أخبار الطيبة

اسْبَحُوا فِي بحرِ رَحْمَتِهِ…..الجَنَّة لا النَّار! الفَلاحُ لا الخَيْبَة والخُسْران…بقلم سامي مدني

السَّلامُ عَليكُم ورَحْمَتُهُ وبَرَكاتُهُ بِمَشِيئَتِهِ رَبِّي ورَبُّكُم، واحِدٌ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ!
أَحْبابِي فِي الأَمْرِ إشكْالاتٌ، وَحِيرَةٌ، وتُغَيِّمُ علَيْهِ كَثيرٌ مِنَ التَّناقُضَاتِ، النَّاسُ فِي رِحابِ الدُّنْيا ومَا وَسِعَتْ تَرْتَكبُ المَعاصِيَّ والأَخْطاءَ دُونَ خَجَلٍ ووَجَلٍ، ثُمَّ باتَ الصَّحُ زَلَّةً والخَطَأُ مَنْهَجً؟ الخَلْقُ لاَ يَتَعَلَّمُون وَلا يَتَّعِظُونَ، بَلْ يَسْتَحْسِنُونَ الأَثامَ ويَتَفاخَرُون بآرْتِكابِها، وَيَدْعَمُونَ طُيُورَهُم مِنْ تَقَعُ علىَ أشْكالِهِم، فَكَيْفَ هَذا وقَدْ بانَ لَهُمْ مِنْ أياتِهِ أَنْ الشَّيْطانَ لَهُمْ بِالمِرْصادِ، يَحِثُّهُم علىَ أَعْمالٍ دَنِيئَةٍ قَدْ تَجْعَلُ الأَخَ يَضُرُّ أخاهُ، والصَّديقَ خَليلَهُ، والزَّوْجَةَ زَوْجَها أَوْ العَكْسَ تَمامَاً، فَهُوَ يَكْسِبُهُم الفَقْرَ ويُخْرِجُهُم مِنَ النُّوْرِ إِلى الظُّلُماتِ …… . أَعِزائِي! المَفاهِيمُ قَدْ إنْقَلَبْ وتَحَوَّلَتْ لا أَقُولُ إنْهارَتْ، كأَنَّ مَا نُؤْمِن بِهُِ سَرابٌ فِي وَسَطِ نَهارٍ مُلْتَهبْ، هَذا مَا يَظْهَرُ لِلْوَهْلَةِ الأُوْلَى، لِأنَّ “الخَيْرَ فِي أُمَّتِي إِلى يَوْمٍ الدِّينِ”؛ مَا قَالَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ، وسَيَبْقَى فينا الصَّالِحون المُؤْمِنون، ولا شَكَّ مِنْ صِحَةِ هَذا القَوْلِ ومَا ذُكِرَ، وبَيْنَما أنا أَكْتُبُ أَخْوَتِي بِاللهِ، باغَتَنِي، سُبْحانُ اللهِ، إرْهاقٌ َوَتَعَبٌ فَلَمْ أَقْدرْ علىَ فَتْحِ أَعْيُونِي، إذْ وَضَعُتُ الكِتابَةَ جانِبَاً وقَصَدْتُ النَّوْمَ، لَكِنِّي مَا ألْقَيْتُ رَأْسِي علىَ الوِسادَةِ تَذَكَّرْتُ قَوْلاً؛ ( إنَّ الإِنْسانَ خَطَّاءٌ والدُّنْيا فِي صِراعٌ بَيْنَ الحَقِّ والباطِلِ، وإِنَّ الباطِلَ عَمَلُ شَيطانٍ، والمُصِرُّ علَيْهِ شَيْطانٌ)، هَذِهِ سُنَّةُ اللهِ! واللهُ أَعْلَمُ وأَصْدَقُ!

ولَمَّا فِقُتُ صَباحَاً أَيُّها القَوْمُ العَزِيزُ! وَعادَتْ إلَيَّ قُوَّتي، أدْرَكُتُ أَنَّ وِلادَتَنا وآدَمَ عَلَيهِ السَّلامُ، لَمْ تَكُنْ بَعْدَ “خَطَاءٍ” أَوْ مِنْ خَطَاءٍ كَمَا يَدَّعِي البَعْضُ، فَإرادَةُ اللهِ علىَ هَذَا الكَوْنِ وَحِكْمَتُهُ فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ، “، لِقَولهِ: وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ، إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ، وَقُلْ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ، وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ، وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ”
وهَذا وَجَعَلَ اللهُ لَنا مَصْدَرَاً مِنْهُ نَسْتَقِي وَنَسْتَمِدُّ المَعْلُومَاتِِ مِنَ الآياتِ، فاللأَمْرَ هَدَفٌ على أَثَرِهِ هُناكَ حَياةٌ وأُمَمٌّ تَكاثرَتْ وشُعُوبٌ تَنَوَّعَتْ وَأَلْسِنَتٌ كُتِبَتْ وَنُطِقَ بِها علىَ هَذهِ الأرْضِ، فَوصَلْنا إلىَ شَيْءٍ جَيْدٍ وإِلى مَا هوَ غَيْرَ جَيْدٍ! هُناكَ آلافٌ مِنَ الأُمُورِ السَيِّئَةِ تَحْدُثُ أَوْ نَقُومُ بِها فَنَصِلُ إِلى مَا هوَ مُفِيدٍ! والعَكْسُ عِنْدَما يَكُونُ الهَدَفُ شَيْءً جَيِّدَاً! وينبثق مِنْهُ مُغايِرٌ مَا لا نَتَوقَّعُ .
نَحْنُ في حِيرَةٍ منْ أَمْرِنا، نَقْصُدُ الخَيْرَ فَيَكونُ شَرَّاً، أَوْ نُلاقيُ شَرَّاً، أَوْ نَرْتَكِبُ الأَثامَ ونَعْمَلُ بِها فَيُصَفِّقُون لَنا، لا أَنْوي التَّعْميمَ في كَلامِي! وَليْسَ غريبٌ أنَّنِي أَنْجَرَرْتُ بَعْضَ الشَّيْءِ، ولَكِنَّ الفَلْسَفةَ في الأَمِرِ كَيْفَ نُحَوِّلُ الأَجْواءَ إلى شَيْءٍ من التَّفاؤُلِ والإجابِيَّةِ على طُولٍ، وَهَذا لِنَعودَ لِلْتَفْكِيرِ بِِجَوهَرِ الإِنْسانِ علىَ أَنهُ مُعْجِزَةٌ، لَها الحَقُّ بآخْتِيارِ الأُسْلُوبِ وآسْتِعْمالِ العَقْلِ، وَالواجِبَ علَيْهِ أَنْ يَبْقَى مُدْرِكً تَمامَاً، مَهْما حَاوَلَ تَجاوزَ الحُدودِ حَتَّى وَلَوْ بِسُلْطانٍ ، أنَّهُ لا يَقْدَرُ علىَ شَيْءٍ إلاَّ ما كَتَبَ اللهُ لَهُ ولِغَيْرِهِ، ولهذا مَطْلُوبٌ العَمَلَ بِالإِيمانِ.
فإنَّ العبرةَ أَيُّها المُحْتَرَمُون مِنْ البِدايَةِ أَنَّنا خُلِقْنا نَسْتَطِيعُ التَحَكُّمَ بِما نُرِيدُ بِقُوَّةِ الإِيمانِ والإِرادَةِ! والمَعْنى هُناكَ أُمُورً مَنْ يُدَبِّرُها ويَكْتُبُها ولا تَتَحوَّلُ إِلاَّ بتحقيق المَشْرُوطً؛ بِالتَوبَةِ وَالتَّغْييرِ والإصْلاحِ وَالعَمَلِ الدؤوبِ والجَادِّ والمُثابَرةِ وَالكِفاحِ ضِدَّ الغَرائِزِ السَّيِّئَةِ! مِنْ هَذا المُنْطَلَقِ نَحْنُ مُطالَبُونَ بالمُبادَرَةِ، والإِسْتمْرارِ بالمُحاوَلَةِ ولا نَيأَسُ مَا دُمْنا نَعِيشُ ونَتَنَفَّسُ! فَإِنَّها الرِّسَالَةَ الَّتي خُلِقْنا مِنْ أَجْلِها وَكَتِبتْ عَلَيْنا، مُنْذُ أَنْ قَبِلَ بِها أَدَمُ علَيْهِ السَّلامُ، فَلا يَجِبُ التَمَلُّصُ مِنْ أَمْرٍ لا بَديلٌ لَهُ! شِئْنا أَمْ أَبَيْنا، لِقَولهِ: “إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ”.
صَدِّقُوا أَوْ لا تُصَدِّقُوا، إنَّ اللهَ خَلَقَ الجَنَّةَ وَالنَّارَ وَقَالَ: “وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَٰكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ”، وأعُوذُ بِاللهِ مِنْ النَّارِ وأَهْلِ النَّارِ لِيَ ولَكُمْ! فالحَقُ قَدَّرَ وحَذَّرَ، فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ مِنْكُم بِعَقْلِهِ ورُوحِهِ لأنَّكُم مُخَيَّرِون! ومَا عَلَيْكُم أَعِزائِي إِلاَّ إختيارَ الجَنَّةَ والعَمَلَِ مِنْ أَجْلِها، وهَذا تَحَدِّي حَتَّى تَفُوزُوا بالإمْكانِيَّةِ المُفَضَّلَةِ مَا دامَتْ النِّهايةُ واضِحَةً…! إِمَّا الجَنَّةَ أَوْ النَّارَ، هَذِهِ القوانين لا جِدالٌ فِيها وَضَعَها صاحِبَ الكَوْنِ، مِنْ خَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ، فَلِماذا هَذا…؟ هُوَ سُؤال لا جَدْوَى مِنْهُ ولا يَحِقُّ لَنا بَتاتَاً، وَهُوَ إفسادٌ وَتضْيِعُون لِلوَقْتِ.
إنَّ هَذا المَنطقِ هَذا يُؤَكِّدُ أَنْ نكَونَ مُدْرِكِينَ أَنَّ البَشَرَ غَيْرَ مُتَشابِهينَ بِالأَراءِ والأَفْكار ِ والأَعْمالِ، وَالإخْتَلافُ لِسَبَبٍ واحدٍ بَسِيطٍ خُلِقُوا هَكَذا؛ قِسْمٌ يُصِرُّ على الأَخْطاءِ والعَمَلِ بها! لأنَّهُ شَيْطانٌ مِنَ الإِنْسِ مِثْلَهُ كأيٍّ منَ الجِنِّ! وإِبْطالُ الحَالِ لَهُ الصِّدْقُ مع اللهِ! وَالمَفْرُوضُ عَدَمَ الغَلطِ بِشَكلٍ مُتَعَمَّدٍ! ومَنْ أُجْبِرَ على ذَلِكَ فَهوَ مُكْرَهٌ ويَكُونُ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌ بِالإِيمانِ! وقَالَ اللهُ تَعالى فِي آياتِهِ (مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِن بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَٰكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ)!
أَعِزائِي! الصُّورةُ هَذِهِ هِيَ….! آخْتارُوا الصَحَّ ولا تَكُونُوا من المُنافِقِين! إحْمِلُوا الأَمانَةَ وَلا تَكُونُوا كَالَّذينَ قَالَ عَنْهُم الله: ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ، مَلِكِ النَّاسِ، إِلَٰهِ النَّاسِ، مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ، الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ، مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاس)! إخْتارُوا لأنْفُسِكُم لِتَكُونُوا مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ وليْسَ مِنْ أَهْلَ النَّارِ….! وهَذا كما قُلْتُ تَحَدِّي مَنْطِقِي لِمَنْ يُريدُ طَريقَهُ إِلى اللهِ أَوْ لا سَمَحَ اللهُ إِلى النَّارِ.
وفَّقَنا اللهُ أحْبابِي! والسَّلامُ عَليكُم ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكاتُهُ!

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *