كلمة حرة

همسة عتاب: كل عام وانت بخير ولكن…

دعونا نستهل كلمة اليوم بالتمني لكل مواطن طيباوي الخير والسعادة والفرحة الدائمة وان لا تفارقه الابتسامة طوال نهاره سواء في يوم مشهود احتفالي بالنسبة له أو في أي يوم عادي، فإن البسمة اجمل على وجه الانسان من “الكشرة” مهما كان لها من اسباب.

صورة للتوضيح فقط

بعد هذه الكلمات اريد ان اهمس بأذن احبائي ابناء بلدي بما ازعجني الليلة الماضية ولم يتركني انام ساعات طوال. قد يظن البعض انني سأتحدث عن اطلاق النار على بيت مهندس البلدية، لا لن اتناول هذا الموضوع حاليا، لأنه اكبر من همسة، فهو بحاجة لصرخة مدوية على ان تكون صرخة كل اهل البلد معا. لن تجدي همسة العتاب في حالات الاجرام هذه.

حديثي هنا عن احتفال بعيد ميلاد ابن الجيران الذي اتم عامه الثالث عشر وهو الاحتفال الذي بدأ صغيرا ولكنه نما مع مرور الوقت واصبح اشبه بعرس. اولا “الله يهنيء كل الناس” ولكن…

كانت الموسيقى جميلة وراقصة وطربية وحديثة وصاخبة وخافتة، وكان المدعوون هادئين ثم بدأوا يرقصون فطربوا وصاروا يغنون ثم يصرخون ثم “يجعرون” ولا ادري كيف يشعر الانسان بلذة عند “الجعير”.

الاهم من هذا ان عيد الميلاد امتد من قرابة الساعة السابعة مساء وحتى ما بعد الثانية من فجر اليوم. أي قرابة سبع ساعات بحالها وسط صوت الموسيقى المنبعث من سماعات بقدرات هائلة كانت ترتج مع صوتها كل اواني المطبخ في بيتنا، ناهيك عن الطفل المريض الذي كم تمنيت لو يستطيع النوم قليلا كي يكف عن البكاء ويرتاح وارتاح انا معه كذلك، ولكن هيهات.

صبرت وتحملت حتى الساعة الثانية من بعد منتصف الليل وقررت استطلاع الامر، فذهبت لأرى ما الذي يدور في بيت الجيران وهم اصدقاء لنا، فوجدت الصبي يجلس مع صديقين له وهما من تبقيا من المدعويين، يحاولون التحاور فيما بينهم ولكن صوت الموسيقى يطغى على أصواتهم لدرجة انهم يصرخون كي يسمع الواحد الآخر. باركت للصبي وجلست. حاول الصبي الاعتذار عن عدم دعوتي، ولكن مظهري لم يكن ليوحي انني قادمة لابارك فقط.

اعتذرت الام واعتذر الاب، والقيا باللائمة على الصبي الذي اصر على محاكاة اليهود في مثل هذا الجيل باحتفال ضحم.

ترى ما الذي سيحدث لو ان كل منا يحتفل بعيد ميلاده بهذه الطريقة؟ لا بد ان المشهد سيكون مثيرا للدهشة عندها ! انتبهوا الى الحالة التي ستنحصل عليها.

عدد سكان بلدنا الجبيب قرابة 36 الف نسمة. حساب بسيط يعني ان هناك ثلاثة آلف شخص في كل شهر يحتفلون بعيد ميلادهم بالمعدل، او بكلمات أخرى لدينا كل يوم 100 عيد ميلاد في الطيبة، ولو افترضنا ان نصف الناس لا يحتفلون بعيد ميلادهم سيبقى لدينا 50 عيد ميلاد في الليلة الواحدة، فأي هدوء قد تشهده احياء المدينة لو ان كلا من هؤلاء المحتفلين الخمسين اتبع طريقة جارنا الصبي المشاكس الذي اراد ان يحاكي احتفالات الصبيان اليهود في هذا الجيل؟!!

دامت الافراح في دياركم العامرة، من اختكم ام سامي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *