عالماشي: اجتماع انتخابي لشباب “الخمسين +”

استبشرت خيرا حين سمعت باجتماع بادر اليه شباب من عائلتي مصاروة وحاج يحيى للتشاور حول كيفية تشكيل ائتلاف شامل او مشترك لما فيه مصلحة الطيبة اولا وليس أي مصلحة أخرى.

الفكرة بحد ذاتها تستحق الثناء والتشجيع لولا انها قائمة على غير الحقيقة، فكيف نبدأ مشوارا طويلا بالقدم اليسرى ؟ لماذا تقولون مجموعة من الشباب ومعظم الحاضرين من المتقاعدين مهنيا وسياسيا ؟ احترامهم محفوظ وسمعتهم طيبة، ولكنهم ليسوا حاملين لبذرة التغيير، لأن بذرة التغيير لا تأتي من الغصن اليابس وانما من الغصن الغض، أي من الشباب بالعقلية المرنة القابلة كالغصن الغض للثني والالتواء والانحناء والمناورة والتراجع والتنازل والتقدم، الغصن القادر على كل الحركات دون ان ينكسر.

اما انتم ايها السادة الكرام فأظن انكم ادليتم بدلوكم وحان الوقت لتتنحوا جانبا وان تثقوا بالشباب الحقيقيين ليقودوا هذه المسيرة المصيرية لبلد عانى الكثير من النهج العائلي الذي حرق جلود اهله سنوات عقب سنوات، حتى بات البعض يرى الرحمة في لجنة معينة.

لقد نشأ في الطيبة جيل او نصف جيل شاب لم ينغمس في الشراسة العائلية التي تعيد الجميع الى التركيبة القبلية البدائية… الى ما قبل مئات السنين. هذا الجيل امانة في اعناقنا، انه نقي من شوائب الكبار ونزعات الزعامة و”المخترة”. دعونا نعتمد على هذا الجيل الشاب ففيه خلاصنا.

مع احترامي الكامل لكل من يرى بنفسه شابا من حيث الروح، فليعذرني لأن الأمر لا يتعلق بالروح وانما بالممارسة وكل من قرر اليوم الجلوس على طاولة التفاوض على الائتلاف الشامل، ابشره بأنه لم يكتشف العجلة، وكانت جلسات ومحاولات مماثلة تسبق كل انتخابات وتنتهي بدون نتائج لأنها لا تصمد امام النزعات العائلية المتعاظمة مع اقتراب موعد الانتخابات لأن المبادرين لها عادة مشبوهون بالموالاة للعائلة اولاً.

افكار كالائتلاف الشامل بين العائلتين الكبريين في الطيبة قد تعني لبقية العائلات الطيباوية الانفراد بـ”الكعكة”، وهذا يثير حفيظتها لأن المعيار عائلي في كل جوانبه. ثم من قال ان الغلبة للعدد في هذا البلد؟ وان زعيم هذا البلد لا بد ان يكون إما من صفوف احدى العائلتين الكبريين في الطيبة وإما بمباركة احداهما؟

ولكي لا نترحم على اللجنة المعينة بعد سنة او سنتين ولكي نستثمر هذا الهدوء العائلي الذي ساد مدينتنا خلال هذه السنوات الست، دعونا نوكل امرنا لمن لم تتلطخ افكارهم بالنعرة العائلية. انهم الشباب، واعني هنا ان يتنحى كل من تخطى الاربعين من العمر، فهو لم يعد يصلح للتغيير او التطوير مهما كان بجعبته من خبرة.

في الطيبة من الايادي النظيفة والافكار الجريئة ما يخولها بأن تقود المدينة الى آفاق لم نكن لنحلم بها في ابهى احلامنا السعيدة. انهم شباب بحاجة لإفساح المجال والفرصة. لا تظنوا انهم ليسوا اهلا للثقة ! ولا تنظروا اليهم كما للرضع المحتاجين لرعاية الامومة (العائلية) ! لا تلوثوا اذهانهم بأفكاركم القديمة ولا تطعموهم نزعتكم العائلية المقيتة !

مع تحيات اخوكم: ابو الزوز

Exit mobile version