أخبار محليةالأخبار العاجلة

بلدية ام الفحم :  فجوات بجهاز التعليم وعائق اللغة العبرية أمام الطلاب العرب

استضافت بلدية ام الفحم لقاء حول طاولة مستديرة طرح خلاله نقاش لبحث جديد تحت عنوان (فجوات في جهاز التعليم في المجتمع العربي وعائق اللغة العبرية أمام الطلاب العرب في الجامعات والكليات والمعاهد العليا)، والذي أجرته د. ماريان تحاوخو – مديرة البرنامج للسياسة الاقتصادية للمجتمع العربي في معهد اهارون في المركز متعدد المجالات هرتسليا (המרכז הבינתחומי הרצליה) بالشراكة مع وزارة المالية.

وشارك في النقاش خلال اللقاء المهندس زكي محمد اغبارية – القائم بأعمال رئيس بلدية ام الفحم – والذي استقبل الضيوف من أكاديميين وموظفي مكاتب حكومية وشخصيات هامة حضرت لمناقشة هذا البحث.
وخلال اللقاء تحدث بروفيسور تسفي اكشطاين – رئيس معهد “اهارون” للسياسة الاقتصادية ورئيس كلية “طيومكين” للاقتصاد في المركز متعدد المجالات هرتسليا، قاضي المحكمة العليا المتقاعد سليم جبران، بروفيسور يولي تمير – رئيسة كلية “شنكار” ووزيرة المعارف سابقاً، بروفيسور ميشال ستريبشنسكي – رئيس وحدة الأبحاث في بنك اسرائيل، السيد عماد تلحمي – مؤسس ومالك شركة بابكوم سنترس، السيدة ليئور براون – مركز التربية – قسم الميزانيات في وزارة المالية، د. داليا فضيلي – مؤسسة ومديرة كيو سكول للتربية، الاستشارة والتطوير، السيدة اغادير (اين) ابو زرقة – مديرة كامبوس الجامعة المفتوحة – جفعات حبيبة، السيد مهنا فارس – مدير قسم البرامج الوطنية في وزارة المعارف، السيدة شيرين ناطور حافي – مديرة المدرسة العربية للعلوم والهندسة – اورط اللد، السيدة جال يعقوبي – مديرة التشغيل في المجتمع العربي في وزارة العمل، السيدة فريدة فيشر – مديرة (אולפן ישראלי) بالشراكة مع كلية نتانيا، السيد محمد دراوشة – مدير التخطيط والمساواة والحياة المشتركة في مركز جفعات حبيبة، السيد شوقي خطيب – رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية ورئيس مجلس محلي يافة الناصرة سابقا، فيما أدار النقاش ووجهه بروفيسور عمر موآب – من معهد اهارون للسياسة الاقتصادية.
وقد عرضت د. ماريان تحاوخو – مديرة البرنامج للسياسة الاقتصادية للمجتمع العربي في معهد اهارون – رؤية المعهد في هذا البرنامج، وهي تعزيز الاقتصاد الإنتاجي في المجتمع العربي وتعزيز اندماجه في الاقتصاد الإسرائيلي. مؤكدة أن نشاط البرنامج هو جزء من الاستراتيجية الاقتصادية الشاملة لمعهد أهارون للاقتصاد الإسرائيلي، والذي يهدف إلى تحقيق النمو المستمر في الناتج المحلي الإجمالي والإنتاجية مع الحدّ من نسبة الفقر وتعزيز المساواة والعدالة الاقتصادية.
تم إجراء البحث من قبل د. ماريان تحاوخو، عيديت كلاشر، كيريل موشكليب، من معهد اهارون للسياسية الاقتصادية، أساف جيبع ونجيب عمرية من قسم الاقتصاد الرئيسي في وزارة المالية.
يشير البحث إلى أن حوالي 60% من الفجوات في الدخل بين العائلة العربية والعائلة اليهودية (بدون المتدينين اليهود) تنبع من الفجوات في الموارد البشرية، اي مستوى التعليم، مجال التعليم ومكان التعليم. لذلك، الحل يكمن في تقليص الفجوات في الدخل عبر رفع مستوى التعليم لدى المجتمع العربي في البلاد.
وبحسب البحث المذكور تبدأ الفجوات في القدرات والمهارات في سن مبكرة، كما نرى ذلك في نتائج امتحانات “بيزا” و “ميتساف” والتي يتم إجراؤها في سن 12 و 15، حيث ان علامات الطلاب العرب أقل بكثير من علامات الطلاب اليهود. بالإضافة الى ذلك، هناك انخفاض كبير في علامات الطلاب الذكور العرب، في حين حافظت الطالبات العربيات على نفس المعدل. هذه المعطيات تظهر لنا الفجوات التي حصلت بالتعليم من الصف الأول الابتدائي حتى الاعدادي. نرى ذلك الانخفاض بالعلامات بالرغم من زيادة الميزانيات لجهاز التعليم العربي في المدارس الابتدائية والاعدادية خلال تلك السنوات. تستمر الفجوات بالارتفاع في المدارس الثانوية وينعكس ذلك على النسب المنخفضة للاستحقاق في شهادة “البجروت”- الاحتمال لطالب عربي مع علامة معينة في امتحان “ميتساف” للحصول على شهادة استحقاق في “البجروت” اقل بكثير من طالب يهودي مع نفس العلامة.

كما يشير البحث إلى أن هناك العديد من العوامل المسببة لهذه الفجوات بما في ذلك، المستوى الاجتماعي والاقتصادي المنخفض في المجتمع العربي، الثغرات في جودة التعليم والإدارة في المدارس، وفجوات في الميزانيات في جهاز التعليم الرسمي وغير الرسمي. “في هذه الدراسة، ركزنا على عائق كبير وهام لدخول سوق العمل والنجاح في التعليم الأكاديمي، وهو عدم التمكن جيدا من اللغة العبرية لدى الطلاب العرب، كما تقول د. ماريان تحاوخو.
معظم الطلاب العرب يكملون 12 سنة دراسية من دون القدرة على التواصل باللغة العبرية، هكذا يبدأون حياتهم كبالغين بمستوى أقل بكثير من اليهود بنفس العمر، على سبيل المثال – يواجه الطالب العربي الذي بدأ دراستة الأكاديمية في إسرائيل صعوبات لغوية كبيرة في قدرته على فهم المادة او التعبير عن نفسه باللغة العبرية. بالإضافة لذلك، غالبية الوظائف تتطلب معرفة اللغة العبرية وعدم التمكن من اللغة يشكل عائقاً جدياً بوجه من يريد الانضمام لسوق العمل.
عند فحص مستوى اللغة العبرية عند العرب بعمر 20 عاما وفوق، نرى أن الرجال يجيدون اللغة أكثر من النساء. الاحصائيات تظهر ان 75% من الرجال العرب يتحدثون اللغة العبرية بطلاقة بينما 50% فقط من النساء العربيات يتحدثن اللغة العبرية بطلاقة.
ممكن تفسير ذلك بنسبة اشتراك عالية في سوق العمل لدى الرجال العرب. لقد بحثنا ايضا العلاقة بين مستوى معرفة اللغة العبرية لدى العرب وفرصتهم في التوظيف ومستوى الأجور، ووجدنا ان فرص العمل لرجل عربي مع مستوى لغة عبرية عالٍ اكبر بـ15% وراتبه الشهري اعلى بـ29% من رجل عربي لا يجيد اللغة العربية. بالنسبة للنساء العربيات، فإن فرص العمل لامرأة عربية مع مستوى لغة عبرية عالٍ تزيد بنسبة 8% وراتبها يرتفع بنسبة 21% مقارنة مع امرأة عربية لا تجيد اللغة.
بالنظر إلى أهمية التمكن من اللغة العبرية في سوق العمل والوسط الأكاديمي، ما سبب مستوى اللغة العبرية المنخفض في المجتمع العربي وكيف يمكن تحسينها؟
بحسب البحث – تضيف د. ماريان – فإن الطلاب العرب يتعلمون خمسة دروس أسبوعية فقط باللغة العبرية من قبل معلمين عرب لم يحصلوا على تدريب خاص في تعليم اللغة العبرية، حيث أن غالبية المعلمين لا يتقنون اللغة العبرية بشكل كاف. بالإضافة إلى ذلك، فإن مبنى امتحان “البجروت” لا يحفز الطلاب على تعلم اللغة، ولا يتم ملاءمة المحتوى التربوي مع احتياجات سوق العمل والتعليم الأكاديمي. وأكثر من ذلك، عند التسجيل للتعليم العالي، لا تؤخذ بعين الاعتبار علامة “البجروت” باللغة العبرية، والقبول يتم حسب علامة امتحان معرفة اللغة العبرية “ياعيل” عن طريق المركز القطري للامتحانات والتقييم.
بالإضافة إلى ذلك، فإن العائق الكبير هو عدم الاستماع واستعمال الطلاب العرب للغة العبرية في الحياة اليومية. فقد أفاد أكثر من 50٪ من الطلاب العرب أنهم لا يستخدمون اللغة العبرية على الإطلاق خارج المدرسة. بالإضافة الى ذلك، اشار 86٪ من مدرسي اللغة العبرية إلى أن عدم استعمال وسماع اللغة العبرية هو العامل الرئيسي الذي يزيد من صعوبة تدريس اللغة العبرية للطلاب العرب. حيث يحدث أللقاء الاول للطالب العربي مع اللغة العبرية ومع المجتمع اليهودي بعمر الـ18 عندما يحين موعد دخوله سوق العمل أو التعليم الأكاديمي.
ووفقًا لتوصيات الباحثين، يجب تغيير الرؤية التربوية لجهاز التعليم العربي، حيث أنه على الطالب العربي إنهاء المرحلة الثانوية بمستوى لغة عبرية كافٍ لدخول سوق العمل والنجاح في التعليم الأكاديمي، ولتحقيق ذلك، امتحان “البجروت” باللغة العبرية يجب ان يعكس مستوى المعرفة المطلوبة حتى يتمكن أي شخص درس الوحدات الإجبارية (3 وحدات) من معرفة اللغة العبرية التي تمكنه من التواصل والتعبير خلالالحياة اليومية، والوحدات الاضافية (5) تمكن الطالب من تحدث اللغة العبرية بطلاقة والمستوى المطلوب لسوق العمل والتعليم الاكاديمي. لذلك فالهدف المنشود هو الحصول على نسبة 90٪ على الأقل من خريجي المدارس الثانوية على “بجروت” باللغة العبرية ونصفهم على الأقل بمستوى 5 وحدات.
بالإضافة إلى التغييرات التربوية، يعتقد الباحثون أن هناك شرطًا ضروريًا لرفع مستوى اللغة العبرية لدى الطلاب العرب وهو سماع واستعمال اللغة في سن مبكرة، على سبيل المثال – لقاءات بين الطلاب العرب واليهود بشكل متكرر، في كل من التعليم الرسمي وغير الرسمي، ودمج المعلمين متحدثي اللغة العبرية كلغة ام في المدارس العربية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *