85 عام على استشهاد شيخ الشهداء عمر المختار

صادفت اليوم الجمعة، الذكرى الخامسة والثامنون لإستشهاد شيخ الشهداء عمر المختار، لذا اخترنا أن نخصص لها هذه الزاوية بتناول بعض وجهات النظر التي تناقلتها الصحف ووصفحات التواصل الإجتماعي .

تحل اليوم 16 سبتمبر ذكرى وفاة شيخ الشهداء أو أسد الصحراء “عمر المختار” القائد العربي المسلم، أحد شهداء الحرية، الذي ضرب المثل الأعلى في صموده وثباته ومقاومته حتى آخر أيام حياته، حيث حارب الغزاة الإيطاليين أكثر من عشرين عامًا بلا مهادنة في أكثر من ألف معركة منذ دخولهم أرض ليبيا إلى يوم اعتقاله.

عمر بن مختار بن عمر المنفي الهلالي، ولد أسد الصحراء “السيد المختار” في عام 1275هـ- 1858م في البطنان بالجبل الأخضر ببرقة، وكان نسب المختار، هو عمر بن مختار بن عمر المنفي، ينتمي إلى قبيلة منفة من بيت فرحات التي تنتقل في بادية برقة.

حارب عمر المختار قوات الغزو الإيطالية منذ دخولها أرض ليبيا عام 1911 – و كان وقتها يبلغ من العمر 53 عامًا – لأكثر من عشرين عامًا في عدد كبير من المعارك، إلى أن قُبض عليه من قِبل الجنود الطليان ، وأجريت له محاكمة صوريّة انتهت بإصدار حكم بإعدامه شنقًا.

في عام 1911 أعلنت إيطاليا الحرب على الدولة العثمانية، وبدأت إنزال قوَّاتها بمدينة بنغازي الساحلية شمال برقة في 19 أكتوبر الموافق الرابع من شوال عام 1329 هـ. وفي تلك الأثناء كان عمر المختار في مدينة الكفرة بقلب الصَّحراء في زيارة إلى السنوسيين، وعندما كان عائداً من هناك مرَّ بطريقه بواحة جالو وعلم وهو فيها بخبر نزول الإيطاليين، فعاد مسرعاً إلى زاوية القصور لتجنيد أهلها من قبيلة العبيد لمقاومة الإيطاليّين، ونجح بجمع 1,000 مقاتل معه.

 وأول الأمر أسَّس عمر المختار معسكراً خاصاً له في منطقة الخروبة، ثم انتقل منها إلى الرجمة حيث التحق بالجيش العثماني، وأخيراً إلى بنينة جنوب مدينة بنغازي بحوالي 20 كيلومتراً وهناك انضمُّوا إلى الكثير من المقاتلين الآخرين، وأصبح المعسكر قاعدةً لهم يخرجون منها ويغيرون باستمرارٍ على القوات الإيطالية.

في معركة السانية في شهر أكتوبر عام 1930م سقطت من الشيخ عمر المختار نظارته، وعندما وجدها أحد جنود الطليان وأوصلها لقيادته فرائها جراتسياني فقال: “الآن أصبحت لدينا النظارة، وسيتبعها الرأس يوماً ما”.

 وفي 11 سبتمبر من عام 1931م، وبينما كان المختار يستطلع منطقة سلنطة في الجبل الاخضر في كوكبة من فرسانه، عرفت الحاميات الإيطالية بمكانه فأرسلت قوات لحصاره ولحقها تعزيزات، واشتبك الفريقان في وادي بوطاقة ورجحت الكفة للعدو فأمر المختار بفك الطوق والتفرق، ولكن قُتلت فرسه تحته و سرعان ماحاصره العدو من كل الجهات وتعرفوا على شخصيته، فنقل على الفور إلي مرسى سوسه في الجبل الاخضر ومن ثم وضع على طراد الذي نقله رأسا إلي بنغازي حيث أودع السجن الكبير بمنطقة سيدي اخريبيش. ولم يستطع الطليان نقل الشيخ براً لخوفهم من تعرض المجاهدين لهم في محاولة لتخليص قائدهم.

عقدت للمختار محكمة صورية في مركز إدارة الحزب الفاشستي ببنغازي مساء يوم الثلاثاء في الساعة الخامسة والربع في 15 سبتمبر.

1931م، صدر منطوق الحكم بالإعدام شنقاً حتى الموت، عندما ترجم له الحكم، قال الشيخ “إن الحكم إلا لله…لا حكمكم المزيف…إنا لله وإناإليه راجعون”.

فنُفذت فيه العقوبة على الرغم من أنه كان كبيرًا عليلًا، فقد بلغ في حينها 73 عامًا و عانى من الحمّى، و كان الهدف من إعدام عمر المُختار إضعاف الروح المعنويَّة للمقاومين الليبيين والقضاء على الحركات المناهضة للحكم الإيطالي، لكن النتيجة جاءت عكسيَّة، فقد ارتفعت حدَّة الثورات، و انتهى الأمر بأن طُرد الطليان من البلاد .

ومن أشهر أقواله: “نحن لا نستسلم..ننتصر أو نموت..وهذه ليست النهاية..بل سيكون عليكم أن تحاربوا الجيل المقبل والأجيال التي تليه..أمَّا أنا، فإن عمري سيكون أطول من عمر شانقي”.

ظهرت شخصيَّته في فيلم من إخراج مصطفى العقَّاد في عام 1981 حمل عنوان “أسد الصحراء” و فيه جسَّد الممثل المكسيكي – الأمريكي أنطوني كوين دور عمر المختار، كما رثاه أمير الشعراء أحمد شوقي بأبياتٍ من الشعر.

 

Exit mobile version