انا الافضل – بقلم: ياسر ناشف

من مشاكلنا التي نواجهها يوميا في مجتمعاتنا وخصوصا بفترة القهر والظلم والتجهيل القصري الممارس علينا وهضم الحقوق هي النرجسية المطلقة (الانانية المفرطة) وهذا ما سبب ويسبب لنا الكثير من المتاعب والتخلف واللامبالاة لان كل النرجسيين الذي يحيطون بنا رأوا بأنفسهم انهم القادرون على قيادة السفينة الى شاطئ الامان.

ياسر ناشف – الطيبة

الادهى انهم يتزايدون يوما بعد يوم والأدهى انهم غير متفقين فيما بينهم وهذا يؤجج الصراع في مجرى السفينة مما يؤدي الى ترك مقود السفينة شاغرا او بيد من لا يجيدون القيادة.

ولا زالت الرياح تشتد محمولة بالعواصف وكذلك البحر وما يترتب عليه من امواج عالية وقوية ناهيك عن ظهور الدوامات المائية حول السفينة.

وكل هذه المخاطر لم تمنع النرجسيين عن الاعتراف بمن هم اقدر منهم على القيادة ومن هم اكثر حبا فيما بينهم ولديهم من الاخلاق ما اسمه التواضع ويعرفون معنى التعاون مع اختلاف الرؤى لديهم إلا ان ما يجمعهم هدف واحد وهو النهوض بالبلد بكل ما فيها دون انتظار شكر من احد او صورة هنا او هناك واسم عريض على الصفحات.

المشكلة ان النرجسيين يملكون تصورات ومعتقدات لها حضور ومكان في مخيلاتهم وفي مؤلفاتهم الاسطورية ولا يوجد لها آليات يمكن ترجمتها الى الواقع، إلا انهم يذهلوننا بشعارات ويغسلون ادمغتنا بأفلامهم الهوليودية وحكاياتهم الاسطورية واستطاعتهم لفك الرموز بالعصا السحرية التي يملكونها كـ”ابرا عن كابر”.

العجيب ان النرجسيين لا يقبلون رأي من يخالفهم الرأي بل ويشنون عليه الهجوم والتشويه والتخوين والرجعية مع انه قد يكون افضل منهم وقدم وأعطى اكثر ولم ينتظر مقابل كما هو مخططهم الدائم إلا وهو انا وفقط “انا الافضل”.

ولكن الاسف هنا ان من هم يعقلون تركوا السفينة وقيادتها لهؤلاء النرجسيين الذين انطلقوا من كل حدب وصوب لا هم لهم إلا المصلحة الشخصية.

القيادة بحاجة الى عقول راشدة وقلوب لينة مع قوة شخصية وثبات على المبادئ والتطلع للمصلحة العامة اولا وأخراً واعتبار القيادة انها تكليف اكثر من انها تشريف وكذلك على من يعطوا الاخرين القيادة ويولوهم امرهم ان لا يثقوا ثقة عمياء وتصديق مطلق.

الانسان معرض للسقوط والفتنة في اي وقت فهو ليس معصوم وبالتالي ليس مطلوبا منا تقديس الاشخاص، فالكمال كله لله عز وجل ولا عدالة او حق مطلق إلا بالله ومع الله عز وجل والعصمة مع الانبياء عليهم السلام، وغير ذلك كلنا نخطئ او نقع بالفتن، وبالمقابل كما اننا مطالبون بعدم تقديس الشخصيات ايضا ان لا نبخسهم لا تقديس ولا تبخيس.

آن الاوان لنا ان ننطلق لمحاربة كل آفات الفساد التي تنخر بجسدنا يوميا وقد اوقعتنا بالمفاسد ولا زالت. ليكن الجميع على قدر كاف من المسئولية ويعتبر نفسه مسئولا وله الحق بإعلاء صوت الحق دون خوف ولا خجل وبأدبياتنا المعهودة كعرب ومسلمين.

Exit mobile version