الجزء الثاني- اجتنبوا الكبائر الموبقات المهلكات ! بقلم: الشيخ ابو عكرمة الطيباوي

 لقد حدد الرسول صلى الله عليه وسلم الموبقات (المهلكات)، بالحديث الشريف الصحيح ، حيث قال: (اجتنبوا السبع الموبقات ،قلنا: وما هن يا رسول الله ؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرّم الله إلا بالحق، وأكل الرّبا، وأكل مال اليتيم، والتولّي يوم الزّحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات).

1) أكبر الكبائر ، كما اخبرنا عليه السّلام ، هو الشّرك بالله ، ووضحت الآية القرآنية: (إنّ الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء)، وقال تعالى: ( إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ) .

2) السّحر :حيث ذكر في سورة يونس 81 قال تعالى:﴿ فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ * وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ ﴾.ولا شك أنّ أثر السّحر سبب مركزي في دمار وتفكيك المجتمعات والأسر والأشخاص لما فيه من ضرر وتعامل مع الجن في إيذاء النّاس وتغيّير طبيعة الحياة التي منحها سبحانه وتعالى لعباده .

3) قتل النّفس التي حرّم الله، حيث قال صلّى الله عليه وسلّم: ( لا يحل دم امرئ مسلم إلا في ثلاث: النّفس بالنّفس، والثيّب الزّاني، والتّارك لدينه المفارق للجماعة). فالقتل من الكبائر الموبقات لقوله تعالى: (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) .

4) أكل الرّبا، قال تعالى: (وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا) ،فالرّبا فيه فساد وخراب مادّي للمجتمع لما فيه من استغلال لأحوال النّاس وظروفهم.

5) أكل مال اليتيم، لا يجوز استغلال أوضاع اليتيم وضعفه والإستيلاء على أمواله بالباطل والحرام.

6)التولّي يوم الزّحف، أي الهروب من المعركة في وقت التقاء جيش المسلمين بجيش العدو، لأنّ لذلك الأثر الأكبر في ضعف معنويّات بقيّة الجيش ،حيث لو أنّ الأمر ترك هكذا ورأى المجاهدون بعض الجيس ينسحب، فإنّ ذلك سيدب الرّعب في صفوف الجيش المجاهد وينسحب أيضا ًضعفاء الإيمان والقلوب.

7) قذف المحصنات الغافلات المؤمنات، قال تعالى: (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً) . لو تأمّلنا قليلاً لوجدنا اتّهام المؤمنات بالزنا هو من الكبائر المهلكات .

وختامه مسك : ( رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾.

مع تحياتي الشيخ ابو عكرمة الطيباوي

Exit mobile version