الشغب “فور قيام الحكم بإطلاق صفارة انتهاء المباراة بفوز فريق المصري 3/1 على فريق الأهلي.
ولم يعرف بعد على وجه الدقة أسباب اندلاع هذا الشغب. لكن شهود عيان قالوا إن جماهير بورسعيد هاجمت فريق الأهلي ومشجعيه عقب المباراة، وعزا بعضهم الهجوم إلى لافتة رفعت في مدرجات مشجعي الأهلي وعليها عبارة عدها مشجعو المصري إهانة لمدينتهم.
الجيش يتدخل
وقالت وسائل الإعلام الرسمية إن المشير حسين طنطاوي أمر بإرسال طائرتين عسكريتين لنقل فريق الأهلي من بورسعيد إلى القاهرة.
كما دخلت وحدات من القوات المسلحة بورسعيد، وانتشرت على الطريق بين مدينتى الإسماعيلية وبورسعيد لمنع الاحتكاكات بين جمهوري النادى الأهلى والمصري.
وأعلن رئيس الوزراء المصري كمال الجنزورى أنه سيعقد صباح اليوم الخميس اجتماعا عاجلا للمجموعة الأمنية لمتابعة تطورات أحداث بورسعيد واتخاذ الإجراءات اللازمة حيالها ومنع تكرارها.
وأصدر النائب العام عبد المجيد محمود قرارا بفتح تحقيق فوري في هذه الأحداث، وقال رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم سمير زاهر إنه قرر إيقاف مسابقة الدوري المحلي لأجل غير مسمى وإجراء التحقيق فيما تم وتشكيل لجنة لتقصي الحقائق من اتحاد الكرة.
وأعلن مجلس إدارة النادي الأهلي في اجتماعه الطارئ مساء أمس تجميد نشاطه الرياضي وإعلان حالة الحداد على الضحايا الذين سقطوا في الأحداث المؤسفة التي شهدها بورسعيد. كما أعلن نجوم الأهلي عماد متعب ومحمد بركات ومحمد أبو تريكة اعتزال كرة القدم “في ظل الأجواء المؤسفة”.
حريق القاهرة
من جهة أخرى اندلع حريق صغير في ملعب القاهرة مساء أمس عقب انتهاء الشوط الأول لمباراة بين فريقي الزمالك والإسماعيلي، غير أنه تمت السيطرة عليه سريعا.
ونتج الحريق عن إشعال جمهور فريق الزمالك لافتات كانوا يحملونها تعبيرا عن غضبهم لما حدث في بورسعيد، حسب التلفزيون المصري.