همسة عتاب: الطيبة بتتكلم عبري – بقلم: ام سامي

لم أكن لانتبه من قبل إلى هذه الظاهرة المقيتة، لولا ضيوفي من الأردن الذين انتبهوا إليها لأن الغريب يلاحظها إما نحن أهل هذا البلد الطيب الحبيب، فنعتاد على الخطأ لدرجة أن الصواب أصبح غير مألوف.

حديثي هذه المرة عن واجهات المحلات التجارية واللافتات التي تزين هذه الواجهات، من الكبيرة والمتوسطة والصغيرة، والمشترك بينها أنها تكتب في غالبيتها باللغة العبرية ولا نجد فيها ولو كلمة واحدة بلغتنا العربية، لغة هذا البلد وأهل هذا البلد.

لا ادري لماذا يسارع أصحاب المحلات التجارية في بلدنا الطيبة إلى كتابة أسماء محلاتهم التجارية باللغة العبرية وبحروف كبيرة وكأن المحل التجاري يقع وسط نتانيا أو كفار سابا أو كأن رواده من اليهود يتدافعون أمامه لكثرتهم، وليذهب الناطقون باللغة العربية من الزبائن المحليين إلى الجحيم.

ما هذا الخجل بعروبة هذا البلد، وما هذه المحاولات البائسة بالتشبه بأبناء عمنا بوضع اللافتات بالعبرية فوق محلاتنا التجارية ؟ هل يجد أحدكم محلا تجاريا في تل أبيب كتب على واجهته باللغة العربية، حتى لو كان يبيع الفلافل.

لا أريد أن يرى احد في كلماتي أي تحريض فأنا من دعاة التسامح والتعايش ولكن الكل يلاحظ أن المحال التجارية في مدن الوسط اليهودي أصبحت تحمل كتابات ولافتات باللغة الروسية إلى جانب العبرية، ونحن أصحاب هذه البلاد ولغتنا العربية رسمية في هذه الدولة، لا نجد كلمة واحدة في هذه اللافتات، ولكي لا ينظر إلينا الآخرون نظرة ريبة، نتخلى عن حقنا في استخدام لغتنا العربية في لافتاتنا في بلدنا!! لماذا وألف لماذا؟ هل نخجل بعروبتنا أم نخجل بلغتنا؟ هل الكتابة باللغة العبرية على واجهات محلاتنا التجارية تمنحنا نوعا من الثقة بالنفس؟ أو تزيل عنا شيئا من الشعور بالنقص؟

لغتنا العربية لغة القرآن ولولا خشية اتهامي بالشوفينية لقلت أنها أجمل لغات الشعوب، كيف لنا أن نتمسك بلغة أخرى بدلا عن لغتنا ! إلى متى سنكيل الإهانة لأنفسنا بأنفسنا ثم نعتب على الآخرين بأنهم لا يحترموننا ؟ أليست اللغة العربية العنصر الأول في هوية الواحد منا، وحين نتنكر لهذا العنصر فإننا نتنكر لهويتنا ؟ ألا تكفينا الأسماء العبرية التي راحت تطلق على الصغار؟ ألا تكفينا المفردات العبرية التي نرددها بصورة متعمدة لكي نبدو متحضرين ؟ ألا يكفينا جلدا لأنفسنا بأنفسنا ؟

قد يتذرع البعض بأن اللافتة هدية من شركة تزوده بمنتج ما، وأنها لا تصمم اللافتات بالعربية، وقد يقول آخر انه جزء من شبكة إسرائيلية معروفة بتسميتها العبرية. هنا يحضرني قول لأحد المشاهير لا اذكر اسمه حين قال بما معناه: “لا يكفي انه ارتكب خطأ، بل لجأ للكذب ليبرر هذا الخطأ”.

أنا لست ضد الكتابة باللغة العبرية، على أن تكون لغة إضافية وليست اللغة الأساسية الوحيدة في اللافتة.

مع تحيات اختكم ام سامي

/نعيد نشر هذا المقال من جديد لأهمية محوره/

Exit mobile version