احياء سنن مهجورة …شرح وتوضيح حديث الابراد !

اخوتي الافاضل ..يسر اخوكم الشيخ ابو عكرمة الطيباوي ،ان يقدم لكم التوضيح الشافي في احاديث صلاة الإبراد..عند اشتداد الحرارة .


الأفضل والأصل المستحب المتفق عليه ، والتي جاءت وبينته السنة النبوية،أن تؤدى الصلوات في أول وقتها، لما رواه البخاري ومسلم ، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم : أي العمل أحب إلى الله؟، قال : الصلاة على وقتها “.

وقد استثني من ذلك صلاة الظهر عند شدة الحر ، وصلاة العشاء.فأما صلاة الظهر ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ فَأَبْرِدُوا بِالصَّلَاةِ؛ فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ ،وَاشْتَكَتِ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا فَقَالَتْ: يَا رَبِّ، أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا، فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ : نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ، وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ، فَهُوَ أَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الْحَرِّ، وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الزَّمْهَرِيرِ “رواه البخاري . ومعنى أَبْرِدُوا :اي أَخِّرُوا ، وانتظروا حتى تَخِفَّ حرارة الشمس. وفَيْحُ جَهَنَّم: اشداد حرارة نار جهنم . كما وروى البخاري ومسلم عن أبي ذر رضي الله عنه قال:” كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر ، فأراد المؤذن أن يؤذن للظهر ،فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أبرد ، ثم أراد أن يؤذن ، فقال له الرسول : أبرد ، حتى رأينا فيء التلول، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن شدة الحر من فيح جهنم، فإذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة”.

والسبب في أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم تأخير صلاة الظهر إذا اشتد الحر ، أي حتى تَنْكَسِرَ حرارة الشمس وتَبْرُد .

قال اهل العلم : لأنَّ الْحَرَّ الشديد يؤثر على خشوع المسلم في صلاته ، والخشوع أهم أركان الصلاة ؛ فَبِقَدْرِ خشوع المسلم في صلاته يكون أجره عليها. لكن في هذه الأزمنة والحمد والشكر لله ، في عصر التقدم التكنولوجي ووجود المكيفات والمراوح الكهربائية ، فلا يوجد ذلك الحر الشديد جدا .لذلك علينا مراعاة أحوال الناس ، فلا يُقال : أبرِدوا بالظهر ، والناس قد اجتمعوا في المسجد ، وفي ظل ومكان باردً . لكن لو كانت هناك بلاد ليس فيها هذه المكيفات والمراوح الكهربائية ، فإن الإبراد مستحب في حقهم . وكذلك هذا ممكن في حق جماعة في سَفر في منطقة حارة جدا كبلاد الحجاز .

فعلى الجميع أن يبادروا إلى اجتماع الكلمة ، ونبذ التفرق، فإن الجماعة واجبة والفرقة محرمة، فلا يرتكب ذلك من أجل الحرص على فضيلة الإبراد، ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم .

وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

Exit mobile version