الكثير من مقولات العرب تتنافى مع تعاليم ديننا الاسلامي الحنيف ، ومع اخلاقناالعربية والاسلامية، ومع الحكمة والتفكير والمنطق السليم ! . ان قدر الله وجلست في احدى المجالس الاجتماعية، حتما ستقع على مسامعك مقولات غريبة عجيبة، تدل على الحماقة او السذاجة، أو الخبث والمكر !. من هذه الحماقات والغباوات البلهاء ، تردد مقولة:” كل الناس خير وبركة” !
مقولة لا يجوز استعمالها والايمان بها بتاتا، لأنها مقولة فاسدة تحمل في طياتها، تعارض كبير مع القرءان الكريم، والحديث النبوي الشريف، فَإِنَّ إِطْلاقَ هَذَه الْمقَوْلةِ عَلى وَجْهِ التَّعْمِيم،ِ بِمَعْنَى: أَنَّ الْمُؤْمِنينَ الأخيار الأطهار، وَالْكَافِرِينَ والعصاة والفاسقين الأشرار ، كُلهمٌّ خَيْرٌ وَبَرَكَةٌ ، أَيْ أَنَّهُمْ عَلى حَالٍ سواء حَسَنٍ فَهُذا ظلم وكُفْرٌ . لأَنَّ هَذَا تَكْذِيبٌ لِقَوْلِهِ تعالى:
1)(قُلْ لا يَسْتَوي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّب) .
2) ولقوله تعالى في سورة السجدة 18 : ” أفَمَن كانَ مُؤمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقَاً ﻻ يَستَوون ” !(الفاسق في هذه اﻵية هو الكافر) .
الى من يؤمن ويردد هذه المقولة : هل الله تعالى يجعل المؤمن والكافر سواء ، وهل مصيرهم واحد ؟! ولماذا اهل الايمان في الجنة،واهل الكفر في النار؟! . وكيف يكون في الكفرِ بركة، وقد قال الله تعالى في سورة البينة:” أولَئِكَ هُمْ شرّ البَرِيّة ” ، وقال الله عن المؤمنين الذين يعملون الصالحات:” أولَئِكَ هُم خَيرُ البَرِيّة “.
من البديهي وطبيعة الحياة أن الناس أجناس وأنواع ، كالحديقة فيها الورود الجميلة اليانعة، والأزهار ذات الروائح الطيبة ، وفيها الشوك المؤذي ، الذي رائحته كريهة !. فهل هما متشابهان ؟! وأجد نفسي مضطرا لأوجه الأسئلة لكل قائل: ” كل الناس خير والبركة” : هل الذي يدعو للفحشاء والفسوق والشر ، هل يستوي مع دعاة الخير والهداية؟ هل يستوي القاتل المجرم ،مع الرجل العفو المتسامح ؟ هل تجار المخدرات والخمور ، مثل تاجر الطيبات والخضروات والفواكه ؟ هل الجاسوس الخائن لشعبه، مثل المؤمن والوطني ؟ هل الراشي والمرتشي ؟ هل الظالم والشرير ؟ هل الزاني والمغتصب المعتدي على أعراض الناس؟ هل الكافر الفاسق الملحد ؟ هل الذي يأخذ ويأكل أموال الربا بالباطل والحرام ؟ هل هؤلاء خير وبركة …؟ أترك الاجابة لك !
الشيخ ابو عكرمة الطيباوي
-
-
-
-
-
-
