الأخبار العاجلةفلسطين 67

“هآرتس” : قتل الفتي بدران كان قتلا متعمداً

الصحفي الإسرائيلي اليساري جدعون ليفي ينشر مقال تحت عنوان بـ “الخطأ” تناول فيها تبرير جيش الاحتلال جريمة قتله الطفل محمود بدران والقول بان عملية القتل تمت بطريق الـ “خطأ” حيث انه لم يكن للطفل بدران أي علاقة بما جرى.

1

نشرت صحيفة “هآرتس” العبرية، أمس الاول الخميس، مقالة للصحفي الإسرائيلي اليساري جدعون ليفي تحت عنوان بـ “الخطأ” تناول فيها تبرير جيش الاحتلال جريمة قتله الطفل محمود بدران والقول بان عملية القتل تمت بطريق الـ “خطأ” حيث انه لم يكن للطفل بدران أي علاقة بما جرى.

وكتب ليفي في بداية مقالته “بالخطأ .. بشكل عرضي وقف الجنود على الجسر، وبالخطأ .. وبشكل عرضي ايضا رشقوا السيارة المارة من اسفل الجسر بوابل من الرصاص دون أن يعرفوا من بداخلها، وبالخطأ قتلوا الفتى (محمود بدران)، وبالخطأ أصابوا أربعة من رفاقه، وبالخطأ ايضا اعتقد الجنود أن ركاب السيارة ألقوا الحجارة وسكبوا الزيت على الشارع”.

وأضاف “بالخطأ يعتقدون أنه يحق لهم ويستطيعون أن يطلقوا النار كما يحلو لهم وكما يريدون، وبالخطأ يعتقدون أنه إذا ألقى فتى حجرا يُسمح لهم بقتله، وبالخطأ أعلن الجيش أن جنوده قتلوا المخرب وجرحوا رفاقه، وفقط بعد ساعات صحح الجيش الخطأ، واعتراف بأنه بالخطأ قتل الفتى”.

وتابع “تماما.. بالخطأ نسي الإسرائيليون أن طريق 443 يمر في قلب الأراضي المحتلة وفي أراضٍ فلسطينية، ولا يسمح لسكان القرى المقام عليها الذهاب من خلاله إلى أي مكان”.

ويواصل ليفي “بالخطأ يعتقد الإسرائيليون أنهم سوف يستمرون إلى الأبد، وأنه سيسمح لهم بالسفر على هذا الطريق وعيون الأطفال تلاحقهم بتعب وانكسار بسبب الأنفاق التي شُقت لهم من جيب القرى المحاصرة والتي قليلا ما يسمع بها أو يهتم بسكانها”.

وأضاف “بالخطأ .. يعتقد الإسرائيليون أن أصحاب الأراضي المسروقة سيخفضون رؤوسهم دائما امام من يسافر على هذا الطريق الذي يمزق حياتهم .. وبالخطأ في إسرائيل يعرفون المقاومة على أنها إرهاب كما ويُعرفون سرقة واغتصاب الأرض بأنه حفاظ على القانون، وان قتل فتى يعتبر دفاعا عن النفس .. وبالخطأ وعن طريق الصدفة وبوقاحة زائدة يُتهم المتحدث باسم الخارجية الفلسطينيين بأنهم قتلوا الفتى”.

وانتقد ليفي تعيين ما يسمى بقائد كتيبة بنيامين يسرائيل شومير في للتحقيق في جريمة قتل الفتى بدران، مشيرا إلى تورطه بقتل فتى ألقى حجارة على سيارته قبل أشهر دون أن يُحاكم أو يُقال من منصبه، وقال بهذا الخصوص “بالخطأ يوكل شومير بالتحقيق .. فسيكون عليه أن يعرف بماذا يحقق وبماذا لا يحقق قبل أن يحال الملف إلى الشرطة العسكرية، وبالطبع فان جنوده سيقولون له: لقد تصرفنا مثلك تماما أيها القائد”.

وأضاف “شومير نفذ حكم الإعدام بالفتى المناسب، فلم يُحاسب، وها هم الجنود يُخطئون في طريق 443.. لقد قتلوا بالخطأ، وبالخطأ أيضا يعتقد الإسرائيليون أن حياتهم على هذا الشارع في خطر .. لكن حياة الفلسطينيين أكثر خطرا”.

ووجه ليفي انتقادا حادا للصحف العبرية التي وصفها بـ “الإعلام المتعاون” وقال انها “تلاعبت بالكلمات حين وصفت ما جرى بأنه قتل بالخطأ” مشيرا إلى أن الطفل بدران لم يقتل بالخطأ حين كان عائدا من السباحة في أحد منتجعات المياه لافتا الى الشهادة التي ادلى بها هادي بدران لمنظمة “بتسيلم” الحقوقية الاسرائيلية حيث اكد بأنه سمع نحو 15 رصاصة أطلقت باتجاه السيارة التي كان الطفل بدران ورفاقه بداخله وقال بان عملية اطلاق النار على السيارة تمت من مسافة 40 إلى 50 مترا فقط ما يؤكد أن الجنود لم يكونوا بخطر.

ويقول ليفي “الجنود أطلقوا النار على السيارة بوحشية، وعن سبق إصرار، فلم يكن لديهم أي معلومات عن ركابها غير أنهم فلسطينيون، لذلك لم يكن إطلاق نار بالخطأ، بل كان قتلا متعمدا ثمة من دربهم عليه.. انه (اطلاق النار على الفلسطينيين) ليس مسموحا فقط، بل ضروريا حتى وإن قتلوا فتى آخر يلقي الحجارة ليمنحوا أوسمة على بطولاتهم”.
وختم قائلا “الخطأ الحقيقي يكمن في الاعتقاد، بأنه مسموح لهم إطلاق النار على فتى يلقي الحجارة ويفر للنجاة بحياته، هذا الخطأ مُتعمد، وكل ما فيه مُتعمد، لكنه متعمد مع سبق الإصرار، وبنوايا خبيثة هي السبب لكل ما يجري هنا منذ البداية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *